19 ديسمبر، 2024 2:55 ص

صوت الجوالي السهارى

صوت الجوالي السهارى

صُحف الجُّمهوريَّة الإسلاميَّة الإيرانيَّة كثيرَة، صحيفة «إيران» الرَّسميَّة لسان حال الحكومة الإيرانيَّة وصحيفة «كيهان» العريقة التقليديَّة التي تأسَّست عام 1946م يشرف عليها مُمثل مُرشد الجُّمهوريَّة الإسلاميَّة الإيرانيَّة «عليّ خامنئي»، وصُحف التيّار الإصلاحيّ الدّاعم للحكومة الإيرانيَّة برئاسة رئيس الجُّمهوريَّة «د. حسَن روحاني» مِثل «مردم سالاري» و«شرق» و«اعتماد»، والمُتحدِّث باسم الدّبلوماسيَّة الإيرانيَّة «بهرام قاسمي»، ورئيس الأركان الإيرانيّ «مُحَمَّد باقري»، وَكالَة أنباء «فارس» لسان حال الحرس الثوريّ الإيراني، ووَكالَة أنباء «مهر» شِبه الرَّسميَّة لسان الأمن الإيراني، ووَكالَة أنباء «إيسنا» لسان حال طَلَبة إيران، وصحيفة «دنياى اقتصاد» وموقع «فرارو» الإلكترونيّ الخبري.

وصُحُف الجّار العِراق ومواقعه الإلكترونيَّة أكثر عديدَاً وتنوّعاً وليبراليَّةً، لا تنشِر للفكر الاشتراكي رُغمَ مُخاطَبة أمير الشِّعر العربي “ أحمد شوقي ” لخاتم الأنبياء؛ «الاشتراكيّونَ أنتَ إمامُهم!»، كما كان حال اشتركيي مهد الدّيمقراطيَّة بريطانيا في ثلاثينات القَرن الماضي، فلجأ الإشتراكيون إلى امرأة هي ليدي إستر وسِواها الأرستقراطيات ليُعلمنهم الاُصول والتقاليد والبروتوكولات غير الشَّعبوي Kajwal. حتى الكاتب الاشتراكي السّاخر “ برنارد شو ” ، تطوع لإرشادهم فقال لهم: “ أوَّل شيء عليكم أن تتذكروه، ألّا تأكلوا كُلّ طبق طعام يُقدَّم إليكم كما لَو كانت المُقبلات كالسَّلَطة الطَّبق الوحيد الذي سيُقدَّم لكم في المأدُبة! ثمَّتَ أطباق أُخرى تعقبه، ورُبَّ اُكلَة حَرَمَت اُكلات!”.

أيضاً المائِز والبديع كالإسلام بدأ غريباً، مِثل رواية «ساعة بغداد» لشهد الرّاوي لم يألفها الوسط الثقافي العِراقي، صدرت طبعتها الثالثة من دار الحكمة في لندن، وبيع منها أكثر من 25 ألف نسخة، وتُرجمت إلى الإنجليزية، ووصلت إلى القائمة الطَّويلة لجائزة بُوكر العربيَّة لهذا العام، والقرّاء بين مُحبّين للرواية وكارهين وناقمين عليها شكلاً ومضموناً.

اُنموذجاً آخر أبعد: مُتشرّد باريس James Joyce أوغسطين عويسيوس (2 شباط 1882 دبلن، أيرلندا – 13 كانون الثاني 1941م زيوريخ، سويسرا)، أشهر أعماله رائِعته روايته مُثيرة الجَّدل «عوليس Ulysses»، في جزءين، ومِن أروع ما كتبَ أرخبيل القمر، «قصائد المُتوحد ببنس Pomes Penyeach» مجموعة شعرية تتكوَّن مِن 13 قصيدة، كتبها خلال 20 سنة بدءً بعام 1904 إلى 1924م، ونُشِرت للمرة الأُولى في 7 تمّوز 1927م بعُنوان الأصل الإنجليزيّ “Pomes” تلاعب لفظي على ” قصائد Poems” (بالإنجليزية) و”تفاحة Pommes” (بالفرنسية). الشّاعِر الأميركي عزرا باوند، رفضَ نشرها وتابعها بحماس غُبَّ صدورها.المجموعة صغيرة، تتضمَّن في مُجمَلِها أقلَّ مِن ألف كلمة، واستُقبِلت استقبالاً نقديّاً وشعبيّاً جيداً، وعدد من قصائد المجموعة يتكرَّر اختيارها في المختارات الأدبيَّة. تُرجمت له إلى العربيَّة: «صورَة الفنان في شبابه A Portrait of the Artist as a Young Man»، و«سهر فنيغان Finnegans Wake» أمضى 17 عاماً في كتابتها (1939م). «المنفيون Exiles» مسرحيَّة نُشِرَت أوَّلَ مرَّة في 25 ماي 1918م، تستند على قصته القصيرَة “الموتى”، المنشورة في “اُناس مِن دبلن Dubliners”، المسرحيَّة تُعدُّ أسوأ أعماله الأدبيَّة، سواء مِن الجَّنبة النقديَّة أو الاستقبال الشَّعبي، لا يكاد يُماثلها في الفشل سوى مجموعته الشِّعريَّة “موسيقا الحُجرة”. قدَّم المسرحيَّة إلى ويليام بتلر ييتس كي تُعرَض في مسرح آبي، لكنَّه رفضها، والعرض المسرحي الرئيسي كان عام 1970م في مسرح ميرمايد بإخراج هارولد بنتر. تُماثل المسرحيَّة في بنائها مسرحيات الكاتب النرويجي هنريك إبسن، ويقترح النُّقاد أنَّ Joyce قلَّدَ إبسن في باكورَةِ أعمالِه الأدبيَّة. «فندق فين Finn’s Hotel» اُقصوصات عام 1923م، لم تُنشر في حياته، نُشِرت في حزيران 2013م عن دار نشر “إيثيس” الأيرلندية، وأضاف الرَّسام الأميركي كاسي سورو رسوماً إلى الطَّبعة، وفي نهاية عام 2014م تُرجِمت إلى 6 لغات. زعمت دار النشر أن هذا العمل سابق لروايته “ سهر فنيغان ”، وعقب نشر المجموعة، انتقد عدَّة مختصين ما قامت به دار النشر، باعتبار المجموعة مسوَّدة غير مُكتملة لا تصلح للنشر. وفي ربيع 2014م قدَّم جيمس أوسيليفان دراسة حاول فيها إثبات أنَّ المجموعة مُجرد مسوَّدة أوليَّة لرواية “ سهر فنيغان ”.

تلقى Joyce تعليمه في مدرَسة مسيحيَّة، ثم التحق بجامعة دبلن، وقرر أن يصبح أديباً. عام 1902م انتقل إلى باريس، فرنسا. كانت حياته صعبة مُفعمة بالمشاكِل الاقتصاديَّة، وكان مُصاباً بأمراض عين مُزمنة قادَت أحياناً للعَمى، فضلاً عن إصابة ابنته بعوَق عقلي. مع العون المالي المُقدَّم مِن أصحابه، أمضى 7 سنينٍ عِجاف في كتابة “ عوليس” (1922م)، التي مُنِعت في الولايات المُتحدة والمملكة المُتحدة.

الرّابط أدناه أشار لتشرّد البديع وعدَم النشر لَه لَولى امرأة وراء المُتشرّد:

https://aawsat.com/home/article/1158771/سمير-عطا-الله/مشرد-شكسبير-وشركاه

أحدث المقالات

أحدث المقالات