ليت أن دراسة التاريخ فرض كسائر الفروض العبادية لنعرف من خلاله كيف جرت سير الماضين ولنحلل نزعاتهم النفسية ثم لنعرف ما طرأ عبر التاريخ علنا نتعظ ونأخذ منها العبر.. صلاح الدين الأيوبي القائد المسلم الذي طالما افتخر به بعض المتطرفين من أنه قتل الشيعة بمصر وأخذ التيمية فعله كحجة لتشريع التكفير والاجرام .. تلك قراءة تاريخية مبنية على لون طائفي يثير النزعات والأحقاد المذهبة فضلاً عن كونها مبنية أساساً على مغالطة تاريخية كبيرة جعلت من صلاح الدين الأيوبي المنتقم من ظلم الشيعة الفاطمية .. في حال أن ما حدث هو خلاف ذلك تماماً فالناصرالأيوبي لم يصل إلى حكم مصر إلا بدعوة من العاضد الفاطمي خليفة المسلمين في مصر, الاسماعيلي المذهب ,والاسماعيلية فرقة من فرق المسلمين الشيعة. حيث كتب الخليفة العاضد لنور الدين زنكي في الشام فبعث له الأخير أسد الدين شركو ومعه ابن أخيه صلاح الدين.. حتى تتالت الأحداث واستأزر الخلفيةُ العاضدُ صلاح الدين الايوبي وخلع عليه خلعة الوزارة وسماه الناصر.. فالناصر تسمية سماهُ بها الفاطميون الشيعة ولم يسمهِ بها ابن تيمية كشف ذلك المرجع الصرخي الحسني في المحاضرة الثانية والعشرين من بحث توحيد التيمة الجسمي الأسطوري وكشف معها المغالطة الكبرى التي طالما يمجد التيمةُ صلاح الدينَ لأجلها وهي قتل أهل السودان من أهل مصر يقول المرجع المحقق (الأمر الثالث: سنطلع هنا على بعض ما يتعلّق بالملك الناصر السلطان الفاتح صلاح الدين الأيوبي، والكلام في موارد: المورد1:..المورد2: ابن الأثير: الكامل في التاريخ9: 345: [ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسِمِائَةٍ (564هـ)]… قال: {{[ذِكْرُ وَقْعَةِ السُّودَانِ بِمِصْرَ]: أـ فِي هَذِهِ السَّنَةِ فِي أَوَائِلِ ذِي الْقَعْدَةِ قُتِلَ مُؤْتَمَنُ الْخِلَافَةِ، وَهُوَ خَصِيٌّ كَانَ بِقَصْرِ الْعَاضِدِ، إِلَيْهِ الْحُكْمُ فِيهِ، وَالتَّقَدُّمُ عَلَى جَمِيعِ مَنْ يَحْوِيهِ، فَاتَّفَقَ هُوَ وَجَمَاعَةٌ مِنَ الْمِصْرِيِّينَ عَلَى مُكَاتَبَةِ الْفِرِنْجِ وَاسْتِدْعَائِهِمْ إِلَى الْبِلَادِ، وَالتَّقَوِّي بِهِمْ عَلَى صَلَاحِ الدِّينِ وَمَنْ مَعَهُ، وَسَيَّرُوا الْكُتُبَ مَعَ إِنْسَانٍ يَثِقُونَ بِهِ، وَأَقَامُوا يَنْتَظِرُونَ جَوَابَهُ، وَسَارَ ذَلِكَ الْقَاصِدُ إِلَى الْبِئْرِ الْبَيْضَاءِ، فَلَقِيَهُ إِنْسَانٌ تُرْكُمَانِيٌّ، فَرَأَى (مَعَهُ) نَعْلَيْنِ جَدِيدَيْنِ، فَأَخَذَهُمَا مِنْهُ، وَقَالَ فِي نَفْسِهِ: لَوْ كَانَا مِمَّا يَلْبَسُهُ هَذَا الرَّجُلُ (لَكَانَا خَلِقَيْنِ، فَإِنَّهُ) رَثُّ الْهَيْئَةِ، وَارْتَابَ بِهِ وَبِهِمَا، فَأَتَى بِهِمَا صَلَاحَ الدِّينِ فَفَتَقَهُمَا، فَرَأَى الْكِتَابَ فِيهِمَا، فَقَرَأَهُ وَسَكَتَ عَلَيْهِ!!!.ب..ح..المورد3…))
هذه هي بداية سبب وقعة السودان التي تتالت الاحداث فيه بعد مقتل الخصي الأسود وخروج السودان الذين أثبت المحقق أنهم ليسوا من الشيعة والذين أبادهم صلاح الدين هم وعائلاتهم .
وهنا ينبغي أن نقطف الثمرة .. وهو أن دواعش الفكر لا يهمهم أبدا مصير ثلاثمئة ألف إنسان سوى تحقيق مآربهم المريضة وهي أن الأمور بعد ذلك أعني بعد وفاة الخلفية العاضد تحولت فيها مصر إلى المذهب الشافعي فلا مكان للقيم الانسانية لديهم.
وهنا نقول ما النتائج التي تترتب على بحث المرجع المحقق الصرخي في كشف هذه الصفحة من التاريخ ؟. ان الناصر صلاح الدين هو قائد ووزير من وزراء الفاطمية فهو على مذهبهم بالمعنى العملي يصلي خلف خليفتهم.. أن الفاطمية الشيعة في ذلك الزمن أستقدموا صلاح الدين مع عمه تحالفا ضد الفرنجة وقبلوا بذلك وهذا يعني أن لا تكفير بينهم وليس صلاح الدين مكفراً للشيعة وليس تيمياً أموياً .أن الناصر الأيوبي شافعي المذهب فهو والاسماعيلية كلاهما من مدرسة الإمام جعفر بن محمد الصادق لهذا ليس هنالك احقاد داعشية فيما بينهم من الناحية المذهبية سوى مغريات السياسة وصراعها . أن العمالة نزعة نفسية وليست مذهبية فليس لكم أن تتهموا أحدا من المذاهب فيها.
المحاضرة الثانية والعشرون “وَقَفات مع…. تَوْحيد التَيْمِيّة الجِسْمي الأسطوري”
https://goo.gl/opJP4f