23 ديسمبر، 2024 5:15 ص

صوت الوطنية … أين هو ؟؟؟

صوت الوطنية … أين هو ؟؟؟

صياغة الاخبار وطريقة تناول وتحليل الاخبار اليومية والسياسية تختلف بين وسائل الاعلام خاصة الفضائيات ، ونلمس من خلال ذلك التقاطع واختلاف النظرة الموضوعية بين القنوات الفضائية في نقل الاحداث بشكل مهني وهذا مايؤدي الى ضياع الحقيقة وتزييفها ويؤدي ايضا الى زيادة الفرقة والتناحر والتباعد بين الكتل السياسية المشاركة في الحكومة والبرلمان ، هذا البرلمان الذي يجلس الجميع تحت قبته لكن للاسف الشديد نرى ونلمس الصراع واضحا وضوح الشمس بين النواب وعندما يتحدثون ويطرحون وجهات نظرهم فان الجميع يريد ان يمرر اجندته واهدافه ومصالحه والكل يحاول الكسب على حساب الاخرين والكل يريد الفوز والكل يتربص على الكل .. هذا هو الواقع الذي يعرفه القاصي والداني … وهنا الا يجدر بنا ان نتساءل : اين صوت الوطنية واين صوت العراق ؟؟ ولماذا طغت لغة الكتلة والطائفة على لغة الوطن ؟؟ وسؤال اخر : من الذي يروّج للطائفة والكتلة ؟ هل هو السياسي أم المواطن المسكين الذي خدعه بعض السياسيين بشعارات مزيفة كاذبة ؟؟الجواب ان السياسي هو الذي روج ويروج للطائفة والكتلة وحتى المنطقة بالتلميح والتصريح وهذا ينعكس سلبا على الشارع وعلى المواطن البسيط خاصة في هذه الايام حيث يشتد الصراع بين السياسيين وتزداد التحالفات وتتناسل الاحزاب والكتل مع قرب الانتخابات والكل يرفع الشعارات الوطنية الرنانة والكل سوف يجعل من العراق ( جنة ) ويجعل العراقيين يعيشون في ( العسل ) .. اقول ان كل ماحصل ويحصل في العراق سببه البعض من السياسيين الطارئين والانتهازيين الذين ركبوا الموجة وتعاملوا مع الشيطان من اجل مصالحهم ومن اجل ( كروشهم وجيوبهم ) وكانت النتيجة ان يكون الاداء والعطاء ضعيفا اذا لم نقل معدوما وانعكس ذلك سلبا على اداء الحكومة والبرلمان بشكل عام … صحيح ان هناك سياسيين وطنيين شرفاء غيورين على الوطن لكن كم هي نسبة هؤلاء مع اؤلئك الطارئين والفاسدين الذين ضيّعوا الوطن وارجعوه مئات السنين الى الوراء ؟؟ الجواب اتركه لكم …. وكفانا مجاملات ومساومات ومحاباة وكفانا المتاجرة بالوطنية بالوطنية وكفانا نفاق سياسي واين السياسي الوطني واين الوطنية واين صوتها واين هو اول المضحّين وآخِر المستفيدين ؟؟ والى متى تبقى الاقنعة على الوجوه الكالحة من الذين يتاجرون بالوطن والمواطن ويقبضون ثمن تجارتهم ولكن على حساب دماء الابرياء والفقراء والجياع وجيوش العاطلين وانعدام الخدمات …. والله والله لقد سئمنا من رائحة الخطابات والتصريحات الرنانة الوردية من السياسيين الذين اصبحوا نجوما للقنوات الفضائية وكم كنت اتمنى ويتمنى غيري ان يتكلم هؤلاء داخل البرلمان بمثل ما يتكلمون به في الفضائيات وهم يرتدون اجمل واغلى البدلات والاكسسوارات ( واصباغ الشَعر ) من النوعيات العالمية وهم يتباكون على الوطن والشعب والفقراء والايتام والمهجرين في حين ان قسما منهم هم الذين سرقوا لقمتهم في وضح النهار وتحت الشمس ..
واخيرا اختم بما جاء على لسان احد الشعراء حيث يقول :
أما ترى البحرَ تطفو فوقهُ جِيفٌ ……. وتستقرُّ بأقصى قعرهِ الدُررُ
السلام عليكم