18 ديسمبر، 2024 6:56 م

ينظر بعضهم للمرحلة المقبلة على أنها مفصلية وحساسة، وأن مخرجاتها ستكون مهمة وحاسمة، كما أن الكثير يعتقد بأن العراق مقبل على متغير جديد في العملية السياسية، وهو بحاجة إلى انضاج وبلورة وحراك تصحيحي وتنظيم للصفوف، ينطلق من القانون والدستور، ومن خلال الإنتخابات وصناديق الاقتراع.
الطبقة السياسية في العراق، تمتلك تنظيمات وأدوات وبرامج، وتعول كثيراً على قواعدها الجماهيرية، في اعادة نفسها للواجهة مرةً أخرى، في حين أن الذين يتبنون الحراك الشعبي والتظاهرات، يتمنون أن تُزاح هذه الطبقة الحاكمة، لظنهم وهماً بأنهم سوف يتمكنوا من التسلق واستلام زمام المبادرة والحكم، لهذا هم يرفعون شعارات وخطابات كثيرة، ويحاولون إسقاط الجميع من خلال تسويقات وتوصيفات واهية ودارجة وفيها من الضعف والوهن ما يجعلها لا ترقى للمستوى المطلوب.
الغالبية العظمى من الشعب العراقي هو لم يقول كلمته بعد، بل ولم يتضح الموقف الصريح بالمشاركة في الإنتخابات من عدمها، وكذلك لم يعرف لمن سيكون التصويت في حال الاشتراك، ولهذا يوصف الموقف الشعبي هذا بالمنطقة الرمادية، والتي يسعى الجميع للتأثير فيها، ومحاولة كسب واستهواء أكثر عدد من الأصوات، كون هذا الإجراء سوف يعزز موقف القوى السياسية، ويعطيها زخماً إضافياً للإستمرار، والعودة والتأثير في المشهد السياسي العراقي في المرحلة القادمة.
المرجعية الدينية سيكون لها موقف واضح ومؤثر في الانتخابات، فهي بالوقت الذي تقف من الجميع بمسافة واحدة، سوف يكون لها رأي وقول، وإشارات تلميحية مهمة، في توجيه البوصلة الشعبية لحسن الاختيار، ولعلها ستضع معايير ومواصفات أساسية ونقاط واضحة لمن يصلح للإنتخاب، وهذا الإجراء بلا شك سوف يسهم بشكل كبير بزيادة نسبة الإقبال والمشاركة في الإنتخابات.
القرار الشعبي هو من سيحسم المعركة، ونتائج الانتخابات هي من سوف تحدد القوى السياسية التي ستتمثل في مجلس النواب العراقي القادم، وهذا هو حال الأنظمة الديمقراطية في كل العالم، الشعب فيها مصدر السلطات، ولا صوت يعلو على صوته، ومن سيُمنَح الثقة شعبياً يستطيع أن يجد لنفسه مكاناً تحت قبة البرلمان، ليأخذ دورة الرقابي والتشريعي، وتحقيق رغبة المواطن العراقي.
ما يجب اليوم على جميع الاحزاب والتيارات والحركات وكذلك الشخصيات السياسية المستقلة، عليهم جميعاً أن يحتكموا لرأي الشعب في إزاحتهم والإتيان بغيرهم، أو التجديد لهم وإعادة تمكينهم، وكذلك الحال مع التشكيلات الحزبية الحديثة، فعليها أن تسوق نفسها ومشروعها من خلال إقناع الشعب فيها، وتوضيح برامجها وخططها ودراساتها وشخوصها، ومدى المقبولية التي يحضون بها، عندها ستفرز المسميات وتتضح الأشياء، وما ينفع الناس يمكث في الأرض.