قد يفهمني البعض خطأ، أو قد يتصورني بعضا أخر أهاجم القرار الجريء الذي اتخذه رئيس الوزراء السيد نوري المالكي بالهجوم على غرب الانبار لضرب الإرهاب وملاحقة ما يسمى بداعش؛ حيث كان المفروض القيام بهذه الخطوة قبل أكثر من سنتين، أو ثلاثة! ليذكرنا كثيرا بصولة الفرسان في البصرة؛ عندما هجم السيد المالكي على جيش المهدي بفترة قد تكون مشابهة! أي قبل انتخابات ….
نعم، لماذا هذا الصبر الكبير على داعش؟ الذي أثخن جراحنا؛ حتى وصل عدد شهدائنا إلى ما يربوا على ألف شهيد شهريا، لماذا سكت دولة الرئيس عندما هُجم سجن أبو غريب، وتم تهريب اغلب بل كل المحكومين فيه من أتباع تنظيم القاعدة؟ لماذا سكت عندما عند مهاجمة سجن العدالة في الكاظمية، وتهريب الإرهابيين؟.
لماذا هذا الاستغباء يا دولة الرئيس؟ (طبعا الاستغباء ليس من كلامي استغفر الله من أن أتجاوز على احد، ولكنه كلام سيادته في قيادة عمليات كربلاء)! أيعقل من رئيس وزراء دولة محترمة، وقائد عام لقواتها المسلحة، ووزيرا لدفاعها، وداخليتها، ومسئولا عن جهاز المخابرات، والأمن الوطني، وغيرها من المناصب العسكرية أن يتغابى عن ما يفعله الإرهابيون بأبناء بلده وهو يشاهدهم يذبحون بين يديه؛ ولم يحرك شعوره الوطني، أو غيرته الإنسانية.
لماذا التغابي يا دولة الرئيس على استهتار داعش، والقاعدة، ودولة العراق الإسلامية قبلها؛ لماذا السكوت إذن؟ قد يقول قائل انه تُرك لوحده بالساحة، لا يوجد من يناصره باتخاذ هكذا قرارات إستراتيجية! أقول نعم! لكن، ما الذي تغير ألان؟ هل استشار، أو وقف معه أحد؟ هل تم التصويت عليه من قبل التحالف الوطني مثلا؟ لا نقول البرلمان، لان هكذا أمر لا يتطلب موافقة البرلمان حسب رأيي المتواضع .
أين الجهد ألاستخباري العسكري إذن؟ إن كان هناك قواعد، ومعسكرات لداعش في العراق بهذا الحجم! أين قوات حرس حدودنا؟ وهل هي مفتوحة على مصراعيها لكل من هب ودب؟.
التغيير مطلوب بكل المواضع، ومن الطبيعي جدا أن يعين شخص أو قائد مكان الأخر لأسباب عديدة، وهذا ما حصل عند استشهاد قائد الفرقة السابعة رحمه الله، وادخله فسيح جناته؛ لكن لماذا رشيد فليح ألان؟ لماذا كان مجمدا منذ سنتين تقريبا؟ إن كان هو القائد الذي نعول عليه بالشدائد! أكانت هي استراحة محارب مثلا؟.