في دورته الاربع والاربعون، ازدحم معرض بغداد الدولي، بمختلف الشركات العربية والعالمية، وهي تفتخر بعرض صناعاتها، وابتكاراتها في مجالات مختلفة، كالزراعة والصناعة، والمواد الثقيلة والانشائية، تميزت دورة هذه السنة بنزول اللاعب السعودي بكامل قيافته الخضراء، الى الساحة العراقية، رافقته مساعي دبلوماسية عالية المستوى، بين العراق والسعودية.
مما انعكس بشكل ايجابي، بفتح نافذة واسعة للتبادل الاقتصادي، ووضع حجر الاساس لمشاريع ستراتيجية قادمة بين البلدين، تمثل بشكل مباشر بالجناح السعودي، الذي عرض معدات ثقيلة ومكائن انشائية، كانموذج لمشاريع ضخمة، ربما يسعى الجار السعودي الى مد جسور التعاون الاقتصادي، بقوة غير مسبوقة .
ومن الاجنحة التي فلحت بجذب اكبر عدد من الزوار، هو جناح “ام الدنيا” الذي اجتهد العاملون فيه، على نقل الصناعة والتراث المصري، حتى شعرت لوهلة اني وسط احدى حارات القاهرة.
اما المنتوج العراقي فقد ظهر بشكل خجول، عبارة عن منتجات استهلاكية، اقتصرت بالمنتوجات الزراعية، وبعض الصناعات النسيجية، ربما يعود سبب ذلك الانحسار بالصناعة الوطنية، هو تدني الدعم للمنتوج العراقي منذ عقود، مما حدا بالعراق ان يكون مكبا لمختلف صناعات دول الجوار، وصار العراق يتصدر الدول المستهلكة لمختلف المواد، حتى بات يستورد المياة المعبأة، من بلدان لا تملك حتى نهر عذب!
لكن سرق نظري جناح، لايمكن ان ترى مثل معروضاته بأي مكان بالعالم، جناح تفوح منه رائحة الكرامة، وعبق اﻷباء، يعرض صور ﻷساطير الرجال، وقمم البطولة، هالني منظر تلك الاجهزة اللاسلكية المهشمة ﻷخر نداء ما قبل الفتح!
اما ذلك الدرع الممزق ﻷحد الاسود، فلم اتمالك نفسي امامه، وفي زاوية رأيت قصاصات يكتبها زوار المعرض، كرسائل لجنود الحشد، كتبت على احداها، انتم فخر صناعتنا!