19 ديسمبر، 2024 12:25 ص

صوت واحد وقلب واحد!!

صوت واحد وقلب واحد!!

قادة الأمم والشعوب تحث مواطنيها نحو تحقيق غاية واحدة وهدف وطني مشترك صالح للجميع , فهي تعلي قيمة الوطن والمواطنة ولا يعنيها بعد ذلك شيئا آخر , لأن إنتفاء الوطن والمواطنة سينفي كل شيئ آخر.
والقادة اليوم تجدهم يتحدثون في خطبهم ورسائلهم وتصريحاتهم على ضرورة الصوت الوطني الواحد والقلب الوطني الواحد , بمعنى أن الشعب يجب أن يعتصم بحبل الوطن وحسب , ولا يمكنه أن يضع حالة أخرى مهما تصور وتوهم فوق الوطن.
والمجتمعات التي تفوز بقادة من هذا الطراز هي القوية العَلية , والتي تحظى بدونهما هي الضعيفة الشقية المتهاوية إلى حضيض الخسران والبهتان.
والعلاقة جلية ما بين رؤية القادة والشعوب , وقوتها وضعفها , فالرؤية القيادية هي التي تحدد وترسم مسارات الشعوب وتوجهاتها , وكيفيات التفاعل بينها ومع غيرها من شعوب الدينا , ووفقا لهذه الصورة المتحفزة في الوعي الشعبي يكون السلوك , ويمكن قياس وتقدير درجات التقدم والتأخر , والقوة والضعف.
فالمجتمعات المقتدرة في الواقع الأرضي , هي التي توصلت إلى صياغة رؤيتها الوطنية الجامعة المانعة , القادرة على ضم التنوعات والإختلافات في وعاء الوطن القوي المتطور المتجدد العطاءات والإبتكارات , وهي تعززهذه القيمة وتوّحد الصوت وتسعى لضبط إيقاعات القلوب وتوجهاتها نحو مستقبل أفضل وكينونة أمثل , وبهذا هي قوية ومقتدرة ومتطلعة نحو مستقبل أزهر.
أما المجتمعات الخاوية المستضعفة المغلوبة على أمرها , فأنها كذلك بسبب قادتها وآليات الحكم فيها , التي تفتقد الرؤية الصالحة الصائبة وتنكر الإرادة الوطنية الجامعة , وتتمثل فيها شرائع الغاب ونزعات النفوس الأمارة بالشرور والمنكر , فيكون ما فيها متحققا حولها , وبهذا تساهم في تدمير أوطانها ومواطنيها , وتهدر الثروات وتأخذ البلاد والعباد إلى جحيمات سقرية مستعرة لا تعرف الخمود.
إنها معادلة بسيطة سهلة فاعلة في الوجود البشري على مر العصور والأزمان , وبرغم التأكيد عليها في العديد من العقائد والأديان والرسائل الإصلاحية , فأن البشر لا يرعوي , لأن الكرسي له تأثيراته المداعبة لمطمورات النفس البشرية , فيرغّبها بشهوات وهفوات حتى يقضي على أصحابها , وهكذا دواليك!!

فهل من وحدة صوت وقلب يا عرب؟!!