18 ديسمبر، 2024 6:30 م

صلة الرحم منجاة من النار فانتبهوا

صلة الرحم منجاة من النار فانتبهوا

اود اليوم الكلام باقتضاب عن موضوع خطير جدا نعاني منه اليوم ويعد من اخطر الامراض الاجتماعية التي عشناها في الفترة الاخيرة ولها اسبابه المتعددة الا وهو قطع صلة الرحم بين ابناء المجتمع الواحد والقبيلة الواحدة والاسرة الواحدة ,وهذا القطع وان كان مسبب فله اثاره السلبية الخطيرة على المجتمع بشكل عام وعلى حياة الشخص الفردية وعلاقته بالله تعالى بشكل خاص ,لذا اود هنا التذكير بهذا الامر من خلال موضوعي البسيط جدا التالي .
تُعدّ صلة الرحم من الواجبات الاجتماعية التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بالحفاظ عليها، وجعل أجر واصلها عظيماً عنده. وصف الله سبحانه وتعالى قاطع الرحم بصفاتٍ سلبيةٍ كثيرة؛ وذلك لأن صلة الرحم دليلٌ على إيمان الفرد، واتّباعه لسنة الرسول صلى الله عليه واله الأرحام هم الأقارب الذين يُمثّلون الأصول والفروع، وصلة الرحم واجبة على كل مؤمنٍ ومؤمنةٍ، وقطيعة الرحم تُعتبر ذنباً عظيماً، وهي معصية لله سبحانه وتعالى، ومخالفة لأوامره؛ إذ ورد في الحديث الشريف قوله عليه الصلاة السلام : ” من سرهُ أن يبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثرة فليصل رحمه”، فهذا دليلٌ على أنّ صلة الرحم تزيد في الرزق، وتطرح البركة في العمر، وتوجب نيل الأجر من الله تعالى. كي نكون واصلين لأرحامنا علينا أن نُحسن لأقاربنا، ونحاول إيصال الخير لهم أياً كانوا، ويجب التقرّب منهم، وتبادل الزيارات معهم، ودفع الشر عنهم، وتجنّب أذاهم خصوصاً الأم والأب، والجدود والجدات، والإخوة والأخوات، والخالات والعمات. قال عليه الصلاة والسلام أيضاً عن صلة الرحم : “الرحم معلّقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله”. صِلة الرحم لا تكون فقط بتبادل الزيارات، وطرق أبواب البيوت، وإنّما تكون باستضافة الأقارب في البيت أحسن استضافة، وتفقّد أحوالهم، والسؤال عن أخبارهم، ومهاتفتهم، ومنحهم من أموال الزكاة والصدقات، وتمييزهم عن الآخرين من الناس؛ لأنّ القريب أولى وأحق بالإحسان والصدقة من الغريب، وكذلك من الواجب احترام كبيرهم، والعطف على الصغير من الأقارب، ومعاملتهم بالرحمة والإحسان، وإعلاء شأنهم، ورفع قدرهم أمام الناس، ومشاركتهم الأفراح والأتراح، وزيارة مرضاهم، واتّباع جنازة من يتوفّى منهم، وتلبية دعواتهم في الفرح، وعدم الحقد عليهم، وإصلاح ذات بينهم، والدعاء لهم بالخير، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، ودعوتهم إلى الحقّ والإيمان والهدى. من يَصل رحمه يصله الله تعالى، ويكون سبباً لدخول العبد الجنة، وغفران ذنوبه، ونيل أعلى الدرجات، وكذلك الرحم هو سببٌ لانتشار الحب في قلوب الأقارب، وتقوية الصلة بينهم؛ فيصبح المجتمع متواداً، ومتحاباً ومتصالحاً، وكأنه جسدٌ واحد، لا أحد فيه يكره الآخر، فيسود الأمن ويختفي الحسد والتباغض بين الأقارب؛ لأنّ صلة الرحم دليلٌ على إيمان العبد بربه، وقربه من الله تعالى، كما أنها دليلٌ على الإيمان باليوم الآخر. نتمنّى أن يجعلنا الله سبحانه وتعالى جميعاً ممّن يسمعون القول فيتبعون أحسنه، ومن واصلي الرحم، ومجيبي دعوة الله ورسوله الذين يَمتثلون لعبادة الله، ولا يقطعون أرحامهم.

وختاما اقول هذا درس مجاني ارجوا الله تعالى منه القبول ومنكم العظة والفائدة .