18 ديسمبر، 2024 7:55 م

صلاة الجمعة الموحدة ….ظاهرها جميل وباطنها مخيف والفتنة بين طياتها ؟

صلاة الجمعة الموحدة ….ظاهرها جميل وباطنها مخيف والفتنة بين طياتها ؟

ان الاستعدادات قائمة على قدم وساق وبتوجيه من السيد مقتدى الصدر لاحياء الذكرى السنوية الـ 24 لصلاة الجمعة الاولى التي أقامها والده الشهيد محمد صادق الصدر ان تقام صلاة موحدة في بغداد يوم الجمعة 15 تموز الجاري يشارك بها انصاره ومؤيديه .

كما ودعا القائمون على اقامة هذه الصلاة دعوة ( السنة والاكراد والصابئة والمسيح والشبك وباقي الاقليات الاخرى) للمشاركة بهذه الصلاة العبادية ويخشى الكثير من المراقبين والمتابعين ان تتحول هذه الصلاة الموحدة الى شرارة للفتنة والانتقام والاحتجاجات والتظاهرات والاصطدام بين القوات المسلحة وجرها من احتجاجات سلمية الى مواجهات عنفية .

لقد استنفر كل قادة التيار والموالين للصدر بتحشيد كل مناطق بغداد والوسط والجنوب والاجتماع بعشرات شيوخ العشائر خلال الاسابيع الماضية من اجل ضمان حضور اكبر عدد ممكن من المصلين والدعم اللوجستي والمالي وكافة الموارد البشرية الاخرى وتاجير مئات الحافلات والشاحنات وهذا يكشف ان الصدر يراهن على استخدام كبر عدد من المشاركين في الصلاة .

كما وصرحت المندوبة الامريكية في العراق بعزمها المشاركة في هذه الصلاة كمراقب ومؤيد لاقامتها اما القيادي السني ظافر العاني فقد دعا شيوخ الانبار والمنطقة الغربية بالمشاركة الفعالة والحضور والدعم والتاييد لها وحث باقي المناطق السنية للحضور مراسيم الصلاة كما حصل في مظاهرات تشرين 2019 التي اسقطت الدكتور عادل عبد المهدي .

ان ظاهر الامر هو اقامة صلاة عبادية ولكن تصريح القيادات الصدرية من خلال الاعلام ومواقع التواصل والفيس بوك يضمر شيء اخر هو امكانية الاعتصام او اقتحام او محاصرة المنطقة الخضراء بعد الصلاة وهو استعراض للقوة يصل الى ملايين المصلين تتخللها هتافات احتجاجية رافضة للعملية السياسية الحالية وهي ردة فعل بسبب افشال وانهيار مشروع الحلف الثلاثي ( الصدري السني الكردي ) مما جعل الصدر ينسحب من البرلمان والحكومة .

في حين يرى مراقبون سياسيون ومثقفون واساتذة الجامعات بان اقامة هذه الصلاة بالوقت الحاضر هو للتخفيف وصرف انظار الشارع العراقي عن زيارة بايدن للمنطقة واقحام العراق بمشاريعها التوسعية في منطقة الشرق الاوسط ومحاولة الضغط على ما تبقى من الدول العربية للتطبيع .

ان هذه الزيارة تحمل في طياتها مخاطر تهدد استقرار المنطقة ابرزها محاولة خلق ناتو جديد خاضع لسيطرة اسرائيل والتدخلات في شؤون البلدان واقحام العراق بهذه المعاهدة ،، على السيد مقتدى الصدر استغلال هذه الصلاة للتنديد بالاعتداءات التركية على العراق وكذلك بزيارة بايدن وحث حكومة الكاظمي بعدم المشاركة بمؤتمر السعودية التطبيعي مع اسرائيل وابعاد العراق عن هكذا اجتماعات تحمل اجندة تخدم مصالح امريكا واسرائيل وحلفائهم .

ان الكاظمي يتحرك بخطوات مشبوهة وينفذ المشاريع الامريكية والاسرائيلة والاستعمارية ويجر العراق للتطبيع مع اسرائيل ان القمة العربية التي حصلت بين العراق ومصر والاردن فيها الكثير من الشبهات ومنها انبوب العقبة وصولا لمصر واستنزاف لموارد العراق ولايعرف الشعب العراقي عن اثاره الغير معلنة .

ان البرلمان العراقي مقصر في محاسبة الكاظمي وتحركاته المشبوه وكذلك القيادات السياسية العراقية هي الاخرى مقصرة في محاسبة الكاظمي وما يقوم به من زيارات او جولات عربية تضر بالعراق وتكبله باتفاقيات ومعاهدات مضرها على العراق كثر مما تنفعه والامل معقود بالخيريين من ابناء العراق الذين بيدهم مستقبل بلدهم وزوال الخونة والمقصرين الذين يقفون ضد عجلة التقدم .