19 ديسمبر، 2024 12:37 ص

الناصرة مدينة البشارة، هي المدينة المحببة لقلبي وقلوب الكثيرين، ويكفي أنها مسقط رأس شاعرنا الكبير والقائد الوطني الراحل توفيق زياد، والشخصية الوطنية الراحل منصور كردوش، من جماعة حركة ” الأرض “، ومولد الأديبتين مي زيادة، ونجوى قعوار فرح، والشاعرمطلق عبد الخالق، وبلد الشعراء والأدباء والمثقفين : إميل حبيبي، وشكيب جهشان، ورامز جرايسي، وأديب أبو رحمون، وسالم جبران، وسعود الأسدي، وميشيل حداد، وجمال قعوار، وإدمون شحادة، وعيسى لوباني، وفوزي عبد اللـه، وطه محمد علي، وطارق عون اللـه، ونبيل عودة، ومحمود أبو رجب، وعفيف صلاح سالم، وناجي ظاهر، وفتحي القاسم، وسيمون عيلوطي، ومفلح طبعوني، ورياض كامل، وفوزي ناصر، وعبد اللطيف ناصر، ورياض مصاروة، وزهيرة صباغ، وسيمون عيلوطي، وعدوان ماجد، وشوقية عروق منصور، ونائلة عزام لبس، ومنى ظاهر، ولبنى دانيال، ورانية ارشيد، ورنا أبو حنا، وعدالة جرادات، وإيمان مصاروة، وسناء السعيد، وزينة فاهوم، وخالد عوض، والمسرحي فؤاد عوض، وتميم الأسدي، ونهى زعرب، وجميلة شحادة، والتشكيلية سليمة حامد، والفنانة الراحلة ريم بنّا، وغيرهم ممن خانتني الذاكرة اسماءهم.

وهي عاصمة جماهيرنا العربية، وشكلت على الدوام عاصمتنا الثقافية، واحتضنت مدرستها الثانوية وخرجت آلاف الطلاب من كل أنحاء البلاد، وقبلة شعبنا، ومحج الأدباء والكتاب والشعراء والمهتمين بالثقافة، واشتهرت بسوقها الشعبي القديم الذي تفوح منه رائحة القهوة العربية، وكان يعج بالحركة، وكنا نقتاد مكتباتها لشراء ما يغري من كتب وأدبية وثقافية وفكرية وفلسفية وسياسية وروايات وقصص ودواوين شعر، والحصول على الصحف والمجلات العربية التي كانت تصل من مصر والدول العربية، كمجلتي “العربي” و”الدوحة” و” المصور” و” أدب ونقد” و” الاهالي” وسواها.

وفيها بناية الصداقة الواقعة في منطقة العين، التي كانت مركز جذب لنا نحن أهل الأدب والفكر والسياسة، وعشاق الثقافة، وتوطدت علاقتنا بالمكتبة الشعبية بإدارة طيب الذكر الرفيق سهيل نصار، التي وفرت للقارئ العربي الكتب التقدمية والماركسية والسياسية والتاريخية، وشكلت منارة فكرية ونبعًا ثقافيًا، فضلًا عن مكتبة الراحل إبراهيم عبد الخالق، ومقهى أبو نضال، الذي كان بمثابة صالون أدبي يجتمع فيه أهل الأدب والثقافة والسياسية، بالإضافة لنادي الحزب الشيوعي الذي كان يعج بالحركة وبالنشاطات الوطنية والكفاحية، والفعاليات الأدبية والثقافية، والأمسيات الفنية.

فعلًا أنها أيام لا أجمل ولا أروع، وكم نَحِنُّ ونشتاق لها في زمن عصيب ورديء، تراجع فيه كل شيء جميل.