23 ديسمبر، 2024 5:58 م

صفقة المطلك … وصفعة حنظلة !!

صفقة المطلك … وصفعة حنظلة !!

على أيامنا … عندما كانت قناة 7 تعتبر بذخا في الإعلام المرئي التلفزيوني العراقي أمام وجود القناة الأم 9 !!! … وعندما كانت الإعادة للفلم على شاشة التلفزيون بعد مدة لا تقل عن شهر مرة ثانية تعتبر بمثابة العرض الأول له من جديد !!! … ( ولا عجب مع وجود القناعة آنذاك ووضوح أولويات الحياة بعيدا عن سجن الفضائيات اليوم ) … ترسخت في أذهاننا أفلاما ومشاهد لا يمكن نسيانها … بل وأثرت حتى في رسم معالم حياتنا وتركيبة نفوسنا .
     ومن تلك الأفلام المؤثرة والتي كنا نشاهدها لأول مرة في كل شهر تقريبا !!! … مع تنوع المناسبات الدينية والأحداث الحزينة ( ويا مكثرها ! ) … فلم فجر الإسلام ذلك الفلم المسكين الذي لم يقبل ( الظلمة ) طلب إحالته على التقاعد من الخدمة في التلفزيونات الأرضية ومن ثم القنوات الفضائية بعد أن قضى فيها أكثر من نصف قرن متنقلا بين شاشاتها من دون كلل أو ملل ! …  خاصة وقد قدم أعذاره المقنعة في ظهور أجيال جديدة من الأفلام والمسلسلات المشابهة وبتقنيات متقدمة وإمكانيات هائلة لا يمكن مقارنتها مع قدرات الأيام الخوالي !!! .
     والغريب ما تبين لنا من أن السيد المالكي كان واحدا من أولئك الظلمة الحريصين على عرقلة طلب التقاعد للمسكين فجر الإسلام !!! … ليس فقط من باب حقده على شريحة المتقاعدين القدماء في العراق مثلا … أو من باب فطرته التي فُطر عليها بعرقلة كل ما هو بصالح العدل والإنصاف … ولكن لسبب خفي غامض كشفته أحداث الأزمة الأخيرة التي تدرج المالكي في تجاوزها من سحب الثقة إلى الإستجواب البرلماني ثم إلى ورقة الإصلاح … والتي تبين أنها لم تكتب أصلا وإنما ما زالت عبارة عن مجموعة أفكار عن الإصلاح بمخيلة الإشيقر رئيس تيار الإصلاح ( الذي لا ينتظر عاقل عراقي منه صلاح ولا فلاح بعد الإستئصال الذي ظهر منه وفاح !!! ) … وما رافق هذه الأحداث من قفزة متوقعة من قرقوز القائمة العراقية صالح المطلك في اللحظات الأخيرة … من مركب العراقية الآيل للغرق … إلى مركب يسعى المالكي أن يجعله سفينة ( نوح – 2 ) لخلاص العراق من طوفان التعايش والعدالة نحو بر الطائفية والعبودية للمشروع الفارسي !!!  .
     نعود ونقول : لقد تبين أن العلّة في حرص المالكي على إستمرار عرض هذا الفلم تكمن في واحد من أكثر مشاهد هذا الفلم عبرة وعضة … والتي يحرص المالكي على ترسيخ مفهومها عند العراقيين عامة وعند قيادات الكتل السياسية خاصة !!! … حيث يظهر في ذلك المشهد أحد عتاولة المشركين من قُطّاع الطرق وهو يطلب من عبده المسمى ( حنظلة ) أن يوزع السبايا من النساء على ( السلاّبة ) وقد عادوا من غارتهم على إحدى القوافل ! … وما كاد حنظلة العبد ينهي قسمته ( التي راعى فيها بعض الإنصاف ) حتى قفز من شدة الصفعة التي جاءته من سيده ( السلاّب ) آمرة إياه باعادة النظر في قسمته !!! … فسارع حنظلة ( المصفوع ) وقد إعتدل ميزان الجاهلية عنده إلى إعادة توزيع النساء  فقال : ياسيدي هذه لك في الصبوح وهذه لك في الظهيرة وهذه لك في العصر وهذه وهذه … فتعجب القوم من هذه القسمة ! … وقالوا : من علمك هذه القسمة الحسنة يا حنظلة !!! … فقال : علمتني صفعة السيد لحنظلة !!! .
     نعم أيها السادة … هكذا هو المشهد اليوم … فبعد أن أوقف المالكي عن القرقوز المطلك معونته الشهرية ومقاولاته المشبوهة التي كان يستعين بها على جلساته التأملية الليلية برفقة أمثاله من المخمورين ! … ولوح له بامكانية طرده من منصب النائب لشؤون الأنقاض والوعود الكاذبة !!! … لم يتحمل القرقوز الوضع الجديد فقفز هاربا من زاوية الوطنيات والمبادئ ( التي لا تؤكله خبزا … ولا تسقيه خمرا !!! ) … إلى خزائن المالكي معلنا صفقة بيع الأمانة وإعلان الخيانة … متناسيا حقوق المساكين الذي ضحوا بدمائهم ليكون مثل هذا النكرة قائدا سياسيا في دولة اللاقانون ومطالبا عن حقوقهم المسلوبة ! .
     هي ليست المرة الأولى التي ينتقص فيها مثل هذا الناقص من قدر ناخبيه … ولن تكون الأخيرة بالتأكيد … ما دام المالكي جامعا لعناصر القوة والمنعة بيديه … وما دام أمثال المطلك من الرخيصين هم من يمثلون حقوق المساكين والمهمشين والمستأصلين … وكأني بحنظلة المطلك أمام المالكي وقد رفع صوته ( متورطا ) في المطالبة بحقوق الناس المغتصبة وحرية أولادهم المغيبين في دهاليز السجون وبالدعوة لإعادة التوازن في أجهزة الدولة … وقد لبس لباسا هو ليس بلباسه … وحاول أن يتشرف بامانة لم يُخلق لها مثل ظهره المكسور بالفساد والتبعية … وكأني بالمقابل أرى المالكي يصفعه بسياط قوته وتلفيق ملفاته وهوان منافسيه  … فينتبه القرقوز … ويعتدل ميزانه كما إعتدل ميزان حنظلة بالأمس ليقول : إن الحقيقة أيها العراقيون أننا نحن من ظلم دولة القانون !!! … فنسبة الـ 2% من تواجدنا في القيادات العسكرية والأمنية يجب ان نخفظها حتى لا نتعدى على حقوق غيرنا ولا نأخذ أثر مما هو لنا !!! … ويجب أن نوفر عوامل الراحة النفسية للمعتقلين الأبرياء من خلال إلقاء القبض على إخوانهم أو ذويهم ليؤانسوهم في وحدتهم في غيابات السجون ! … وأن نسارع إلى تصنيف العراقيين إلى طبقات ودرجات تمتد إلى الدرجة الثالثة والرابعة بدل الوقوف عند مواطنين من الدرجة الأولى وآخرين من الدرجة الثانية فقط !!! .
وإن كانت صفعة المالكي هذه  قد أعادت حنظلة المطلك  إلى أصله وعمالته … فلا أدري هل ستعيد هذه المواقف المخزية المتكررة ناخبي ومؤيدي وجمهور المطلك إلى رشدهم ووعيهم ليرموا به وبأمثاله إلى حيث يستحقون غير مأسوف عليهم … وإن غدا لناظره لقريب .