22 ديسمبر، 2024 6:59 م

لا نعلم ما هو الداعي لإثارة تصريحات إعلامية جاءت مهددة بالويل والثبور من قبل عدد من قادة الفصائل المسلحة التابعة للاطار التنسيقي اثر حديث لرئيس تحالف السيادة الشيخ ” خميس الخنجر” الذي اعلن فيه الصلاة في عيد الفطر ستكون بمنقطة جرف الصخر .
الم يعلم هؤلاء ان هناك اتفاقا جرى بين ما اسمي بـ ” تحالف إدارة الدولة ” مع تحالف السيادة وتحالف القوى الكردية وبرعاية أمريكية كـ ( ضامن ) وتفاهم بريطاني وبعلم الإيرانيين ليوقع بعدها قادة الاطار على جميع ما اتفق عليها من بنود والتي من بينها ارجاع النازحين الى مناطقهم واولاها نازحوا جرف الصخر !!!
لم يخرج الخنجر بإعلانه الصلاة ليتحدى قادة الاطار او اثارة الشارع الشيعي ( المنقسم ) قدر انه أراد الإيفاء بما عاهد به نفسه وأبناء مكونه الذي عانت مناطق عدة منه التهجير القسري ونهب ممتلكاتهم هذا غير معاملة الأبرياء منهم بوحشية واذلال , ومن ثم فتصريحه انما جاء وفق ما الزم قادة الاطار انفسهم به , فلم اثارة كل هذه الجعجعة ؟
نعم نحن مع محاسبة جميع من ثبت عليه الجرم ووفق مواد ونصوص القضاء العراقي لينالوا استحقاقهم العادل ويزجوا بالسجون غير اننا نرفض ان يؤخذ البريء بذنب المسيء وتنتهك الحرمات وتشرد العوائل وان تحول أراضي المنطقة الى ثكنة عسكرية تستعمرها الفصائل المسلحة والى ما شاء الله .
التخوف من عودة المجرمين ومرتزقة داعش الى المنطقة بات وحي من الخيال , وخيال أوسع من ان تعود جرف الصخر تهدد مدن كربلاء والنجف خصوصا وداعش انتهت عسكريا الا من خلايا تظهر بين الفينة والأخرى في مناطق هي بعيدة عن جرف الصخر مع ان قواتنا الأمنية البطلة واقفة لهم بالمرصاد , وأيضا ربما تناسى هؤلاء ان ساسة المكون من المعارضين سابقا للنظام اصبحوا اليوم جزء من العملية السياسية الجارية في البلاد فكيف سيفرطون باستقرار وامن مناطقهم .
الحديث عن دماء الشهداء الاكارم من كونها باتت هدراً هو حديث حق يراد به باطل اكثر من كونه ذر رماد في عيون المكون الشيعي واثارته طائفياً , فمكانتهم باقية في نفوس جميع أبناء المكون ودماءهم الزكية طوق ورود وسّمت اعناق العراقيين كافة , كيف لا ودمائهم سالت لتحرير الأرض العراقية بغض النظر عمن يقطنها سواء شيعيا كان ام سنيا , كرديا ام تركمانيا , صابئيا ام مسيحيا .. انهم شهداء احياء عند ربهم يرزقون .
من حق جميع الكتل التي وقعت الاتفاق ان تلزم الأطراف البقية بتنفيذ ما اتفق عليه , واما ان يكيل الإطاريون بمكيالين فهذا غبن وتعد على المكون السني ولا قراءة له غير ذلك , والا لماذا حرص ساسة الاطار على تنفيذ اغلب مطالب الاخوة الكرد فيما بقيت مطالب المكون السني دون تنفيذ خصوصا والسقف الزمني لتنفيذ بنود الاتفاق مضى عليه زهاء الستة اشهر ؟؟
السياسة فن الإمكان ومن حق السياسي استخدام جميع ما لديه من أوراق قوة وضغط ومنه ربما سيتعين على زعيم السيادة استخدامها مستقبلا كمجبر وليس مخير لإلزام ساسة الاطار بتنفيذ التزاماتهم . نعم قد مرر قانون ( سانت ليكو ) والذي ما كان سيمرر لولا تصويت نواب الأخوة السنة وذلك التزام أخلاقي من قبلهم وبادرة حسن نية اتجاه الزعماء الشيعة لكنما بقية هناك قانون الموازنة والذي ربما لن يرى النور والحال هذه !!! .
نتمنى على قادة الاطار التنسيقي ان يعوا خطورة المرحلة الحالية وفيما رغبوا ان تمضي عجلة الحكومة الحالية الى نهاية دورتها , وان يضعوا في حساباتهم الاستقرار النسبي ( الهش ) في الوضع القائم ليدعموه بالالتزام الأخلاقي لا التنصل منه , فالأول سيرسخ الوعي القيمي السياسي لدى جميع المكونات بترسيخ الثقة بين كافة فرقاءه السياسيين , واما الثاني سيفضي الى الفوضى والتناحر ومزيد من الانقسامات , واذن الكرة في ملعب الإطار وعليهم حسم جميع الملفات المختلف عليها وبالسرعة الممكنة خصوصا وبتنا نشهد اليوم تحركا شعبيا من قبل جماهير التيار الصدري للنزول الى الشارع وتلك مطالبات ما انفك الصدريون يطالبون بها زعيمهم السيد الصدر والذي ربما في لحظة ما لن يكون بمقدوره سوى الرضوخ لها , وما متوقع حينها انفراط عقد تحالف إدارة الدولة وحال سريان ذات الغبن على المكون السني .