18 ديسمبر، 2024 7:01 م

صلح الامام الحسن (ع) تمهيد أم ضرورة لثورة الامام الحسين (ع)

صلح الامام الحسن (ع) تمهيد أم ضرورة لثورة الامام الحسين (ع)

من النتائج والعبر التي استخلصت من صلح الامام الحسن (عليه السلام) انه كان تمهيدا ومقدمة لثورة الامام الحسين (عليه السلام) وهذا ما ذهب اليه عدد من علماء الامامية ، وسوف نناقش هذا المفهوم من ناحية التأثر والتأثير وذلك عبر استعراض لبعض الآراء بخصوص هذه النظرية ..
فلقد ذهب السيد عبد الحسين شرف الدين (قد) الى ان صلح الامام الحسن (عليه السلام) كان مصدراً من أكبر مصادر الثورة التحريرية للحسين (عليه السلام) ، والى ان جوهر التضحية واحد عند الامامين وان اختلف مظهرهما .(١)
بينما يعلل مفكر أمامي أخر هو الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء الى ان التكليف الشرعي للإمامين وتعدد ادوارهما هما اللذان كفلا للإسلام البقاء بقوله : ” كان الصلح في تلك الظروف هو الواجب والمتعين على الحسن (عليه السلام) كما ان المحاربة والثورة على يزيد في تلك الظروف هو الواجب والمتعين على أخيه الحسين (عليه السلام)، كل ذلك لتفاوت الزمانين والاختلاف في الرجلين .. ولولا صلح الحسن وشهادة الحسين (عليه السلام) لما بقي للإسلام أسم ولا رسم ” .(٢)
ويرى الشيخ باقر شريف القريشي (قد) بأن صلح الحسن وثورة الحسين كانتا كفيلتين بفضح الحكم الاموي والقضاء على تلك الدولة الظالمة ويشير الى تلك الرؤيا بقوله : ” أن الحسن بصلحه فضح معاوية وأظهر عداءه السافر للإسلام والمسلمين ، والحسين بتضحيته وشهادته فتك بدولة أمية وقضى عليها وعلى كل ظالم مستبد ” . (٣)
اما الشهيد الصدر الثاني (قد) يرى بأن هذه العلاقة بين صلح الامام الحسن(عليه السلام) وثورة الامام الحسين (عليه السلام) أصبحت من الضرورات في الفكر الشيعي حيث ارتبط الصلح الحسني كمقدمة للثورة الحسينية ، ولكنه يشير (قد) ايضا الى ان القواعد الشرعية المعروفة لا تجعل ذلك الارتباط اضطراريا لأن لا برهان عليها من كتاب او سنة او اجماع او عقل ، ويعزوا ذلك الى ان كل من الامامين قد أدى المصلحة الوقتية التي رأها في زمانه ، الا انه يفرض اطروحة لطيفة محتملة وهي انه يمكن ان يكون الصلح الذي عقده الامام مع معاوية هدفه حفظ الشيعة من الابادة لغرض حفظهم لنصرة الامام الحسين (عليه السلام)ولفضح المعسكر الآخر كما هو هدف الامام الحسين (عليه السلام).
ويرى الشهيد الصدر الثاني (قد) انه يمكن للصلح ان يهدف الى تربية أيمان المؤمنين ليشاركوا في ثورة الامام الحسين (عليه السلام) وقد حصل في البعض كهؤلاء الذين قتلوا معه . (٤)
اما اذا نظرنا للموضوع من زاوية العلاقة الموضوعية بين تعدد ادوار الائمة مع وحدة الهدف والتي اطلقها الشهيد الصدر الاول (قد) لتفسير اختلاف الادوار ونوع النشاط الذي ميز كل امام على حدة والذي ربطه بالوحدة الموضوعية لحياة الائمة ووحدة الهدف لديهم جميعا بعيدا عن التجزيئية التي تعني الاختلاف الواضح في الادوار ، وبناءً على هذا التفسير لحراك وادوار الائمة فبلا أدنى شك أن صلح الامام الحسن (عليه السلام) مثل مقدمة موضوعية لثورة الامام الحسين (عليه السلام) على اساس تهيئة الجماعة الصالحة القادرة على التصدي لحكم الانحراف الاموي من خلال المشاركة الفاعلة في النهضة الحسينية والاستعداد لها .
بالإضافة الى مساهمة الصلح في فضح حكومة بني أمية وبراءة الاسلام من قياداتها المنحرفة وسلوكياتهم الشاذة ونكثهم للوعود والمواثيق..

(1) باقر شريف القريشي ،حياة الامام الحسن ، ج2 ، ص 250
(2) المصدر السابق/ ص 101
(3) المصدر السابق
(4) محمد محمد صادق الصدر ، شذرات من فلسفة الامام الحسين (عليه السلام) / ص82

[email protected]