بكى قلمي، وارتعشتْ يداي، وكاد القلم ان يِسقط من بين اناملي، وهو يخط هذه الكلمات الحزينة بمواقف أليمة عندما اتذكر فاجعة فاطمة(ع) وبنيها بكل تفاصيلها أيها القارئ الكريم ، تباً للعين التي لا تبكي، والنفس التي لا تحزن، والدموع التي لا تذرف وتنهمر،ويحاً لكذا امة تقتل هؤلاء! ومن هؤلاء ايها العالم؟ هم اصحاب الضمير الانساني واصحاب الكساء، وعطرة خاتم الانبياء والمرسلين(ع).
اني اشفق على نفسي، وكأني في اللحظات الأخيرة من وجودي فيهذه الارض الواسعة، ويضيق نفسي، فهل معقول ما يذكر ويروى يا أمة الاسلام، كلما تذكرت موقف زينب (ع)وهي ترى الحسين وحيدا بين الالوف من الزندقة في ارض المعركة، فصوتها يدوي، فهل من ناصر ينصرنا؟ دون مجيب.
ترى الناس سُكَارى وما هم بِسُكَارى؛ ولكن عذاب الله أشد! كيف يصف المفكر، والمؤرخ، واهل اللغة والبلاغة، هذه الحادثة الجللياناس؟ اليس حب ال النبي ﷺ واجب الطاعة؟ لا صلاة الا بذكرهم.
ماذا فعل هؤلاء القوم في وقتها بربكم؟ هل تلبسهم ابليس وحفتهم الشياطين، ام هم الأبالسة انفسهم، تبا لكذا نفر ضالّ، اذ وصفتهم بأي وصف يشْمَئِزُّ ويتبرأ منهم هذا الوصف؛ لان جنايتهم عظيمة، وما اعظمها أيها القارئ الفطن، كونها هزت السموات وساكنيها، وبكت الأرض وما فيها، فأن نفسي وقلمي يلعنهم، والذات الانسانية تلعنهم، والفطرة الإنسانية الحية تتبرأ من أفعالهم الدنيئة، لولا ان حادثة الحسين(ع) قريبة، ورموزها باقية الى الآن، ومراقدهم تعلوا في شموخ الى عنان السماء ، لقلنا انها اسطورة تأريخيه ،لأن العقل لا يصدقها.
محمدا عند ولادته الطاهرة تغيرت الارض بما فيها، وربت وتغنت الاشجار بكل ضواحيها ، أسألوا اهل التأريخ ان كنتم سائلين قبل محمدا ما كان وضع الأرض وما فيها؟ مجاعة وبُئس عمت الارض كلها، كأنها ليلا سرمدي على ساكنيها! ماذا فعل ابناء الطلقاء والمنافقين بالعترة الطاهرة، طبعا هم ثلة قليلة؛ ولكنهم كانوا مُتترِّفيها، وقسم منهم دخل الى الاسلام جبرا وخوفا، وسوقاً لا ايمانا، وخير دليلا على ذلك، قالها الصادق المصدوق صلى الله عليه واله وسلم (اذهبوا فانتم الطلقاء) هؤلاء هم الطلقاء بُئس لهم، بما فعلوا، يا ضمير الانسانية الحي انشدكم برسول الله ﷺ وبمعتقداتكمهل شهد التأريخ فاجعة أليمة مثل هذه المصيبة.
أيها القارئ اللبيب، واصاحب الذوق الرفيع، نحن متفقين دائما أن رائحة المسك تُشم على بعد، فكيف هو الحال بفاطمة وابيها والادها أسباط النبي ﷺ وابيهم الكرار، هل هذه هي مكافئتهم وهم خير البرية؟ ولكن ويالا الاسف هؤلاء المشركين تمكنوا من رقاب الناس يوماما؛ فلعنهم التأريخ!.
كانوا يطمحون ان يمحوا ذكر ال البيت، والعترة الطاهرة ؛ولكن هيهاتثم هيهات تأبى السماء ذلك، وقالها ابا الاحرار (هيهات منا الذلة) ياحسين انت موجود في الضمير، وفي الفطرة الربانية انت سبط الرسول ﷺ صدق الرسول ﷺ حين قال (حسين مني وانا من حسين) (الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة) يا أمة الاسلامأفيقوا اليس علي (ع)مع الحق، والحق مع علي(ع)، اين ولاية هؤلاء من المذبحة التي حدثت في كربلاء ومجرميها، اي لعنة الله عليهم اجمعين،وسيصلون نارا وحريقا، وهم في الدرك الاسفل من النار ان شاء الله.
فاطمة بضعة مني ام الحسن والحسين، تلك الزكية الوفية سيدة نساء العالمين، فبذكر فاطمة تطمئن القلوب ام السبطين وزينب العقيلة، اللهم اني أتبرَّأ من تلك الامة، والله يقشعر بدني، ويضيق نفسي كلما نويت ان اكتب في هذا الموضوع؛ ولكن واجبي يحتم عليّ ان اكشف لمن يريد ان يعلم الحقيقة؛ لأنها نوراً لمن سعى لاقتباسه، وظلام بظلمة ابدية على المنافقين من هذه الأمة ؛ لهذا نقول لهم ومن يتبعهم صبرا صبرا فأن الصبر جميل، فهلموا بنا يا نساء كربلاء، وماجدات العالم؛ لنكشف كل المؤامرات التي تحاك على ديننا الحنيف، والعترة الطاهرة، ففي حب ال محمد نجاة وفي بغضهم تهوي الامم الى وادي سحيق، وقالها الصادق المصدوق امين الوحي خاتم الانبياء والمرسلين (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي…).
يا فاطمة أنت موجودة في نفوسنا وضمائرنا وعقولنا، انت الام والاختوالتربوية ، أنتِ من نستلهمَ منكي العبر والاسلام الحقيقي، وبك تعتز كل ماجدة أبيه، ارقدي بسلام سيدتي، وَقَرِّي عَيْنًا ، والله ثم والله لتفتخري بنا يوم تجمع الأمم، يوم لا ينفع لا مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم ،انت شفيعتنا ونحن بناتك الزينبيات المؤمنات الصابرات المحتسبات، سلاماً عليك سيدتي يوم ولدتِ وعلى ابيك وبعلك واولادك، ويوم انتقلت روحك الزكية بجوار بارئها، وسلاماًلجميع القُرّاء الكرام، والحمد لله رب العالمين .