23 ديسمبر، 2024 6:55 ص

أبوهاشم الحسيني كما يحلو له أن يلقب طالب البحث الخارج في الحوزة العلمية المقدسة, صاحب الخلق الرفيع والنفس الكريمة, السيد عبدالرضا الفياض, الذي أنتشرت صوره مع مجموعة من رجال الدين المجاهدين على مواقع التواصل الأجتماعي.أول ماتشاهده تجد عذوبة الجنوب ترتسم على محياه, حلو المعشر, صاحب غيرة علوية وشجاعة هاشمية, أخلاق حسينية, علوم محمدية أكتسبها من الحوزة العلمية, تحت أيادي كبار أساتذة الأخلاق والفقة الحوزري.
بعد فتوى الجهاد الكفائي, التي أعلنتها المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف, تسابق العراقيوان, الى تلبية ذلك النداء العلوي, في الدفاع عن بيضة الأسلام, التي كانت مهددة بفعل الأجتياح التتري الداعشي, لثلثي أراضي البلاد والتي أصبحت تهدد الأرض والعرض والمقدسات, رجال الحوزة العلمية كانوا السباقين, الى المبادرة في حمل السلاح والدفاع عن البلاد, عملوا كخلية نحل وبسرعة البرق نظموا وسلحوا أنفسهم لتبدء ملحمة رجال الله في الميدان.
تشكلت لجنة التعبئة والأرشاد في الدفاع عن عراق المقدسات, من قبل فضلاء الحوزة العلمية وليكون “صقر ال فياض” أحد أعضائها, والفعالين فيها, لتبدء صولات اولئك الرجال, الذين توسدوا تراب السواتر, ولبسوا القلوب فوق الدروع,لتكون جرف النصر هي مفتاح النصر بالنسبة اليهم وأحدى أبرز محطاتهم الجهادية, وليذيقوا أعداء الأسلام والعراق, بأس صقور المرجعية.
قضاء بلد وتحديدا منطقة”سيد غريب” محطتهم الثانية, والتي كانت بؤرة للمرتدين الداعشين, ليالي وايام وهم يقاتلون لا تغمض لهم عين ولايرمش لهم جفن, ولايرتاب لهم قلب, فوج بقيادة الشهيد مشتاق الزيدي, يذيق الأعداء ضربات موجعة, مواجهات في شوارع مكشوفة, لا خوذة تغطي الراس ولادرع يحمي الصدر, قلوب عامرة بالأيمان هي من تقاتل.أطلاقة غادرة في الرأس تؤدي بالشيخ مشتاق الزيدي الى رحاب الرحمن, وليترجل فارس مغوار وبطل همام من صهوته ليلتحق بركب الشهداء والصديقين, أبو هاشم الحسيني وفي كمين غادريقاتل بشراسة لا يستره عن الأعداء سوى عمود”كهرباء” في منتصف الشارع, أصابات بليغة في كلتا يداه, وصدره, وهو ينزف لايتوقف عن دعم المجاهدين بالصوات وشعاره المشهور”وينهم بيت أبوهاشم”.
مستشفى الكاظمية التعليمي, وفترة علاج دامت ستة أشهر داخل وخارج العراق, لتبدء مرحلة جديدة في حياة “صقر ال فياض”, تكليف بمتابعة ملف الشهداء والجرحى, ومتابعة شؤنهم وأحتياجاتهم, مهمة جديدة بعيدة عن أزيز الرصاص الذي يطرب سمعه, ورائحة البارود التي يحب عطرها كأنها رائحة ورد يتراقص عليه ندى الصباح, ومع خطورة هذا الملف وأهمية, لا أنه لايشفي غليله, فبعث ولده البكر الوحيد الى خط النار ليكون ممثلا عنه, في سوح الجهاد لتبدء رحلة الأب ولأبن, قلبه يعتصر وهو يشاهد تلك اللوحة الفنية للمجاهدين, فبدء يطالب بمهمة وتكليف جديد, وهو أيصال المساعدات الى المجاهدين حتى يشم تلك الرائحة والعطر الجميل من جنود الله, رائحة البارود.
وسام جديد يناله عندما أشترك في معركة تحرير بيجي, أصابة أخرى, ولكن هذه المرة رفض أن يخلى من أرض المعركة حتى تحريرها, وتحقيق النصر, وبين جبهة واخرى, متابعاً لملف الجرحى والشهداء, والأيتام صقر لايتوقف على مدار الساعة يقاتل, يتصل متابعا لأحوال المقاتلين, وشؤن عوائلهم حتى باتت عيناه تتحصر على النوم.
محطة أخرى مع قوة النخبة الحوزية, في معركة الفلوجة, قتال شرس مواجهات عنيفة, قافلة من الشهداء والجرحى, يودعون ولكن لايتوقفون, حتى فتحت الفلوجة على أيدهم مع باقي الفصائل المجاهدة والقوات الأمنية, ليبدء رحلة جديدة في متابعة ملف عوائل الشهداء والجرحى, نموذج لقصة مجاهد من أبطال الحوزة العلمية المقدسة, “صقر ال فياض.