يسعى خبراء ومنتجو ومصممو التطبيقات والبرامج الالكترونية الى ابتكار تطبيقات تلبي حاجاتنا في ادق التفصيلات اليومية في حياتنا .
ومنذ عشر سنوات تقريبا ، توجه المصممون نحو ابتكار تطبيقات تسهل عمليات الانتاج الخبري في الاعلام والصحافة وذلك في سياق التطور الحاصل في مجال الذكاء الصناعي .
وحاليا توجد عشرات التطبيقات على الحواسيب والموبايل المختصة في تفاصيل عمل الاعلاميين ،من قبيل برامج التصحيح الاملائي للنص الخبري . وتطبيق التاكد من صحة المعلومات في النص .وتطبيق التاكد من الصوره .واخر يتأكد من شرعية المادة المستنسخه ،هذا بالاضافة الى برامج الترجمة والمونتاج ودمج المادة المصوره بالنص الخبري ..وغير ذلك من التطبيقات التي تلغي الابداع والانتاج العقلي للصحافي والاعلامي شيئا فشيئا .
الجديد في عالم برامج انتاج الغباء البشري ولصالح الذكاء الصناعي .هو ابتكار تطبيق ( yeseo ) المتوفر في دليل ( سلاك ) .
هذا التطبيق يساعد في اختيار العنوان الرئيسي للخبر (head) والعناوين الفرعين (CG) التي تلصق على المادة المصورة المرفقة بالنص ، او اقتراح العناوين الثانوية للمقال او التقرير في الصحافة الورقية .
فبعد نسخ نص الخبر او التقرير يلصق النص في اطار (analyze) داخل تطبيق ( yeseo ) .
وبعد ادخال النص ،يُقدم التطبيق أزرارًا تتيح لك خيارات عديده من بينها ( اقتراح عناوين للنص ) وذاك بطريقة تشبه مقترحات yahoo او gmail حينما يقترح عليك التطبيق صياغات متنوع للايميل المزمع تسجيله .
عمليا ، نقبل بتطبيقات تساعد من النواحي الفنية والتقنية لتسهيل عملية الانتاج الاعلامي .ولكن .. ليس. منطقيا ولا مقبولا ان نسمح باستخدام برامج تلغي الانتاج العقلي والمهارات والمواهب والثقافة لدى الصحفي.
ان انتاج العناوين هي خصيصة تتعلق بالخبرة والوعي والتجربة والثقافة والبراعة الادبية والانشائية .
فهذه التطبيقات تتعدى على عنوان رئيسي وهو ( الاعلامي ) او ( الصحفي ). فإذا انتجت التطبيقات: النص ودققته وصححته املائيا ولغويا ومن ثم انتجت له العناوين .. مالذي يتبقى من روح وجوهر الابداع المهني في مهنة الصحافة ؟ !!!
على الرغم من هذا التعدي الالكتروني السافر على مساحة العقل البشري ، اجزم ان هذه التطبيقات في مجال الذكاء الصناعي تبقى غبية وقاصرة ولايمكن لها ان تنتج ما يضاهي الابداع الادبي للصحفي .
فالعنوان الذي ينتجه تطبيق ( yeseo ) لايفهم مغازي الكلمات ومرادفاتها وليس بمقدوره ان ينتج الدلالات والإيحاءات والرمزية في صياغة الجملة العربية . فعلى سبيل المثال ،هذا التطبيق لا يفقه الفرق في الدلالة السياسية في الجملتين :
النزاع الفلسطيني – الاسرائيلي
الصراع العربي الصهيوني .
والحال كذلك في بقية اللغات الحية التي يتداخل معها هذا التطبيق ، اذ ان في كل لغة دلالات لغوية ورمزيات توحيها الكلمات المفتاحية في صياغة العناوين والجمل الادبية والاعلامية .