التفاعل ما بين الدول في جوهره عدواني , لأنه لتأكيد المصالح التي تتقاطع في معظم الحالات , وكل دولة ذات حكومة وطنية تتمسك بمصالحها ولا تتهاون إزاءها.
فأنظمة الحكم الوطنية لا تتنازل عن مصالحها مهما كان الثمن , ولهذا تحصل الحروب والصراعات والتآمرات ما بين الدول , وهدفها صيانة مصالحها كما ترى وتتصور.
والدول التي تستطيع أن توظف من أبناء دولة أخرى مَن يحققون مصالحها , فأنها تعمل بجد وإجتهاد للوصول إلى تلك الغاية , التي توفر لها ربحية عالية وبخسائر قليلة.
وفي أي مجتمع هناك بشر مؤهل لمعاداته والنيل منه , وهؤلاء يكونون الهدف للدول الأخرى , فتصطادهم وتستثمرهم وتؤهلهم لتمرير مصالحها.
وقد نجحت الدول المعادية للوجود العربي من تأهيل قتلة المجتمع ليتسنموا قيادته ويشكلون حكومات فتكت به , فدمرت دولها وخربت وجودها , وحطمت المجتمع وإقتلعت إرادته , وعلمته الخنوع والتبعية والإستسلام لسطوتها.
والأمثلة متعددة ومتكررة في القرن العشرين , ولهذا فشل العرب في بناء قوتهم وتحقيق أبسط ما يشير إلى وحدتهم أو إتحادهم , لأن الدول الطامعة بهم , أهّلت أشرارهم لتقرير مصيرهم , وقدمتهم على أنهم ذوي مواصفات قيادية وفكرية ومعرفية لا مثيل لها , وما هم إلا بالونات حلقت في سماء وجودنا المبتلى بها , وحالما حان وقت تفجيرها , تحقق إسقاطها كالهشيم وإنتهت إلى مصير بائس مشين.
فلهم الحق أن يساندوا قتلتنا , ما دامت مجتمعاتنا فيها طوابير من المؤهلين للعدوان عليها.
فالعيب فينا والحق حق أعادينا!!