لاشك ان المساندة والتاييد الجماهيري لأي شخصية عامة سياسية كانت اودينية او غيرها لا يكون من خلال كثرة الصور والجداريات التي تخصه بل يأتي من خلال حضوره في عقول وقلوب الناس نتيجة الفعل والمنجز الأنساني والوطني الذي يبقى حاضرا في ذهنية الناس ويحقق أمانيهم وطموحهم ومصالحهم الشرعية ولكن مانراه الآن من تقليد اعمى لممارسات دأبت عليها الأنظمة الديكتاتورية الشمولية مثل نظام صدام في فرض صور القائد الضرورة في كل شوارع ودوائر البلاد بل وحتى مقابرها وشوهو من خلال هذه المظاهر المدن والبيئة والتي حاولت أجهزة نظام القائد الضرورة فرضه على عيون الناس قسرا متناسين ان هذا لا يعني قدرتهم في فرضه على قلوب وضمائر الناس . و اليوم وبعد زوال نظام صدام وزوال صوره نجد بدلا من وضع صور ونصب لرموز وشواهد تاريخية وجمالية وحتى دينية جامعة لكل الشعب… نجد تجديد أعمى وبائس لهذا التقليد ولكن ليس لرئيس الدولة او رئيس الوزراء او أي شخصية سياسية بل لرموز دينية تتباين في في ثقلها الديني وتأثيرها المناطقي وحتى الروحي والسياسي للأحياء منهم وكذلك للأموات الذين يحاولون استغلالهم رغما عنهم سياسيا وتاريخيا.. وبالرغم من ان وضع صورهم يتناقض مع طروحاتهم الوطنية والدينية والتي دأبوا على النضال والموت من أجلها …..وبغض النظر عن من وضع هذه الصور أو ان كانت بعلم هذه الشخصيات اوأجتهاد من اتباعهم و المستفيدين من وضعها نجد القاسم المشترك فيها انها أرتجالية و لا تستند على قواعد الشرعية القانونية و غير حاصلة على اذن من الدوائر المختصة وخالية من الذوق الفني والجمالي وتم وضعها في أماكن كثيرة وبشكل عشوائي وبعضها لا يليق بمن تمثله ووجودها يشكل خطرا على الناس ومعرقل للمرور بل ان كثير منها يعيق تنظيم وترتيب المدن…والموظفين المسؤولين لا يقدمون على أزالتها خوفا من ردة فعل أنصار صاحب الصورة وحتى صاحب الصورة؟؟؟ ويمكن تشخيص هذا الفعل في ضواحي بغداد مرورا بالحلة والنجف ووصولا الى البصرة وبالأخص صور اليعقوبي وعمار الحكيم وحسين اسماعيل الصدر ومقتدى الصدر حيث ان صورهم تجاوزت الشوارع والساحات العامة ووصلت وفرضت قسرا على مقار كثير من دوائر الدولة العامة والتي يجب ان يكون انتماءها للعراق والعراق فقط بحيث ان الوزارات والدوائر التي ينتمي وزيرها و مديرها الى تيار رجل دين معين يضع صوره في مساحة واسعة من الدوائر التابعة له في تحدي واضح وأستفزاز للقوانين والدستور وللمشروع الوطني العراقي الجامع الرافض لشخصنة العملية السياسية و كذلك للمارسات النرجسية و الديكتاتورية والذي اكثر من نادى برفضها من على المنابر والأعلام هم أصحاب الصور أنفسهم؟؟؟ ..