23 ديسمبر، 2024 5:43 ص

صلبت على الصليب من يريد صلبي

صلبت على الصليب من يريد صلبي

على صليب مغروزة قاعدته امام بيتي صلبت ( الزهايمر ) على اعتابي  بعد ان حاول إقتحام تلافيف مخي التالف اصلا بكم الفواجع والنوائب والمحن التي مررت بها ومر بكافتها جمع العراقيون الذين ساهمم البعض في وقوعها ووقعها فإرتدت متننطة اليهم ، او من تلاقها بلا ذنب او جريرة أو ساهم بصنعها او مشى في طريق التصفيق والتهليل تحت تأثير الصفقة الدنيوية المغطاة بسقوف الايدليوجات التي انهزمت في عقر دور مؤسسيها لتضيف اليها نصوصا ممسوخة فيصبح (الكتاب الاحمر) لماو الصيني (الكتاب الاخضر) للقذافي ويصبح البلد المجهري المجوهر بجواهر الاحفوريات النفطية  متسيدا على بلدان تفوق مساحاتها قارة كالقارة الهندية بأكملها ومليار سكانها ، يحكم الدويلات المجهرية حكام يتدينون بدين الجهل دينا وشبابا افقره كثرة المال المغدق عليه فبات إنسان يساكنه التصوف المالي وهي نهاية مطالبه في الحياة متعاميا عن كل علم فبات لايعلم من العلوم شيئا محققا عن تعامي فكري غاية السلاطين وناصرا مؤيدا لوعاظهم ميسرا لحكامهم الاحتكام والتقديس لطبائع الاستبداد المنسوخة من كتاب الكواكبي الى دساتيرهم المتلاقحة بنصوصها وفصولها مع قوانين الطوارىء فيها بإنتاجية عالية مع زعيم منظريهم ميكافيلي اللعين …. على بقعة كبيرة قرر سايكس وبيكو تأطير مساحة شاسعة سماها العراق  مترعة بالمكارم والتحضر والتجذر بالتواريخ الامبراطورية وتميز العقول وغزير الماء وتنوع الاجواء متخمة حتى البلعوم بنفيس النفائس ارضه قادرة على إعاشة عشرة بلدان بحجمه وطوله وعرضه ، لكن العراق بقي عصي على الشبع وتجذر الجوع فيه وتهندم بالتعري وفقر الدم المستديم وقوانين الطوارىء التي تحكمه منذ انقلب الانقلابيون على الانقلابيون في سلسلة الانقلابات المتوالية ، يموت في العراق كل شيء الا العقل فهو عقل الامة والزهايمر يبقى مشنوقا امام قلاعه الحصينة ، العراق  يهادن ويعفو ويتناسى ويهضم وينهزم احيانا امام الفتن لكنه يرفض ان يستبدل عقله بما ينتجه وعاظ السلاطين او المستقوين بقوة قوية جعلت من جغرافيته ارضا خالية من الانتظام والافهام
نحن في العام 1991 والتحالف الدولي يجر ورائه تسونامي من الاسلحة  ، قوة غير مسبوقة على وجه الارض بشمولية القتل فيها ودقة الاصابة وقدرته على القتال خارج اراضيه ، قوة كالطاعون تميت ولا تموت تتقطع اوصالنا وتبقى اوصالهم مضمومة دافئة ، نحصي قنابل الموت المنهمرة من طائراتهم وعديد شهدائنا ، وتحمل ايديهم في بلدانهم الروموت كونترول لتشاهد شهدائنا لحظة استشهادهم وكيف تدمر صروحنا بمطارقهم الحاقدة ، الفاقدة للإنتظام تحت السقف الانساني الذي حددته الاديان ورسخه حاملي الفكرالأخاذ الذين زرعوا في عالمنا مثلا وقيم
في زيارات تفقدية لقطعاتنا نقوم بها إستعدادا لمواجهة كل قوة الارض القوية  التي تجمعت لتصنع نموذجا لحرب غير معروف مثيلا لها في نهاية قرننا لتطوير تجارة اسلحتها ، فالسلاح الجديد بحاجة دائما الى حروب التجارب … على جانب الطريق قرب مدينة الميمونة كانت هناك سيارة حمل نوع (ايفا ) مقلوبة رأسا على عقب والى جانبها سيارة مسيوبوشي مدنية اطلالها تشير الى انها سيارة  ، توقفت على بعد امتار منها وكلفت ضابطا يرافقني بمشاهدة الحادث وتدوين رقم السيارة العسكرية التي كانت تعود الى احدى وحداتنا وهذا كان واضحا من العلامة التميزية المرسومة على باب العجلة ، عاد ليقول قولا ماكنت راغبا بسماعه  ، قال هناك ثلاث جثث ممزقة في السيارة المسيوبوشي ، احدهما ضابط وجنديان  ، كان الشارع خاليا من المارة تماما والسيارات ، تركنا الامر فالموت لايعالج فعنده تتوقف كل الممكنات ، عدنا بعد انجاز الزيارة الاستحضارية للمواجهة التي تتقارب ايامها المعينة بتاريخ معلوم خالي من مبدأ المباغتة المعروف للعسكريين ، قررت الدخول الى مدينة الميمونة متوقعا ان الشهداء قد تم إخلائهم  اليها ، في باب المركز الطبي للمدينة كانت هناك عشرات النسوة العراقيات من نساء القضاء يتجمهرن جلوسا على الارض مكونين حلقات  يبكي البعض منهم وتلطم الاخريات احيانا والكل يلفه حزن لم اشاهد مثيلا له في حياتي ، حزن ليس كالحزن ، وإنما حزن مركز في ضمائر غير مشوهة  ، عذرية الحزن غير المتكتل مع الكتل التي تكتلت لتكتيل الاحزان المصنعة بتوجيه سوداوي عابر للحدود حاملا ترانيم الموت الاسود المنسوخ من سواد افعالهم المتقيحة حسدا وغيرة ، تأملت مارأيت بحزن يفوق الحزن وقعا  إنه حزن جمعي شمولي من النوع العراقي المعروف قبل ان تلوثه ايديولجية  (برايمر) الخبيث ، انهم يبكون أشخاصا لايعرفونهم إطلاقا هل هم مسلمين ام مسيحيين ام من السنة او الشيعة او من زاخو او راس االبيشة في الفاو ؟، انهم يبكون على كل ماحدده سايكس وبيكوعلى ارض اسمها العراق قبل ان نصاب بمرض فقر العقل المكتسب بعد ان وطأته اقدام المحتل الناقل ربما لمؤثرات تحويل العقل الى غباء والحب الى كره واللين الى قسوة  ، ولما لا والقرون الوسطى تحكي حكاياتهم المميتة المتجذرة في التقاتل وبكل فنون التنكيل ومحاكم التفتيش وتهم الهرطقة والتفوق بالاجناس وإبادة الاجناس المتدنية عنهم برسم خرائط الانساب المجنونة ، الا يكفي لو توقفوا عن صنع الاسلحة وبيعها ليسود
السلام ،  ألنسوة الباكيات المنتحبات اللاطمات والمتشحات حزنا ناضحا من قلوب بيضاء كانوا على الاغلب اميات فقيرات لايتقاضون رواتب كرواتب ممثلي الشعب الفلكية ، اولائك من يستحقون ان يمثلوا هذا الشعب حتى لو اضطررنا لتعيين (عبوسي ) لكل واحدة منهن ليقرأ لها قوانين يرفض ان يقرها البرلمان الكسيح لتبصم بالإبهام الأسمر بصمة زرقاء من مداد قلب ابيض سيصنع فرقا ورقيا وتسامي يسحر المرتدين عن طبائع الخير والتكافل المتكامل . 
تحياتي … مع التقدير