23 ديسمبر، 2024 6:08 ص

صفقة الولاية الثالثة والدم الرخيص

صفقة الولاية الثالثة والدم الرخيص

ثمان سنوات من الكر والفر واللعب على حبال الزمن والتسويف والتقنين والتفنن في اصطناع الأزمات واختلاق الكوارث  كافية تماماً لأن يكتسب فريق المالكي السياسي والأمني والميليشياوي الخبرة التامة واللازمة للظفر بالولاية الثالثة بمجهود بسيط جداً بالنسبة له نظراً لما توفره المعطيات الحالية للمالكي من سيطرة على أكبر رأس مال في الشرق الأوسط ألا وهو نفط العراق وخيراته  وكذلك سيطرته التامة على مفاصل الدولة العراقية وخصوصاً  القضاء و الجيش والشرطة والميليشيات وأخيراً نجاحه في كسب استعطاف المرجعية التي بادرت في اعلان دعمها الكامل له من خلال اصدارها الفتوى الأخيرة بالجهاد الكفائي الذي سخر له كل جهود ابناء المذهب الشيعي , لذا فأن حركة يوم أول أمس التي قامت بها  قوة خاصة تابعة لمكتب المالكي حسب شهود عيان تتكون من اكثر من 17 الى 19 عجلة حكومية مرقمة بأعتقال رئيس مجلس محافظة بغداد السيد رياض العضاض العضو البارز جداً في مؤسسة الحزب الأسلامي العراقي المنضبطة جداً والمنضمة على صعيد عالي جداً من الحزبية والمؤسساتية ثم الاعلان السريع من قبل جميع الجهات الحكومية والأمنية عدم مسؤوليتها عن الحادث وأن رئيس مجلس محافظة بغداد لم يكن مطلوباً لجهة أمنية حكومية مطلقاً , هذه الحركة جعلت مؤسسة الحزب الأسلامي تدخل في حالة طوارئ قصوى وخصوصاً بعد أن تبوأ احد ابرز قياديها الدكتور سليم الجبوري منصب رئيس مجلس النواب الجديد بناءاً على اتفاق الكتل السياسية الفائزة في انتخابات 2014 على تسليمها للأتحاد الذي اعلن الجبوري عن تشكيله كممثلاً عن العرب السنة في العراق , هذا الامر جعل الخطة تجري حسب ما يشتهي المالكي تماماً وكما قد خطط له فقد جعل رئيس مجلس النواب يبادر فوراً الى طلب لقائه شخصياً وحسب ما يريد حرصاً منه على حياة أحد ابرز الشخصيات البغدادية المنتمية الى مؤسسة الحزب الأسلامي التي تقدس حياة أبسط أفرادها خلافاً لكل أرواح العراقيين من العرب السنة الغير منخرطين في هذه المؤسسة وجعله يتوسله لأنقاذ العضاض فوراً وقد تداولت الاوساط تفاصيل اللقاء السري الذي جرى في اروقة مجلس النواب من تعتيم اعلامي و لقاء فردي حتى أنهم قد اوصلوا لنا بان اللقاء قد شهد مساومة علنية  بعدم التفريط بحياة العضاض مقابل حصول الدعم الكامل من قبل اتحاد القوى السنية للمالكي في البرلمان من أجل فوزه في الولاية الثالثة , وما أكد ذلك فأنه بعد اطلاق سراح العضاض كان قد صرح هو والسيد رئيس مجلس النواب بان اطلاق سرحه قد تم بتدخل شخصي من المالكي الذي ضغط بدوره على قائد ميليشيا العصائب السيد قيس الخزعلي الذي أعطى الأمر باطلاق سراحه فور انتهاء لقاء جمع بين المالكي والجبوري هذا الامر يعيد الينا سيناريو صفقة أجريت في أربيل بين قيادات القائمة العراقية والمالكي للفوز بالولاية الثانية والتي تضمنت رفع قرارات الاجتثاث بحق اربع من قيادات القائمة العراقية وبعض التفاصيل التافهة التي لم يحققها لهم المالكي بعد فوزه بالولاية الثانية , نأمل من هنا أن نقدم رسالة واضحة وصريحة للسيد رئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري بأن حياة ألاف العراقيين اغلى من حياة السيد رياض العضاض ليس انتقاصاً من شخصه الكريم ولكن لابد من أن نضحي بشخص مقابل سلامة الالاف التي لو استمر المالكي واعطيتموه دعمكم للفوز بالولاية الثالثة فحتماً سنخسرها  , حكم ضميرك أيها الجبوري السليم وكن على قدر ثقة أهلك بك ولا تخيب ظنوننا بك ,