17 نوفمبر، 2024 1:29 م
Search
Close this search box.

صوتك “بطانيه”

قبل يومين إجتمعت مع قادة حملتي الانتخابية للتباحث في كيفية (حوسمة) الأصوات في الانتخابات القادمة لصالحي وتقسيم الاموال التي أمتلكها لادارة الحملة حيث  خصصت نصف هذه المبالغ لشراء البطانيات لمعرفتي ويقيني التام بأن البطانيات لها الفعل الكبير في هذه الايام الباردة لأن الصوت الذي كان يطلق عليه صوتك من ذهب أصبح الان (صوتك بطانية) حيث ان الكثير من النواب وأعضاء مجالس المحافظات لهم تجربة سابقة مع البطانيات وكيف قادتهم الى كراسي البرلمان ومجالس المحافظات. وليس هذا فقط بل سمعت أحد الناخبين الفقراء يقول بكل صدق وأمانة (المهم أتغطه وأنام بالبطانية عندي تسوه الدنيه ويفوز حرامي فاسد آني شنو؟) ولحظتها عرفت مدى تأثير البطانيات على العملية الأنتخابية في العراق.

ولأنني لم أدخل سابقا أية إنتخابات زرت أحد الفائزين في إنتخابات سابقة ليعلمني وليطلعني على الخطوط العريضة في كيفية إدارة الحملات الأنتخابية وكيفية توزيع البطانيات وماهي الألوان المحببة لدى الجمهور بالنسبة لها.

وكان هذا الرجل ضليعا بمعرفة كيف يتم توزيعها؟ ولمن توزع؟ ومتى توزع؟ وأين توزع؟ وطريقة التوزيع .. وأصبحت لدي معلومات كافية عن هذه العملية.

وعند صباح اليوم التالي وأنا في طريقي الى السوق لمعرفة أسعار البطانيات وتقسيم البطانيات على عدد الاصوات والقاسم الأنتخابي التقيت أحد أصدقائي القدامى ودار الحديث معه عن الانتخابات وطلبت منه رقم هاتفه لأنني سأتصل به في فترة من فترات الدعاية الأنتخابية بسبب ترشيحي وأخبرته إنني سأقوم بزيارة منطقتهم وجلب معي (جم بطانيه للجماعه) وإستغرب من كلامي وقال لي (لالالالا أرجوك هاي الحجايه مردوده عليك) وقلت مع نفسي أية أصالة يحمل هذا الرجل الطيب فما زال يحمل في ذاكرته الصداقة الحقة والايام الجميلة التي قضيناها معا ولكن الظروف أبعدتنا عن بعضنا وأكيد سيتطوع بالعمل معي في هذه الايام العصيبة وقطع سلسلة أفكاري وتلك المشاهد والذكريات ليقول إن (فلان الفلتاني) عرض على وجهائنا في المنطقة خمسة دفاتر ونحن نفكر بالأمر لعل يجيء من يدفع أكثر . وحقيقة تصورت ان تلك الدفاتر هي دفاتر مدرسية!!! ضحكت من قلبي على (فلان الفلتاني) المرشح الذي لم أعهده بخيلا ولكن ماسمعته جعلني أشتم البخل والبخلاء وقلت له (ما إستحه على نفسه من جابلكم خمس دفاتر؟!!..إلمن تنطوهن؟؟ أكيد منطقتكم بيهه أقل شي فد 500 طالب ) وأردفته بوعد مني إنني سأكون هناك في المنطقة وأكون حاملا معي الدفاتر والأقلام وكل أنواع القرطاسية لأن أول أهدافي وبرامجي الانتخابي هو تحسين التعليم والقضاء على التخلف والأمية.

ولكن كم كانت المفاجأة كبيرة حينما عرفت إن الدفاتر التي كان من المؤكد توزيعها بين أبناء المنطقة هي ليست دفاتر مدرسية بل هي دفاتر (دولارية) تحتوي على عملات من فئة الـ100 دولار الأمريكي جاء بها المرشح (فلتان الفلتاني) ليحصد الأصوات من خلالها. وعدت الى حساباتي فعلا إنها معادلة صعبة (عرب وييييين؟ طنبوره وييييين؟) (البطانيات وين؟؟ دفاتر الدولارات وين؟) ولكنني بقيت مصرا على ان أحصد الأصوات عن طريق البطانيات لما لها وقعا كبيرا وخاصا في النفوس إضافة الى أنني سأفاتح مفوضية الأنتخابات أن تلغي شعار (صوتك أمانة .. وصوتك من ذهب) وتستبدله بشعار (صوتك بطانية .. وصوتك دولار) .. وسأرفع شعار (بطانية في اليد .. خير من ألف وعد).. ألتقيكم بعد الفوز.

أحدث المقالات