22 ديسمبر، 2024 10:12 م

صلاح الدين.. من الدولة الأيوبية الى الدولة الكُردية؟

صلاح الدين.. من الدولة الأيوبية الى الدولة الكُردية؟

الكرد أحد الشعوب الإسلامية المهمة، مثلهم في ذلك، كالعرب والفرس والترك.. وإن كان للكرد الغلبة على الفرس والترك من ناحية الأسبقية في الإسلام والثبات عليه وقيادته فيما بعد، كما هو معلوم عندما قاد الناصر صلاح الدين وأشقاؤه وأحفاده الدولة الإسلامية لحقبة تقارب القرن، تمكن خلالها من إعادة مصر وشعبها إلى أحضان أهل السُّنة والجماعة، وربطها فيما بعد ببلاد الشام ومناطق إسلامية أخرى، كانت الخطوة الثانية في بناء صرح الوحدة الإسلامية المنشودة.
وجاءت الخطوة الثالثة المتوقعة بتحرير أولى القبلتين وثاني المسجدين (بيت المقدس) من براثن الصليبيين. فلولا عناية الله عز وجل، حيث أعز دينه في تلك الفترة بالناصر صلاح الدين وجحافله من القبائل الكردية ومماليكه الأتراك من الأسدية والصلاحية، لما استطاع قهر الصليبيين. ولولا الخلافات التي حدثت بين أبناء الأسرة الأيوبية حول النفوذ والسلطة، لكانت نهاية الصليبيين على يد الأيوبيين لا محالة، لكنه الداء المزمن عند الكرد الذي حال دون استمرارية قيادتهم للعالم الإسلامي في تلك الحقبة المهمة، كما حدث للعثمانيين فيما بعد الذين حكموا العالم الإسلامي لأكثر من خمسة قرون. لكن رغم ذلك، فإن فضل قيادة المماليك للعالم الإسلامي ابتداءً من مصر، يعود جزء كبير منه إلى صلاح الدين وعمه أسد الدين شيركو وأبناء عمومتهم، فهم الذين شكلوا فرق الأسدية والصلاحية من هؤلاء المماليك الذين تم جلبهم من أواسط آسيا ومن منطقة القوقاز، وربوهم حول قصورهم ومعسكراتهم، فأصبحوا فيما بعد أصحاب الشأن في قيادة مصر والشام للقضاء على جبروت المغول الوثنيين، والفلول المتبقية من الصليبيين الغزاة لبلاد الشام.
الأيوبيون وأحفادهم المعاصرون
وقد يظن المراقب أو الباحث أن هناك قطيعة تاريخية بين الأيوبيين وأحفادهم الكرد المعاصرين، وهذا ناتج دون شك مما ذكرنا من الصراعات التي كانت دائرة بين أفراد الأسرة الأيوبية التي أدت إلى ابتعادهم عن القيادة والريادة، وإن بقيت فلول منهم تحكم مناطق متفرقة في العالم الإسلامي منها على سبيل المثال، إمارة (حصن كيفا) في جنوب شرقي الأناضول، حيث استمرت الأسرة الأيوبية تحكم فيها لحقبة طويلة بعد سقوط دولة الأيوبيين في مصر والشام عام 1250م. هذه القطيعة التاريخية ستشكل إجابات محددة لكثير من الأسئلة التي مازالت تدور في أذهان الجيل الكردي الحالي، لماذا استفاد العرب والفرس والترك من الإسلام ولم يستفد منه الكرد؟!

أو بعبارة أخرى.. إن المسلمين المذكورين “استغلوا الكرد” لنيل مآربهم!، الكرد الأيوبيون لم يستطيعوا – مع الأسف – الاستمرار والديمومة في قيادة العالم الإسلامي، حيث انخرطوا في صراعات هامشية ضيقة بالنسبة لمكانتهم وريادتهم، كما ظهر ذلك جليًا في عصر الإمارات الكردية في العصر العباسي الثاني (الإمارتان الحسنوية والعنازية أبرز مثال على ذلك)، ولو استمرت الدولة الأيوبية في القيادة لقرون أخرى لكان للكرد – لا محالة – شأن آخر. وفي اعتقادي أن هذا العبء يقع على عاتق الأيوبيين أنفسهم، فالمماليك -كما ذكرنا- تربوا حول قصور ومعسكرات الأيوبيين، كانوا شبانًا صغارًا لا يعرفون شيئًا من مقاليد الحكم والسياسة، سوى فنون القتال، فلما تربوا على يد الأيوبيين؛ استطاعوا استغلال الخلافات والصراعات من بين أفراد هذه الأسرة، حتى وصل الأمر بالأيوبيين الكرد أن حكمتهم امرأة تدعى (شجر الدر)، كانت زوجة لآخر ملوكهم في مصر، وجاء أحد هؤلاء المماليك، صنائع الأيوبيين وتزوجها. ولو توفرت الصفات القيادية في عدد من رجالات الاسرة الأيوبية اللاحقين من الاخوة والابناء وأبناء العمومة وغيرهم، كما توفرت في صلاح الدين الأيوبي لكانت الدولة الأيوبية مرشحة أن تكون البديل عن الإمبراطورية العثمانية التي جاءت من بعدها ومن بعد مماليكهم، وكان لها تأثير مباشر على إنشاء كيان سياسي على غرار الدولة التركية بعد العثمانيين.
ولتوافق فكرتي مع الكاتب بير رستم أنقل هنا ما دونه بخصوص تهجم بعض الكرد على صلاح الدين والانتقاص من شخصيته بشأن عدم قيامه يتأسيس دولة كردية بالمفهوم المعاصر:”إنني كلما أمعنت القراءة في تاريخ أحد أعظم الشخصيات التاريخية في الشرق عموماً ألا وهو القائد والفاتح صلاح الدين الأيوبي (الكوردي) وما حققه من إنجازات قل نظيره في تاريخ شعوب المنطقة والعالم.. وبالمقابل ما أقرأه من توصيفات مبتورة ومشوهة عن ذاك القائد العظيم وخاصةً من قبل إخوتنا وأبنائنا الكورد، تتأكد لدي حقيقة مفادها؛ كم نحن الكورد بؤساء، حيث تم خداعنا بأننا لم نعمل لصالحنا، بل كنا أجراء وعبيد عند الآخرين ونعمل لصالحهم ولصالح قضاياهم وبأن “صلاح الدين لم يؤسس للكورد دولتهم مثل العثمانيين والصفويين”.. مع العلم إن ذاك منافي للواقع والحقيقة؛ حيث كل ما قام به ذاك القائد التاريخي كان تأسيساً للكورد الأيوبيين في بناء دولتهم، إلا أن استعجال المرض وموته واستخلاف من ليس بمستوى القيادة والمسؤولية من الإخوة والأبناء وليكون خلفاً لذاك القائد العظيم، من جهة، وأيضاً لخلافاتهم ونزاعاتهم على الإرث والميراث وتقسيم المملكة، من الجهة الأخرى، سهل وعجل بانهيار الدولة الأيوبية (الكوردية).. لكن ولكي يسهل على الآخرين قهرنا واستعبادنا _وذلك بعد أن أثبت الكورد ومنهم صلاح الدين الأيوبي بأنهم لا يهزمون عسكرياً_ فقد لجئوا إلى الخبث والخديعة والمكر؛ ألا وهو إيهام الكورد بأنهم تاريخياً لم يعملوا لصالح قضاياهم، بل عملوا دائماً كأجراء وعبيد عند الآخرين”. الحوار المتمدن، صلاح الدين والتأسيس للدولة الكوردية، العدد4937 في 26/9/2015.
ومن جهة أخرى فإذا لم يكن للكرد فضل على أحد في الإسلام، فلهم دون شك فضائل كثيرة على الشعبين في مصر والشام، فقد أنقذوا مصر من (الباطنية الإسماعيلية)، وأنقذوا المسجد الأقصى من الغزاة (الصليبيين).
إذن لا يحق للجيل الكردي المعاصر اتهام صلاح الدين بشتى النعوت والأوصاف التي لا تليق حتى بشخص عادي، فكيف بأكبر قائد كردي على مر التاريخ، لقد أنصفه المستشرقون والعلماء الغربيون وكتبوا في سيرته وخصاله أكثر مما كتبوا في سيرة الشعب الكردي برمته، حتى أن أحد كبار القادة الكرد في التاريخ المعاصر استشاط غضبًا عندما شبهه أحدهم بقوله “أنت صلاح الدين”، فكان رده المفحم المليء بعمق وعبق التاريخ بقوله: “لست بمنزلة صلاح الدين ولا يستطيع أحد من الكرد أن يصل إلى عشر معشار مكانته”، وهذا ما جعل إمبراطور ألمانيا (ولهلم الثاني) يرسل هدية رمزية عبارة عن (شباك) يوضع على ضريح صلاح الدين في دمشق.
وأنا على دراية بأن الكثير من الكرد العلمانيين بشتى أطيافهم من اليساريين والماركسيين والليبراليين الذين يسيئون إلى تاريخ صلاح الدين، يزورون ضريحه كلما سنحت لهم الفرصة لزيارة دمشق، وهذا أبلغ دليل على أن سيرة ومناقب صلاح الدين حفرت في كيانهم الحقيقة التي لا يستطيعون البوح بها في العلن، وإن كانوا في قرارة أنفسهم يعترفون أنه كان عظيمًا.
لماذا لم يؤسس صلاح الدين دولة كردية؟
ومن التهم المفبركة التي توجه لصلاح الدين من النخبة العلمانية الكردية بشقيها الماركسي والليبرالي، أنه لم يفعل شيئًا لبني قومه الكرد، أي لم يكون لهم كيانًا سياسيًا (دولة بالمفهوم المعاصر)، ولو قرأ هؤلاء التاريخ لوجدوا أن جميع الإمبراطوريات والدول من مختلف الأديان والملل (القوميات) التي قامت في العصور الإسلامية والوسطى، التي كانت معاصرة لصلاح الدين، كانت مبنية على أسس دينية بحتة، فالإمبراطورية الرومانية المقدسة كانت دولة مسيحية، والخلافة العباسية والفاطمية والدولة الأيوبية والمملوكية كلها كانت إسلامية، والدولة الصينية كانت كونفوشيوسية، وإمبراطورية الموريين الهندية في كانت برهمية هندوسية، وهكذا بقية دول العالم. الدولة القومية التي ينشدها الجيل الكردي المعاصر والنخبة العلمانية الآن، ظهرت في أوروبا بعد الثورة الفرنسية عام 1789م، وتحديدًا بعد الحركات القومية في عام 1848م، التي سادت أوروبا، حيث ظهرت للوجود دول قومية بعد سنة 1860م مثل: إيطاليا وألمانيا بعد هذا التاريخ، فيما توفي الناصر صلاح الدين في1139م، أي أن الفرق بين التاريخين أكثر من ستمائة عام
يتبين مما سبق أنّ قادة التيار العلماني بشتى أطيافه الماركسي واليساري والليبرالي يحاولون إسقاط أفكار ومناهج التاريخ الأوروبي الحديث على التاريخ الإسلامي قبل أكثر من ألف عام، أي أرادوا فرض الحتمية التاريخية (المادية الجدلية)، ومركزية أوروبا على تاريخنا ومجتمعنا، رغم البعد الزمني الشاسع، ومراحل التاريخ المختلفة، والاختلاف الديني والفكري والاقتصادي والاجتماعي بين الشعوب الأوروبية وغيرها من الشعوب وبالذات، الشعب الكردي، ولو عاد هؤلاء إلى مرجعياتهم الأوروبية لوجدوا أن لصلاح الدين منزلة عندهم لا تساويها منزلة قائد مسلم آخر سوى رسول الإسلام محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم)، وفق منظور الأوروبيين.
موقف المستشرقين من صلاح الدين
لقد كتب المستشرقون من الجنسيات الأوروبية المختلفة العشرات من الكتب المهمة عن سيرة وحياة وجهاد صلاح الدين شخصياً، فضلاً عن أسرته الايوبية، أو جاء البحث عنه في فصول ضمن كتبهم وموسوعاتهم عن الحروب الصليبية وغيرها، وتقول الموسوعة الحرة: “بالرغم من الاختلاف في العقيدة فإن القادة المسيحيين امتدحوا صلاح الدين، خصوصًا ريتشارد قلب الأسد، الذي يُروى أنه قال عنه أنه أمير عظيم وأنه بلا شك أعظم وأقوى قائد في العالم الإسلامي، ولا ننسى في هذه العجالة المقولة الشهيرة التي وصفه بها الشاعر الإيطالي العظيم دانتي أليغييرى (المتوفى سنة 1321م) في كتابه الكوميديا الإلهية وهي:
” رأيت صلاح الدين أمة وحده “،
وفيما يلي بعض من أبرز هؤلاء المستشرقين:
ستانلي لين بول في كتابه “صلاح الدين وسقوط مملكة بيت المقدس”.
هاملتون جب في كتابه “حياة صلاح الدين”.
مالكوم ليونز وجاكسون في كتابه “صلاح الدين: سياسة الحرب المقدسة”.
تشارلز بوزلت في كتابه “صلاح الدين أمير الفروسية”.
ألبير شاندور في كتابه ” صلاح الدين الأيوبي البطل الأنقى فى الإسلام”.
ليديا أندريفينا سيمينوفا في كتابها “صلاح الدين والمماليك فى مصر”.
كارين أرمسترونج في كتابها “القدس: مدينة واحدة وثلاث عقائد”.
جاستون فييت في كتابه “القاهرة: مدينة الفن والتجارة”.
ستانلي لين بول في كتابه “سيرة القاهرة”.
ول ديورانت في كتابه “قصة الحضارة”.
كارل بروكلمان في كتابه “تاريخ الشعوب الإسلامية”.
غوستاف لوبون في كتابه “حضارة العرب”.
مكسيم رودنسون في كتابه “الصورة الغربية والدراسات العربية والإسلامية”.
أولج فولكف في كتابه “القاهرة: مدينة ألف ليلة وليلة”.
مايكل مورجان في كتابه “تاريخ ضائع”.
زيجريد هونكه في كتابها “الله ليس كذلك”.
توماس أرنولد في كتابه “الدعوة إلى الإسلام”.

تعظيم (بابك) و(أبي لؤلؤة)!
ومن جانب آخر، لكي يعوض هؤلاء المتطاولون على الرموز الإسلامية الكردية، نقصًا ما في أنفسهم حسب نظريات علم النفس المعاصر، احتفوا بشخصيات أقل ما يقال فيها: إن التاريخ نبذها، وجاؤوا ينتشلونها من هذه الوهدة السحيقة، ويجعلونها بمثابة رموز للشعب الكردي! دون دليل أو برهان يستندون إليه سوى العاطفة وتسويق الأيديولوجيات الوهمية، فيشوهون ويلطخون سمعة التاريخ الإسلامي الكردي بأمثال (أبو لؤلؤة الفارسي المجوسي)، و(بابك الخرمي) الذي ولد سفاحًا بإجماع المؤرخين، وقتل مئات الألوف من الأبرياء دون ذنب، سوى إشباع نزوات نفسه المريضة، ولم يكن له علاقة بالكرد لا من قريب ولا من بعيد، وقد ظهرت حركته الهدامة في إقليم أذربيجان؛ لذا أقام الأذريون تمثالًا له باعتباره بطلهم القومي في أكبر ساحات باكو، عاصمة جمهورية أذربيجان، وفي تبريز عاصمة أذربيجان الجنوبية في إيران. وأقام الإيرانيون ضريحًا لبطلهم القومي (أبو لؤلؤة المجوسي) في مدينة كاشان بوسط إيران، أصبح فيما بعد رمزًا من الرموز الدينية عند الشيعة الإيرانيين، ورمزًا قوميًا عند الإيرانيين الآريين، حيث يتبرك به الاثنان؛ انتقامًا من الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، الذي قضى على الدولة الفارسية الساسانية، وأطفأ النار المجوسية.
أما (بابك الخرمي) فهو أحد قادة الحركة الخرمية الإباحية الهدامة (المزدكية الجديدة) استمرارًا للحركة التي أسسها (مزدك) عام 487م في العهد الفارسي الساساني، والتي كانت تنادي بالمساواة في النساء والأموال، والتي تخفي وراءها أهدافًا شريرة وخبيثة للبشرية جمعاء: كاستغلال المرأة وأنوثتها لمآربهم ونزواتهم، واستيلائهم على أموال الأغنياء بحجة المساواة، وهذا ما حدا بالملوك الساسانيين (قباد وابنه كسرى أنوشيروان) قبل الإسلام للقضاء عليها عام 530م، وجاء (بابك) لكي يجدد تلك الدعوات الخبيثة في العصر العباسي عام 201هـ، والتي استنزفت دماءً وأموالًا كثيرة كانت كافية لإعمار وتنمية تلك المناطق النائية من جسم الخلافة، وفتح منطقة القوقاز وغيرها من المناطق المهمة التي كانت تحت سيطرة الروم البيزنطيين، ونشر عقيدة التوحيد فيها، وإضافتها إلى أراضي الخلافة الإسلامية. وفيما بعد جاءت حركات وأحزاب يسارية معاصرة تنسج على منوال (مزدك) و(بابك) في التاريخ المعاصر، وتعتبرها حركات اجتماعية وثورية قامت للقضاء على استغلال الأغنياء للفقراء! وتحرير الشعوب المضطهدة! وإسقاط النظريات الماركسية في القرنين التاسع عشر والعشرين على حركات قديمة قامت في القرن الخامس والتاسع الميلاديين.
الإسلام حافظ على ذاتية الكرد
إذا كان للإسلام خاصية تجاه الكرد، فهو قد حافظ على كينونة وذاتية الكرد أرضًا وشعبًا ولغةً وتراثًا، فاللغة الفارسية الحالية هي اللغة الدرية التي امتزجت مع اللغة العربية، ولم يبق من البهلوية الأشكانية، والبهلوية الساسانية شيء إلاّ في بطون أمهات الكتب ومصادر التاريخ الإيراني القديم..
أما اللغة الكردية الحالية فلم تتأثر بشيء مثل نظيرتها الفارسية، وإنما احتفظت بخصائصها القديمة واستعاراتها الجميلة، لأن الإسلام لم يأتِ لكي يقضي على الخصائص القومية واللغوية والنسيج الاجتماعي للشعوب، إنما جاء ليحررهم من الأغلال والقيود ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن عبادة الأهواء والآلهة المتعددة إلى عبادة الواحد الأحد. جاء الإسلام لكي ينقذ الكرد من تعقيدات وطقوس المجوسية: الزرادشتية، والميثرائية، والمزدكية وغيرها، ولكي يسمو بالأديان السماوية إلى مصاف النور والتوحيد.
وأخيرًا لابد من الإشارة لما ذكره الكاتب الكردي السوري (جان دوست): “أود التنبيه إلى ضرورة اعتبار التراث الإسلامي الفكري مبعث افتخار الكرد، فليس ذلك التراث حكرًا على أمة معينة، لأن كل الشعوب الإسلامية ساهمت في خلقه ومن حقها أن تنتمي إليه وتنهل منه”. وأنا أضم صوتي إلى صوته وصوت كل الخيرين، فليس للكرد من حضارة وتراث ومجد وسؤدد إلا بالإسلام.