9 أبريل، 2024 10:34 ص
Search
Close this search box.

صور صور فأين المفر!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

الديمقراطية بمعناها الوطني الذي يراعي مصالح الوطن والمواطنين لا يمكنها أن تتحقق في مجتمعات بلا قدرة على الإستقلالية الفكرية والتقديرية , وإنما هي ذات ميول تبعية لهذا وذاك من أصحاب النفوذ والسلطان , والإنحسار في أوعية الحياة البالية , كالعشائرية والقبلية والطائفية والتحزبية , وغيرها من آليات الإعتقال والإحتقار ومصادرة الإرادة والمصير.
مجتمعات البشر التابع القابع الخانع لا تصلح للديمقراطية ولا هي تصلح لها أبدا , لأنها ستدفعها للدخول في متاهات خسرانية تدميرية فادحة , وهذا ما يجري ويدور في بعض المجتمعات المتوهمة بالديمقراطية , والمحكومة بالأطر البالية والكينونات التدميرية الفاعلة في أيامها القاسية.
ولهذا تجد البشر فيها يلهث وراء الصورة , وتزدحم شوارعها وأماكنها بالصور التي تدعوها لإنتخابها , فالهدف هو الصورة , ولا شيئ سوى الصورة , التي تعني التعبير عن الإنتماء لكينونة خاوية , والخنوع لموضوعات مناهضة للمصالح الوطنية المشتركة.
وعليه فأن الأموال الطائلة تُصرف على الصور , وتتحقق المباريات الصاخبة ما بين الصور وأيهما أجمل وأفضل إخراجا وتزويقا وتزييفا, لكي تجتذب الناخب وتوقعه في غرامها والإعجاب بها , فالإنتخاب للصور , وكل مرشح ينادي ” إنتخبوا صورتي”!!
وتمضي الصور تلعب دورها في حياة المجتمعات الجاهلة بالديمقراطية وقدراتها وآليات الإستثمار الحضاري فيها , فالإنتخاب يكون وفقا لإرادة الصورة , أما المشروع والبرنامج والهدف فأنها غائبة ومجهولة لا قيمة لها , لأن القيمة العليا للصورة وحسب , مادامت الرؤوس مفرّغة والنفوس معبأة بالعواطف والإنفعالات الكفيلة بعشق الصور!!
فانتخبوا صور , واهتفوا صور صور , فالحياة صور!!
والديمقراطية صور صور فأين المفر؟!!
وأطعموا الشوارع بالصور , وتنعموا على الفقراء بالصور!!
تُرى أ هذه ديمقراطية أمْ خَوَر؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب