22 نوفمبر، 2024 6:43 م
Search
Close this search box.

صندوق المتضررة والتحدي الجديد للخنجر !

صندوق المتضررة والتحدي الجديد للخنجر !

رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يعفي رئيس صندوق إعمار المناطق المتضررة من العمليات الارهابية من منصبه ويكلّف الاستاذ سعد فيصل الجبوري بدلاً عنه مرشحاً من رئيس تحالف السيادة الشيخ خميس الخنجر .
يبدو الخبر عادياً في اطار التغييرات التي أجراها وسيجريها السوداني في حملته ” الاصلاحية ” للأجهزة الادارية للدولة سياسيا واقتصادياً وأمنياً ، بعد الجدل الكبير والواسع عن عمليات فساد كارثية طالت تلك المؤسسات ومنها صندوق اعمار المتضررة ، الصندوق الذي جرى استغلال امكاناته المادية للإعمار لأغراض سياسية مما أفشل الكثير من خططه الانمائية في المحافظات المعنية ، فضلاً عن انعدام العدالة في توزيع فرص الاعمار للمحافظات ، حيث واجهت إدارة الصندوق، خلال الفترة الماضية، عدة اتهامات، بسوء توزيع المشاريع ورداءة الشركات والتمييز بين محافظة وأخرى في منح المشاريع والأولوية بين المناطق!!
لكّن عدم اعتيادية الخبر تكمن في التحدي الجديد والحقيقي الذي سيواجهه الرئيس الجديد للصندوق على خلفية ماض من الشكوك والاتهامات والاحالات الى القضاء بسبب الفساد الواسع النطاق الذي لاحق المشاريع والتي بلغت مليارات الدولارات، حتى ان نائباً قال في تغريدة له في نفس يوم اقالة الرئيس السابق للصندوق جاء فيها “اعفاء رئيس صندوق اعمار المناطق المحررة امر مهم جداً، والاهم ان يتبعه اعفاء مسؤولين اخرين لا يختلفون عمن تم اعفاءه اليوم كثيراً، ان “الفساد في هذا الصندوق ازكم الانوف”!!
حتى ان الدول المانحة والداعمة للصندوق تراجعت واوقفت دعمها بعد ضياع واختفاء ما لايقل 2 مليار دولار ذهبت الى جيوب حيتان الفساد في الصندوق وخارجه !
الحقيقة القادمة الابرز هي ان تحديات الصندوق ستكون من مسؤولية الشيخ الخنجر الذي رشح رئيسه الجديد ، وسيكون عليه ان يحارب الفساد داخل الصندوق نفسه وينظف البيت من الداخل ، ويمنع الفساد المتربص أو “شلّة الفاسدين ” الذين ينتظرون تدفق الاموال ليلتهموها قبل ان تصل الى المستفيدين الحقيقيين ، وأن يحقق العدالة في توزيع مشاريع الاعمار على المحافظات المتضررة ، وان يتيح القدر الاعلى من الشفافية في العقود التي ستكون تحت كشّافات الامم المتحدة واجهزة الرقابة الحكومية وأن يضع برنامجاً تفصيلياً لإجراء الإصلاحات الإدارية في الصندوق، وإعفاء الموظفين المقصرين أو المتلكئين، الذين تسببوا بهدر المال العام، وعدم تحقق الغرض المطلوب من الصندوق !!
مهام صعبة ومعقدة وتحديات أمام الخنجر ومرشحه لإثبات مصداقية الشعارات المرفوعة عن محاربة الفساد والعدالة الاجتماعية ومحاربة التهميش واعطاء كل ذي حق حقه ، وهي شعارات تتحايث مع برنامج الحكومة التي يقول ممثلها ” الحكومة تنوي إطلاق برنامج واسع لمشاريع يلمسها المواطن في المناطق المتضررة من العمليات الإرهابية، ستساعد في إعادة الإعمار وتهيئة الظروف من أجل إعادة النازحين إلى مناطق سكناهم، فضلاً عن تقديم الخدمات للمواطنين في المحافظات المحررة من الإرهاب” ..
لن ندخل في الكثير والتفاصيل عن الفساد وفضائحه في هذا الصندوق ، لكّن المهم أن نذكر ، ان الوقت قد حان بالنسبة للشيخ الخنجر ان يحوّل الشعارات الى وقائع !

أحدث المقالات