18 نوفمبر، 2024 1:46 ص
Search
Close this search box.

صندوق إعمار ومشروع إصلاح

صندوق إعمار ومشروع إصلاح

قال الله تعالى :

{وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون}

هذه الآية الكريمة لها مدلولات عظيمة حيث إن الإنسان يعيش حياته بسلام وطمأنينة إذا ابتغى عملاً طيباً صالحاً يبتغي وجه الله عز وجل فيكون سعيداً في دنياه، وارتقى إلى المبتغى الحقيقي، ألا وهي جنة الله التي أعدت للذين عملوا عملاً صالحا يبتغون وجه الله تعالى من خلال أعماله الصالحة وعبادته التي كرسها لمرضاة الخالق العظيم

فلذلك هذه العبادة تتكون من حركة، وعمل، وسلوك، ونشاط، قائم على الانضباط ومراعاة واجباته الشرعية والاخلاقية والانسانية . فالإنسان أراده الله كائناً متحركاً، عن طريق هذه الميكانيكية التي أودع أسراره الإلهية في روحه وجسده واعضاءه وقلبه وعقله . وهذه الشهوات والرغبات التي بثها في كيانه، ومن هذا المفهوم فالإنسان هو كائن متحرك مخير الحركة إذا عرف سر وجوده وخلقه وهدفه لماذا هو خلق في الدنيا؟ من أجل أن يعبد الله ويطبق مضامين رسالته لا بالمفهوم الضيق مجرد عبادة شكلية بل بالمفهوم الواسع، والدلالات العميقة في دروس الدين والاخلاق والعبادة في خضوع كامل لمنهج الله، فالإنسان في هيكلة تصميمه أعقد آلة في الكون، ولهذه الآلة بالغة التعقيد صانع حكيم، ورب كريم، ولا تفهم حركة الإنسان إذا لم يعرف سر وجوده، وغاية وجوده، فلذلك الحركة من دون معرفة بلا فهم وبلا، إيمان ومن دون أهداف سامية ونبيلة حركة عشوائية، حركية غير هادفة وغير فاعلة في المنظور الأخلاقي والاسلامي والانساني وقد أولى الإسلام لمبادئ رسالة الله سبحانه وتعالى في نشر قيم العدل والفضيلة والتسامح والتعاون اولويات كبيرة في ضرورة الجوانب الاخلاقية والاجتماعية وتعد من فضائل الإنسان وسموه ورفعته ويعد مفهوم التعاون من المفاهيم الإسلامية والأخلاقية وفضيلة عظيمة هي إحدى أهم مكارم الأخلاق التي يتحلى بها الإنسان، فهي صفة محمودة عند الله وقد جاءت الآيات والأحاديث تحث عليها لما لها من أثر كبير على أفراد المجتمع حيث قال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان }فأعمال البر كثيرة لا حصر لها، فقيم جميع الشعوب تحض على التعاون وتدعو إليه لما يحقق من التكافل الاجتماعي وتقوية نسيج المجتمع وروابطه بغض النظر عن خلفية الإنسان دينه وطائفته ،وقوميته ،وعرقه .فيجعله أوثق، وتشيع الألفة والمودة بين أفراد المجتمع، فالتعاون هو ميزة من ميزات الأمة الإسلامية أكثر من غيرها وأكثر ما نلمس أثرها بشكل أكبر في شهر الرحمة شهر رمضان حين نجد الجميع كأنّهم يد واحدة لا فرق بين غني وفقير، وكبير، وصغير. التعاون يشمل جميع جوانب حياتنا ابتداء من الأسرة، والمجتمع والمؤسسات العامة كلهم يتعاونون مع بعضهم البعض في إنجاز العمل على أكمل وجه. والتعاون هو مساعدة الناس بعضهم بعضًا في الحاجات وفعل الخيرات. وقد أمر الله -سبحانه- بالتعاون، فقال: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} والتعاون من ضروريات الحياة؛ إذ لا يمكن للفرد أن يقوم بكل أعباء هذه الحياة منفردًا. قال النبي صلى الله عليه واله وسلم : (من كان معه فضل ظهر فلْيعُدْ به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فلْيعُدْ به على من لا زاد له) وحث النبي صلى الله عليه واله وسلم على معونة الخدم، فقال: (ولا تكلِّفوهم ما يغلبهم فإن كلَّفتموهم فأعينوهم) والله -سبحانه- خير معين، فالمسلم يلجأ إلى ربه دائمًا يطلب منه النصرة والمعونة في جميع شئونه، ويبتهل إلى الله -سبحانه- في كل صلاة مستعينًا به، فيقول: {إياك نعبد وإياك نستعين} وقد جعل الله التعاون فطرة في جميع مخلوقاته، حتى في أصغرهم حجمًا، كالنحل والنمل وغيرها من الحشرات، فنرى هذه المخلوقات تتحد وتتعاون في جمع طعامها، وتتحد كذلك في صد أعدائها. والإنسان أولى بالتعاون لما ميزه الله به من عقل حينما يتعاون المسلم مع أخيه يزيد جهدهما، فيصلا إلى الغرض بسرعة وإتقان؛ لأن التعاون يوفر في الوقت والجهد، وقال النبي صلى الله عليه واله وسلم : (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) وقال صلى الله عليه واله وسلم : (يد الله مع الجماعة) وقال صلى الله عليه واله وسلم : (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضُه بعضًا) والمسلم إذا كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. وقال صلى الله عليه واله وسلم : (وعَوْنُكَ الضعيفَ بِفَضْلِ قُوَّتِكَ صدقة) ومن هذه المنطلقات الاسلامية والاخلاقية والانسانية يتوجب اليوم على الشعب العراقي بكل انتماءاته ان دعم النازحين والمساهمة الى جانب الدولة ومؤسساتها في حملة اعمار المناطق المحررة من دنس داعش التكفيري وما الحقته المعارك الاخيرة من تدمير البنى التحية ودور المواطنين واثرت سلبا على حياة الفرد العراقي مثلما تعاون مقاتلا ومجاهدا ومضحيا من اجل استعادة المناطق المغتصبة وتخليص اهاليها من بطش وظلم اعداء العراق . فالمرحلة القادمة تستوجب جهدا اضافيا لتوفير مقومات الحياة الطبيعية لافراد شعبنا الذي تعرضت مناطقه للتدمير والخراب وتطبيق برامج الإصلاح المنشودة والتي دعا لها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في ضرورة القيام بحملة إعمار المناطق المحررة بانشاء صندوق دعم داخلي وخارجي حيث كان ابناء التيار الصدري من السباقين الى التبرع في خطوة تحفيزية لابناء الشعب العراقي الغيور للإسهام في التبرع والتضامن مع بنود ما جاء بمشروع الصدر الإصلاحي والذي شمل تقريبا كل طموحات الجماهير في

التغيير واصلاح الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وخاصة فيما يتعلق بالامن الداخلي وتغعيل قوانين المصالحة الوطنية والسلم المجتمعي.

أحدث المقالات