إنْ إكتأبت فلا جديد فقبلك كثرٌ إكتأب
وإن تغربتَ وأنت مقيمٌ في الديار فليس هذا بالعجب.
وإن أبحرت بداجير الليل المدلهم وقد تملكك الغضب.
أبحربعزٍ واخيبتاه شعبٌ يمجدُ ألفَ رب
عبدوا البغاة والجناة وهجروا واحد أحد
وأضئ بعلمك الرصين درب الهوام فهذاعز الطلب.
وإن رُجمت وإتهمت من جهالٍ فهو حالٌ قد وجب.
فلقد تفشت في ديارك أوبئة وأصناف الجرب.
فأنت في عراق العجب عراق العرب.
فكم من جليل وذي علمٍ من ديارٍ قد هرب.
وكم يا عزيز في زمان الجهل من حلاجٍ صُلِب .
لا تكتأب لا تكتأب .أم الصحيح ألا تكتئب؟
ما بات في عش الغراب شيئٌ من أدب
تزينوا بالتفاهة والدناءة وباينوا كل أدب
ليس هنالك من إدانة أو غضب
عجبٌ عجب عجيب يا زمن العجب!ٌ
رحل النبل والكرامة والذل فيك قد إستتب
الجاهل يُغَرُّ بجهله وأنت صنوي مكتئب
هذا الهوان على كل ذي علمٍ كُتِب.