صور من الثقافة -4
عقد الزواج وعقد النكاح
الصورة – 1 عقد الزواج
تلزم العلاقات الانسانية بين الناس, وبشكل خاص العلاقة بين الرجال والنساء مراعاة الكثير من الاوليات والقواعد التى تطورت فى المجتمع من اعراف وتقاليد واحكام دينية, وباختصار نوعية الثقافة وديناميكيتها. فى هذا الاطار لابد من التأكيد على خصوصية و نسبية الثقافة وارتباطها بمجتمعها والتى يمكن ان يكون الكثير من مفرداتها غير مقبولة فى مجتمع ذو ثقافة اخرى.
اين يمكن بداية وتطوير علاقة بين الناس, يلتقوا ويتعارفوا؟؟ ما زال موقع ونوعية العمل يشير الى ارجحيته لتعرف العاملين بعضهم على بعض كما تحاول ايضا الادارت توفيرمختلف الفرص والمناسبات لتعارف العاملين لما فى ذلك من انعكاس ايجالى على اجواء العمل وعلى الانتاج والانتاجية. فى اغلب المجتمعات التى اخذت بالحداثة وانظمة العمل والتعليم يشترك الاولاد والبنات منذ الصغر فى مدارس مشتركة ويستمر التعليم المشترك الى مرحلة التعليم الجامعى, هذا بالاضافة الى الوالدين الذين يشجعوا بناتهم واولادهم فى تكوين صداقات وعلاقات مع الاخرين وخاصة مع الجنس الاخر, هذه النظرة والتوجه يساعد على ان تصبح العلاقة بينهما امر طبيعى وضرورى وعملية تعلم وتربيه تتقلص من خلالها الاحكام المسبقة بالاضافة الى الخوف والخجل, والتردد ….الخ. فى اعمار معينة لابد للبنات والاولاد تعلم السباحة والدراجة الهوائية ومن ثم دخول “مدرسة الرقص” والحصول على رخصة قيادة السيارة, هذا بالاضافة الى النوادى الرياضية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدنى وجماعات الهوايات. فى واقع الامر ان الفرص كثيرة والمجالات واسعة لتكوين علاقات اجتماعية وعلاقات بين الرجل والمرا’ة, ومع ذلك فان المدن الكبيرة لاسيما فى اوربا وامريكا مرتعا للعزلة والوحدانية يعانى منها شرائح اجتماعية , خاصة بعد العقد الثالث من العمر.
عندما يبدى “الصديقان”, الرجل والمرأة, الرغبة والنية فى الزواج فان هذه الحالة تعبر عن مدى تطور العلاقة بينهما من الانسجام الجسمى والنفسى,وكذلك فى حقول مشتركة من الهوايات والتطلعات والنشاطات التى يمكن ان توفر لهم مساحات وفضاءات مشتركة للحديث والنقاش حول المستجدات. ان كلاهما, الرجل والمرأة لا يمثل لقائهم التجربة الاولى والوحيدة مع الجنس الاخر, ولايجد كلاهما اى ضير فى ذلك, او ان ينشأ عى ذلك تحفظات واحكام مسبقة. وانما تجربة حياتية مفيدة وضروريه لابد منها. ان التجارب السابقة تمثل الحق الذاتى لكل منهما. ان الاهم من ذلك ما يحدد نوعية العلاقة بينهما, حول مبدئية الثقه والاحترام والتعاون المتبادل, وهل سيجد كل منهماالمجال لتطوره الشخصى ام سوف ينحصر ويتقلص وينشأ عنها تناقض يجعل من الاستمرار فى العلاقة والزواج حالة غير مرضية.
يتقدم الرجل والمرأة بطلب مصحوبا بالوثائق الرسمية الى المحكمة الشرعية لاجراء عقد الزواج ويحدد الزمن. يتم العقد فى احتفالية باحد قاعات المحكمة وبحضورعدد من الاقارب والاصدقاء. ان موظف المحكمة, بعد , يتأكد من ان هذا القرار هو قرارهم الذاتى الحر دون حصول ضغوط خارجية, يلقى كلمة قصيرة حول الزواج وتكوين الاسرة والمسؤلية المتبادلة فى تربية ورعاية الاطفال, وىعد تبادل الخواتم يكتمل الزواج. ان العقد الموثق من المحكمة الشرعية يضمن الحقوق لكليهما وكذلك للاطفال, وفقا للقوانين المدنية المشرعة من قبل الدولة. ان شرائح اجتماعية تجرى, بالاضافة الى هذا العقد عقدا من قبل الكنيسة. ان الفروق فى الاجراءات بين الكنيسة الكاثوليكية والبروتستانية ليس كبيرا ويمكن ان يتم فى الكنيسة فى اجواء احتفالية او قاعات او بيوت مخصصة لذلك. ان مراسيم العقد يتم وفقا لتقاليد قديمة. ان رجل الكنيسه المكلف (القسيس) يلقى كلمة قصيره يؤكد فيها على الخطوة المصيرية التى يقومون بها , وانهم فى هذه الساعة ليس لوحدهم: ان الاله يبارك لهم هذا الحب ويوحدهم فى وثاق العائلة والحياة وتصميمهم على الزواج فى اطار الكنيسة. يسأل القسيس العريس اولا: ان حضورك جاء بعد تفكير طويل وقرار حر مع العروسة. ان العريس ياخذ خاتم العروس ويتلوا القسم: ستكونى امام الله زوجتى, واعاهدك الامانه والاخلاص, فى الايام الطيبة والايام العصيبة, فى تمام الصحة وحالة المرض, الى ان يفرقنا الموت. انى احبك, احترمك احافظ على شرفك فى كل ايام حياتى. العريس للعروسة, هذا الخاتم اشارة لحبنا واخلاصنا, امام الله. تتلوا العروس نفس القسم. القسيس : الان قبلوا بعضكم فانتم متزوجون.
ما زال الزواج يحمل فكرة بناء وتكوين عائلة وانجاب اطفال وتحمل مسؤليات مشتركة وما زال ايضا فى المجتمعات الغربية هو النموذج الذى يعتمده الافراد وبنفس الوقت الدولة فى التشريع وكذلك المؤسسه الدينية, الا ان التغييرات المجتمعية والتطور الذى حصل فى جميع مرافق الحياة قد افرز حالات جديدة من التكوينات الاجتماعية التى تختلف عن نموذج الزواج والعائلة التقليدى. ان يعيش الرجل والمراة سويه ويشتركوا فى مهمات الحياة دون عقد قران رسمى موثق, ويمكن ان ينجبوا اطفال ايضا, ويمكن ان تنجب امراة طفلا عن علاقة مؤقته , يمكن ان تكون علاقة عابرة. ان مثل هذه الحالات لم تعد تثير العجب والاستغراب. ان الحكومات قد انتبهت لمثل هذه الحالات ووضعت لها اطارا قانونيا يتم التعامل معها كعقود رسمية وتحضى برعايتها.
الصورة- 2 عقد النكاح
فى عالم مغلق,تكاد فرص اللقاء والتعارف غير متوفره, يعيش الرجل والمرأة فى بيت واحد ولكنهم فى عوالم مختلفة من ناحية نظرة المجتمع اليهما وما يترتب على ذلك من حقوق وواجبات, امتيازات وحرمان, مشاركة وتعطيل…الخ. هذا يعنى ايضا تقرير اوليات الحياة وتقرير المصير, وهنا تتقدم المشاعر والغرائز الى تولد مع البشر والتى يجب ان تأخذ بالحسبان وتنظم اطاراتها. لقد اعتاد العرب منذ قبل الاسلام تنظيم الوصول الى هذه المشاعر والغرائز, ابتكروا صيغة الزواج المبكر, الشاب فى مرحلة المراهقة, يمثل طاقة حركية وجسمية كبيرة يعبر عنها بسلوكيات مخالفة للقواعد والاعراف المعتادة وما لايتفق مع مفهوم العيب الذى ينظم يوميات الانسان. لهذا يزوج الشاب ويتم من قبل العائلة اختيار زوجة له وفقا لتصوراتهم ما يعتبرونه نموذجا وملائما له وملائما لهم. هذة الطريقة تكاد مالوفة فى شرائح اجتماعية واسعة ولا زالت واسعة التداول. لقد حصلت تغييرات كبيرة فى المجتمع واخذ نموذج العلاقات السائدة فى التغيير نتيجة للتطورات حصلت فى ميادين التعليم والعمل والفكر