اجتماع طارئ لمجموعة من المهندسين بعد اكتشافهم خللًا في التصنيع لأحد مركباتهم الفارهة، لوقوع ضحايا من جميع الأعمار!
لم يكن ضرر الخلل الصناعي على ملاك هذه السيارة فقط بل طال الجميع، ولذلك كان الاجتماع برائحة الدم.
قال أحد المهندسين: لا بد أن تتوقف صناعة هذه السيارة، وأن نصلح الخلل وآثارة!
صرخ آخر: لا بد من إيقاف اندفاع هذه السيارة وأصلاح مكابحها.
أيها السادة علينا أن نعي حجم المشكله ونصلح ضمائرنا، وكفانا تغافل عن هذا الخلل الفادح، إن سمعتنا على المحك!
ألم تشاهدوا آخر الضحايا طفلاً دهسته السيارة ولونت قميص والدته من دمة وزورنا الحقائق، وقلنا أن الطفل هو المخطئ إذ تواجد في المكان والزمان الخطأ، وغيرها من قصص الضحايا!
ألا يكفي كل هذا الدم لنوقف التصنيع، ونتحمل المسؤولية؟
صرخ أحد كبار المهندسين المتعجرفين: كفوا عن الدراما والدموع على الخسائر الجانبية، ألا تعلمون أن في الحروب ضحايا، وهذه قوانين لعبة الحياة، فلن نخسر ونوقف التصنيع لأن هناك ضحايا!
لا بد أن نغير اتجاه البوصلة ونقول: نأسف لوقوع بعض الضحايا الذين ارتبطوا بسيارتنا الفاخرة، وذلك لسوء الأحوال الجوية وبعض الطرق السيئة، ولذلك سيارتنا بريئة ولم تكن السبب المباشر لوقوع الضحايا، ولا ننسى أن لدينا الصلاحية لإيقاف هذا الاجتماع فاسمحوا لي أن أقول لكم: لن أسمح بهذه المهزلة، ولن أقبل المساس بسمعة سيارتنا، فاحتفظو بضمائركم في حقائبكم وأصواتكم في حناجركم
انفض الاجتماع
وأعلنت الشركة أن الموت يشترى ويباع!