لعل العالم الفيزيائي نيوتن صاحب قوانين الحركة وبالاخص القانون الثالث الذي ينص على ان ” لكل فعل رد فعل يساويه في المقدار ويعاكسه في الاتجاه ” كان مخطأ فلم يجرب قانونه في العراق. ولعل علماء النفس وعلى رأسهم ” فرويد” حين قاموا بتجاربهم توصل الى نتيجة مفادها انه يستطيع تحويل الأ نسان هذا الكائن البشري الى وحش كاسر بمجرد ان يصفعه على خده من دون أي سبب فستكون ردة فعله سريعة وربما أقوى من ان يصفع بكفه, فكان مخطأ ايضا لأنه لم يجرب ذلك في العراق.
كان الأمل يحدونا بأننا تخلصنا من تلك الفترة المظلمة وقلنا بأن ما يحدث في العراق هو نتيجة طبيعية لأن فئة معينة خسرت كل أمتيازاتها في ليلة وضحاها ستهاجم محاولة أسترداد ما خسرته بكل الوسائل والطرق المشروعة وغير المشروعة , فدخلت هذه الفئة العمل السياسي وشاركت الحكومة الجديدة في النهار وفي الليل تعمل على التفخيخ والتخطيط وقتل الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة وخطيئتهم الوحيدة انهم ينتمون لمذهب اهل البيت وانهم يبغضون الحكم الصدامي المجرم . ومع استمرار القتل والتهجير الذي تجاوز الى قتل العلماء وتفجير المراقد المقدسة , نرى الأخوان السياسيين يطلبون التهدئة ولا يريدوا ان يجروا البلاد الى حرب اهلية ! وهل هناك اكثر من هذه الحرب التي نعيشها في كل يوم , نعم انها حرب لكنها من طرف واحد !.
في بداية الأمر كان المسؤول يظهر على شاشات الفضائيات يستنكر ويندد ويحمل المسؤولية الى طرف معين وانه سوف يضرب بيد من حديد على كل الأيادي المتورطة في أعمال ارهابية . وبعد عدة سنوات ظلت هذة التفجيرات والأعمال الأرهابية مستمرة فصرنا نقرأ استنكار وتنديد ذلك المسؤول أو هذا على الشريط الأخباري فقط . واليوم وصلت التفجيرات أعلى مستوى لها بل تجاوزت حدودها فأصبحت اكثر تنظيما” حتى في الجنوب والوسط وكانت مقتصرة في السابق على بغداد , والمسؤول الأمني والأداري تعب من الأستنكار والتنديد والتصريحات الجوفاء التي يغطي بها على فشله الأداري بكافة المجالات فلم نسمع له تصريح لا بالأدانة ولا بالأستنكار .
لا بل بالعكس يظهر لنا الأعلام صور لمدن مليئة بالأمان وازدحامات الأسواق والأنوار والموسيقى وكأن شيئا لم يكن ولم تسيل هنا دماء ولم تزهق هناك ارواح . وكأن العراق بلد الصحة والأمان والخدمات العامة والنظافة والرقي والثقافة والحضارة والزراعة والصناعة , فكل شيء هنا جميل ومتوفر فمنتجاتنا الزراعية ليس لها مثيل ونحن نستورد حتى رؤوس البصل ! , وصناعاتنا عالية الجودة ونحن نستورد حتى اباريق الحمامات ! , أما المحللين والمنظرين السياسيين فحدث ولا حرج فأن أمة تملك مثل هكذا عقول وألسن فأنها في عداد الدول المتقدمة !!
يا لنا من مغفلين . في كل يوم يقودنا ربان ونقول هذا الذي سيوصلنا الى شاطىء الأمان ولم ندر ان الذي يقودنا هو نفسه لا يجيد قيادة نفسه فكيف بدفة الحكم وتوجيه اشرعته ضد الرياح , فهو معذور لأنه مشغول بصفقاته الخاصة وجمع الأموال ولأنه يعرف بأننا نيام وننتظر الخلاص على يديه .
حفظ الله العراق واهله من شرور القادة الجدد , هل سمعتم أمة تخاف من قائدها المنتخب , اهلا بكم فأنتم في العراق .