18 ديسمبر، 2024 11:46 م

صهيل ينابيعٍ يرقصُ ويداعبُ وشمَ نجمةٍ غائمة

صهيل ينابيعٍ يرقصُ ويداعبُ وشمَ نجمةٍ غائمة

داليةٌ تفرشُ ذراعيها المبلّلتين للعصافيرِ
توقدُ الرّوحَ من ثوبِ الوفاءِ
ترسمُ لوحةً للفراشاتِ على ضفافِ الرّحيلِ
داليةٌ وفيّةٌ
تغسلُ بستاناً وحقولاً بماء الفرات..
تمهّلي أيتها الأرضُ الناعسةُ
لماذا تذرفين الدّموعَ على نجومٍ فقدتْ عذريّتها؟؟
وأنتِ لستِ واحةُ عنبٍ !
مازلتِ صامدةً أمامَ تجاعيدِ الفصولِ، وترفضينَ السّقوطَ
ترحلين صوبَ مزارٍ يحرثُهُ خرنوبٌ برّيٌّ
أغنيةٌ عالقةٌ في عنقِ حقيبةٍ من كرزٍ
لنْ ترتعشَ الجدرانُ ممّا بناه ثلجٌ في قارةٍ رماديةٍ
لن تعانقَ شمسٌ أنفاسَ حكاياتٍ باردةٍ
ينسابُ الماءُ حافياً لا أثَرَ لهُ في أوعيةِ العمرِ
لا محلَّ لهُ في فهرسٍ عابسٍ
لايغنّي لنّخلةٍ يتيمةٍ
يمسحُ ظلَّهُ في ظلِّ غِيابِ أسفارِ المكانِ
كأسهُ نبيذٌ مُرٌّ يوقظُ سريرَ الوقتِ في كؤوسِ القبورِ
لا أحدَ يشبهني في محطةِ القطارِ اليومَ
المقاعدُ خائفةٌ من سديمٍ منتظرٍ
وحدها المرآةُ صوابُ القطارِ تحتفي بالمهرجانِ وتأخذنا الأشجارُ
شارفتُ المرآة مرّتين
عالقةً على جدرانِ الوقتِ
كلّما تقتربُ منّي تستحمُّ المسافةُ وتضيءُ أكثر

صهيلُ ينابيعٍ يرقصُ ويداعبُ وشمَ نجمةٍ غائمةٍ
معطفُها زاخرٌ بالرمادِ
يتقنُ الغناءَ سديماً بأمواجٍ عاليةٍ على كتفِ الزّبدِ
ذاكرتهُ من زبيبٍ أسودٍ
عنوانهُ : قصيدةٌ هوائيةٌ بلا قيودٍ
هل يمكنني مطاردةَ هواءِ الصّهيلِ
لا أحدَ يمكنُهُ اعتقالَ الهواءِ
لا أحدَ يمكنه مطاردةَ الأنهارِ
لا أحدَ يمكنه اغتيالَ الرياحِ
لا أحدَ يمكنه اعتقالَ البحارِ على زنْدِ الذاكرةِ
الحياةُ عزلةٌ؛ والعزلةُ نهرُ الحياةِ
قافلةُ الأنهارِ ، تورقُ فجرَ روايةٍ تنسابُ بالزّيزفونِ
ميعادٌ لميلادِ نهرٍ جديدٍ .