18 ديسمبر، 2024 6:24 م

المطي “اي الحمار” هو من اشهر الحيوانات التي توصف بالغباء، وهذا خطأ شائع، وليس بصحيح، وقد ارتفعت بورصة اسمه واصبح كنار على علم، في الاشهر الاخيرة والسنوات الاخيرة، خصوصا عندنا في العراق.
حينما يظهر اي سياسي عراقي من على احدى الفضائيات، وما اكثرها، يتحدث، ويصرخ، ويعربد، ويخيط ويخربط، ويتهم او يدافع عن كتلته وحزبه، الا وتكون ردود الافعال من قبل المواطن التعبان بسبب هذا السياسية، قوية جداً، فما يكون منه الا ويقول: انه “مطي”، واحيانا يضاف لها “وابن مطي”، والمواطن، بهذا له كل الحق، لأنه اصبح يدرك ويعي، بأن هذا السياسي وامثاله بات يضحك على الشعب، وبعد اليوم لن تنطلي عليه هذه الاكاذيب والكلام الفارغ الذي “مايوكل خبز” فالكل وعى وفهم اللعبة، وأن هذا السياسي بات كذبه على الناس مكشوفا، فهو يسرق اموالهم بعدة ذرائع وكل هذه الذرائع اصبحت قد تعرت امامه.

وكلمة مطي اصبحت اقرب الى مخيلة ومفهوم المواطن اكثر من سواها ليعبر فيها عن تذمره، فيلصقها بهذا السياسي كتعبير مباشر ليس يحتاج الى تفكر او تأني. والسياسي بدوره لم يعد متذمرا من هذا الوصف الذي وصفه به المواطن، بل بالعكس بات يفرح، وينفش ريشه كالديك الرومي “علي شيش” فيمشي متبخترا كتبختر القائد العسكري بين صفوف جنوده.

السياسي، كأنه ادرك السر المكنون لدى المطي، وتيقن بأن المطي مظلوماً، وانه ليس بغبي، وما هذه الصفنة الطويلة التي يطلق عليها بعضهم بانها “صفنة مطي” الا فلسفة وتفكر تدل عن قضية شغلت بال المطي ويبحث عن حلول جذرية لها تخرجه منها باقل الاضرار، أن كانت ثمة اضرار تعتري تلك القضية التي ارهقت كاهل صاحبنا المطي، وليس صاحبنا السياسي. فبات يفرح حينما يسمع أن المواطن اطلق عليه صفة مطي، ادراك السياسي هذه القضية والتي توصل اليها بعد دراسة معمقة جاءت من خلال كثرة صفناته فتيقاً بأن المطي حيوان ذكي – لا غبي. الامر الذي جعل من المواطن أن السياسي الذي يقوده بأنه مطي بامتياز، حتى أن هناك اسماء والقاب وكنى كثيرة للمطي، منها انه يكنى ابو “زنيهر” ابو “آذان الطويلة” ابو “صفنة” والى غير ذلك من الالقاب والصفات، التي يتمنى بعض السياسيين أن يحصلوا عليها.

نعم، ان المطي يصفن كثيراً لعله يجد الحلول الناجعة، والسياسي لا يصفن كثيراً ولا يجد حلولا تصب في مصلحة المواطن العراقي وتجديه نفعاً، حتى فقد ثقته في كل السياسيين. والحمار بهذا، اعني المطي، ارتفع “سوكه” وصار معظم السياسيين يتمنون فلسفته، او قل صفنته، كونها صفنة مطي.

ملاحظة: هناك دراسة تقول: ان الحمار اذكى الحيوانات والخروف اغباها.