صوت رفيف اجنحة الفراشات… هل سمعتم…؟

صوت رفيف اجنحة الفراشات… هل سمعتم…؟

ان يسود السلام في العالم وتتوقف نيران الحروب عن الأوار …ذلك حلم بعيد المنال بل هو يكاد يكون مستحيل .
لماذا …؟
هذا السؤال يتبادر الى الذهن وتجد النفوس البريئة تتطلع الى الجواب الشافي الذي يحقق الاهداف السامية لمن يحملون القلوب المفعمة بالحب في هذا العالم فما هو الجواب…؟
هل هكذا هي الطبيعة البشرية وهكذا هو العالم تتشابك وتتداخل فيه مختلف الرؤى والتوجهات والميول وتتقاطع الانظمة بحسب المصالح والمطامح (انا وبعدي الطوفان)
قد يكون هذا شعار فرد او اسرة او فبيلة او مدينة او دولة او مجاميع من الدول .
(الانا) للفرد او للجماعة هي المحور في هذا الطوفان الذي تستعر فيه نيران الحروب وتنتشر المآسي تسحق الحياة تحت صليل السيوف وسنابك الخيول وترفع الرؤوس على الرماح تنكيلا بالقتلى واشادة بالقاتلين او يصلبون على المشانق او الاعمدة وتترك الجثث معلقة ترسل رسائل الترويع والترهيب للقائلين كلمات الضد ….
ماذا تقول …ان ذاك الزمن ولى ونحن الان في قرون متقدمة ولنا ثقافات ودراسات وتقدم في العلوم والآداب والفنون وارسلنا مراكبنا الفضائية الى الكواكب نستطلع احوالها وابحاثنا و العلوم متطورة حتى ان الحضارات القديمة تضاءلت امام هذا التقدم الهائل واصبح العالم كل العالم ليس قرية كما كان يقال بل شاشة صغيرة .
اتصال ووصال وحدث واحاديث في لحظات قليلة تتصل الى ابعد نقطة في هذا الكوكب وتتحدث الى من لم تره ولم تعرفه وبينك وبينه مسافات ومسافات .
في غرفتك الصغيرة وعبر شاشتك الصغيرة تسافر وتطلع على اماكن ومدن وبحار ومحيطات ,تغوص مع الغواص تتعرف الى اعماق البحار او تجوب الصحارى او تدخل القصور التي بناها الملوك ..
زمن العلم هذا قدم للإنسان ارقى واجل الخدمات …
هذا صحيح لكنه ايضا استلب الانسان حريته وهو ينادي بحقوق الانسان وهو وضع لائحة لحقوق الانسان وهو يعاقب الدول لمخالفتها حقوق الانسان ….
ياه … يا لحقوق الانسان
سيتلاشى كل ذلك بجرة قلم من منتفذين يقدمون للعالم نموذجا للقتل ليس لفرد بل للشعوب .
من اجل تحقيق مصالحهم …بجرة قلم تفنى الحياة
بجرة قلم تهدم المدن
بجرة قلم يقتل الابرياء
الله يا الله يا الله .
الابرياء وهم آمنون في مساكنهم ربما كانوا يحلمون بغد مشرق ربما كانوا يتأملون تحقيق اهداف سامية ربما كانوا يحتضنون اطفالهم يترنمون لهم بأغاني النوم ويمسدون على شعورهم ويهمسون لهم بكلمات الحب …فجاءة ينتهي كل ذلك الى ….الموت الزؤام…. !!!!!!!!!!
لماذا….؟
مقذوفات من نار
لهب وشرار
احرقت المدن
ومات الانسان
ماتت الحياة
…..
الذين يرفعون الايادي مطالبين بالسلام …
اصواتهم ضعيفة كأنها اصوات رفيف الفراشات تحوم حول الزهور وببراءتها تنحني لمنح الحياة وانتشار العطور .
لا تسمع اصوات رفيف اجنحة الفراش

بجرة قلم للمتنفذين الذين يملكون القرار تدوي رعود الحروب وينتشر الدمار ويموت الابرياء قربانا للمصالح والمطامح لأفراد او اسر او دول.
بئس عالم تسوده الحروب ويموت فيه السلام.
لا صوت للسلام
الصوت الاقوى
الصوت الازلي
صوت الحرب
ولا صوت للسلام.