23 ديسمبر، 2024 5:37 ص

صفقة القرن وكل قرن.!

صفقة القرن وكل قرن.!

في مقال لي قبل مايقرب من عام عنوانه(خدعة الحرب على ايران) وكان حينئذ كما يخيل للمتوهم ان امريكا واسرائيل وايران سيدخلون حربا طاحنة ..قلت حينها : ان كل مايجري هو تمهيد لاعلان صفقة خطيرة حول فلسطين ..بجانب حلب اموال العرب ، وتوقع مثلي كثيرون ،،كان كل شيء واضحا الا لمن يعاند او لايريد ان يبصر..والان اعلنت واصبحت حقيقة ،،وكان يجب ان يحدث هذا قبل ان يغادر ترامب البيت الابيض فهذا الرجل هو حصان الصهيونية العالمية الرابح و( الجامح) ..
والان وقد حدث ، فلست ارجو من العرب وقادتهم فضلا عن المسلمين استرجاع فلسطين ،،فهذا امر فرغنا منه وعودتها بحاجة الى تقديرات الله وصدق النبوءات وعودة المعجزات ..ولكني انبه نفسي ومن يدين برايي وابناء جلدتي والاجيال الصاعدة ان القادم امرّ ّ واسرائيل الكبرى حقيقة وليست حلم ولمن لايصدق ساسوق له دليلا بسيطا وهو ان وجود اليهود في جزء بسيط من فلسطين كان تخطيطا حقيقيا وكان العرب قبلنا يسخرون منه ويقولون انه حلم ولكن كانت صفقة القرن التاسع عشر ،،ثم ظنوا ان اعلان اليهود دولة في اسرائيل انما هو حلم فكانت صفقة القرن العشرين ،،ثم تمنوا ان الغاء حل الدولتين والغاء فلسطين من الخريطة مجرد خيال فكانت صفقة القرن الواحد والعشرين ،،
اليهود لايحلمون بل ينفذون ..مثلهم مثل امم العالم الاخرى القوية التي ارعبت مناماتها وعورة الجبال ووحشية الغابات فلم يناموا حتى صنعوا دولا تحميهم من البرد والهوام وصراع الطبيعة..العرب وحدهم من يحلمون و ذلك ان الصحراء الهادئة والسماء الصافية والجو الدافيء يساعد على النوم الهانيء والاحلام السعيدة فلن يستيقظوا من حلمهم الا على مصيبة او غزو من عدوهم..
وقد ايقظهم محمد عليه الصلاة والسلام يوما وصنع منهم امة وسار على نهجه صحبه ونشروا دينه ثم مات وماتوا ومات رجال العرب..وعاد البقية الى احلامهم ولكن في الفنادق والقصور الهانئة هذه المرة وبمساعدة البترول ..الذي لن يجف قبل ان يجف نوم العرب ليجدوا ان اسرائيل الكبرى تحققت في صفقة القرن الثاني والعشرين ولن يعود هناك عراق ولا مصر ولا فرات ولا نيل ..ان لم يتداركوا انفسهم ،والله المستعان.