تلعب ائمة الضلالة وحواشي السلاطين دورا كبيرا في تسيير شؤون الدولة والتحكم في اغلب القرارات الصادرة من الحكام والسلاطين عن طريق الوسوسة وتقديم المشورة والنصيحة باعتبارها الطبقة الاثقف والاقرب والامينة على مصالح الشعب والخلافة ,ولكن البعض منها سرعان ما ينكشف من خلال التباين في مواقف الحكام والسلاطين بين الحين والاخر , وما كانت مهادنة صلاح الدين الايوبي مع الافرنج ومحاولة زجه في حرب مع قلج ارسلان من اجل خلاف عائلي مع نور الدين محمد صاحب حصن كيفا من اجل أمراة مغنية عشقها وتزوجها نور الدين ألا من تدبير أؤلئك الشياطين ائمة الضلالة والمستشارين, لكن سرعان ما تتحرك النخوة والشهامة لدى صلاح الدين بعد استماعة للامير الذي بعثه حاكم مالطيا قلج ارسلان كما ذكرها ابن الاثير في الكامل 447/9 ((ذكر مسيرة صلاح الدين لحرب قلج ارسلان) وكما جاء في المحاضرة الخامسة والعشرين للمرجع الديني الصرخي الحسني من بحث (وقفات مع ..توحيد التيمية الجسمي الاسطوري ) حيث جاء في النقاط ( ز,ح,ط , ك) حيث قال :
ز ـ فَلَمَّا سَمِعَ قَلَجُ أَرْسَلَانَ بِقُرْبِهِ مِنْهُ أَرْسَلَ إِلَيْهِ أَكْبَرَ أَمِيرٍ عِنْدَهُ، وَيَقُولُ لَهُ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ فَعَلَ مَعَ ابْنَتِي كَذَا، وَلَا بُدَّ مِنْ قَصْدِ بِلَادِهِ، وَتَعْرِيفِهِ مَحَلَّ نَفْسِهِ،
ح ـ فَلَمَّا وَصَلَ الرَّسُولُ، وَاجْتَمَعَ بِصَلَاحِ الدِّينِ وَأَدَّى الرِّسَالَةَ، امْتَعَضَ صَلَاحُ الدِّينِ لِذَلِكَ وَاغْتَاظَ، وَقَالَ لِلرَّسُولِ: قُلْ لِصَاحِبِكَ وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَئِنْ لَمْ يَرْجِعْ لَأَسِيرَنَّ إِلَى مَلَطْيَةَ وَبَيْنِي وَبَيْنَهَا يَوْمَانِ، وَلَا أَنْزِلُ عَنْ فَرَسِي إِلَّا فِي الْبَلَدِ، ثُمَّ أَقْصِدُ جَمِيعَ بِلَادِهِ وَآخُذُهَا مِنْهُ. ((ما شاء الله على هذه العقول وعلى هذه الحكمة عند السلاطين والخلفاء وأولياء الأمور المتسلطين على البلاد الإسلامية))
ط ـ فَرَأَى الرَّسُولُ أَمْرًا شَدِيدًا، فَقَامَ مِنْ عِنْدِهِ، وَكَانَ قَدْ رَأَى الْعَسْكَرَ وَمَا هُوَ عَلَيْهِ مِنَ الْقُوَّةِ وَالتَّجَمُّلِ، وَكَثْرَةِ السِّلَاحِ وَالدَّوَابِّ، وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَلَيْسَ عِنْدَهُ مَا يُقَارِبُهُ، فَعَلِمَ أَنَّهُ إِنْ قَصَدَهُمْ أَخَذَ بِلَادَهُمْ،
ي ـ فَأَرْسَلَ(الأمير) إِلَيْهِ (إلى صلاح الدين) مِنَ الْغَدِ يَطْلُبُ أَنْ يَجْتَمِعَ بِهِ، فَأَحْضَرَهُ فَقَالَ (الأمير) لَهُ: أُرِيدُ أَنْ أَقُولَ شَيْئًا مِنْ عِنْدِي لَيْسَ رِسَالَةً عَنْ صَاحِبِي (قَلَجِ)، وَأُحِبُّ أَنْ تُنْصِفَنِي، فَقَالَ (صلاح الدين) لَهُ: قُلْ! فَقَالَ: يَا مَوْلَانَا مَا هُوَ قَبِيحٌ بِمِثْلِكَ، وَأَنْتَ مِنْ أَعْظَمِ السَّلَاطِينِ ((يعني استفهام واستنكار على صلاح الدين من موقفه الذي هو فيه، يريد أن ينبّه صلاح الدين على ما هو فيه من موقف، بمعنى أنّه يقول له: أليس قبيح بمثلك أن تقف هذا الموقف؟!!)) وَأَكْبَرِهِمْ شَأْنًا، أَنْ تَسْمَعَ النَّاسُ عَنْكَ أَنَّكَ صَالَحْتَ الْفِرِنْجَ، وَتَرَكْتَ الْغَزْوَ وَمَصَالِحَ الْمَمْلَكَةِ، وَأَعْرَضْتَ عَنْ كُلِّ مَا فِيهِ صَلَاحٌ لَكَ وَلِرَعِيَّتِكَ وَلِلْمُسْلِمِينَ عَامَّةً، وَجَمَعْتَ الْعَسَاكِرَ مِنْ أَطْرَافِ الْبِلَادِ الْبَعِيدَةِ وَالْقَرِيبَةِ، وَخَسِرْتَ أَنْتَ وَعَسَاكِرُكَ الْأَمْوَالَ الْعَظِيمَةَ لِأَجْلِ ((أنا أقول بين قوسين كلمة قبيحة فيها: قاف وحاء وباء، لأجل فلانة قبيحة مغنية، من الخزي عليك ومن العار عليك أن تخرج وتجمع هذه الجيوش وتصرف هذه الأموال وتتحمل هذه الجهود وتتصالح مع الفرنج، وتخرج من أجل امرأة ساقطة مغنية، لست أنا من يقول، هذا ابن الأثير من يقول)) قَحْبَةٍ مُغَنِّيَةٍ؟!! وَمَا يَكُونُ عُذْرُكَ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى، ثُمَّ عِنْدَ الْخَلِيفَةِ وَمُلُوكِ الْإِسْلَامِ وَالْعَالَمِ كَافَّةً؟ وَاحْسِبْ أَنَّ أَحَدًا مَا يُوَاجِهُكَ بِهَذَا، أَمَا يَعْلَمُونَ أَنَّ الْأَمْرَ هَكَذَا؟! ثُمَّ احْسِبْ أَنَّ قَلَجَ أَرْسَلَانَ مَاتَ، وَهَذِهِ ابْنَتُهُ قَدْ أَرْسَلَتْنِي إِلَيْكَ تَسْتَجِيرُ بِكَ، وَتَسْأَلُكَ أَنْ تُنْصِفَهَا مِنْ زَوْجِهَا، فَإِنْ فَعَلْتَ، فَهُوَ الظَّنُّ بِكَ أَنْ لَا تَرُدَّهَا!! ((هذه النخوة والشهامة عندك يا صلاح الدين، لاحظ أنا عندما أذكر المواقف أريد أن أبيّن شخصية المقابل وشخصية العنوان، القائد العالم الحاكم السلطان الخليفة القاضي الفقيه، حتى نعرف ونقيم بصورة أدق وأقرب للواقع))
ك ـ فَقَالَ: وَاللَّهِ الْحَقُّ بِيَدِكَ، وَإِنَّ الْأَمْرَ لَكَمَا تَقُولُ، وَلَكِنَّ هَذَا الرَّجُلَ دَخَلَ عَلَيَّ وَتَمَسَّكَ بِي وَيَقْبُحُ بِي تَرْكُهُ، لَكِنَّكَ أَنْتَ اجْتَمِعْ بِهِ، وَأَصْلِحِ الْحَالَ بَيْنَكُمْ عَلَى مَا تُحِبُّونَهُ، وَأَنَا أُعِينُكُمْ عَلَيْهِ، وَأُقَبِّحُ فِعْلَهُ عِنْدَهُ، وَوَعَدَ مِنْ نَفْسِهِ بِكُلِّ جَمِيلٍ، ((لاحظ مباشرة استجاب، لذلك أقول: احتمل بل أرجح أنّ ما يصدر من صلاح الدين من مواقف فيها مخالفة للشرع وللأخلاق فهي ليست من صلاح الدين ومن ذاته، لاحظ كيف هذا الأمير حرّك النخوة والشهامة عند صلاح الدين، لكن يوجد الشيطان ممن يوسوس للأمراء وللحكام، يوجد أئمة الضلالة، يوجد الدواعش، يوجد النهج التيمي، هو الذي يكفر الآخرين، هو الذي يدفع الحاكم والأمير إلى سفك الدماء))
http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=480123
المحاضرة ( 25) من بحث (وقفات مع ..توحيد التيمية الجسمي الاسطوري )