23 ديسمبر، 2024 10:23 ص

صفقة القرن والأطماع التركية

صفقة القرن والأطماع التركية

يتحرك العالم سريعاً هذه الفترة، ترافقهُ أحداث بعضها مُبهم والآخر يبعث على التساؤل.. تلاحقها تكملة لمشاريع ومؤامرات تُحاك بالخفاء، بعضُها يَطفوا على السطح.

بين تلك الأحداث فايروس “كورونا”، الذي بدأ يفتك بالشعب الصيني من جهة، وصفقة القرن التي تبناها ترامب من جهة أخرى، وتداعيات الإتفاق العراقي الصيني، وما لحقه من إعتراض أمريكي حوله، والتظاهرات وتغيراتها بين ليلة وضحاها، ذلك يبيّن لنا مدى الخبث الأمريكي وإلا من أين أتى هذا الفايروس ؟.

بالأمس أعلن الرئيس الأمريكي سيء الصيت، “صفقة القرن” بتأييد بعض الدول العربية, والتي حضرتْ علناً وتناقلتها الوكالات العالمية، وربُنا وحدَهُ يعلم كَم مُؤيد بالسِر.. ولم نرى في الأخبار الإستنكار سوى من إيران والعراق واليمن وسوريا، وتقوم هذه الصفقة المشبوهة على ترحيل الفلسطينيين خارج بلادهم! وبقاء من هو على هوى إسرائيل، لتنعم هذه الدولة اللقيطة بالأمان من المقاومة .

أخبار من هنا وهناك، تبين أن هؤلاء الفلسطينيين الذين سيتم ترحيلهم سيكون العراق سكنا لهم، والمكان المنتخب هو محافظة الأنبار بالتحديد، كما حدث سابقاً وتم تسكينهم مشردين في الأردن ولبنان وسوريا وباقي الدول العربية، نتيجة عمالة الرؤساء العرب وخيانتهم للقضية وجعل فلسطين تحت مطرقة الكيان الغاصب، وهذا متوقف على الفوضى التي ستؤدي الى تقسيم العراق لأقاليم .

من الذي إتفق مع الجانب الأمريكي بتسكين الفلسطينيين في العراق؟ ومتى حدث هذا الإتفاق؟
لنكون بالصورة على الحكومة مصارحتنا علناً، بأي وجه يتفق فلان حول هذا المشروع لعيون إسرائيل، التي عملت ما عملت في العراق، من إغتيالات وتخريب وفوضى، واليوم يجب مكاشفة الشعب العراقي، بمن هو الشخص الذي إتفق أو وافق دون علم المواطن العراقي، الرافض لترحيل الفلسطينيين من بلادهم .

المملكة السعودية وبتصريح علني.. لا تؤيد خروج القوات الأمريكية بعد تصويت البرلمان، وكأنهم أوصياء على العراق والتصويت واضح حول خروج كل القوات دون إستثناء، وبعد تصريح الجانب الأمريكي حول رفضهم الإنسحاب، خرجت الجموع العراقية بالملايين مطالبة المحتلين الخروج، وإلا سيكون الخيار العسكري قائماً.. وهذا ما أربك الجانب الأمريكي كثيراً، وبدأوا بالحجج الواهية وإبداء المماطلة، علهم يجدون مؤيد، وتظاهرات الجوكر أفرزت بعض منهم .

الجانب التركي مصر على ركوب الموجة، ليظهر قوته لعله يحصل كما أمريكا على الاتاوات من الخليج، فمرة تراه يتدخل في الجانب العراقي، ومرة في سوريا، وإحتلاله أراضي شاسعة، ويشتكي من جانب آخر من الجيش السوري، خشية دخولهِ بمعارك معه، وهو يحرر أراضيه من الإرهابيين، ناهيك عن دعم الجانب التركي الواضح لتلك المجاميع، وآخرها التدخل في ليبيا، ودعمه لجانب معروف وهو المشكلة في إستدامة القتال الدائر .

يُطالب حزب التنمية الذي يرأسه أردوغان، بولاية الموصل وكركوك النفطية، وحسب إدعائهم أنهم وحسب إتفاقية لوزان، يجب إستعادتهم متناسياً أنه يخالف تلك الإتفاقية، التي أُبرمت في القرن الماضي والحدود المرسمة الحالية، غير قابلة للتغيير مهما أُريقت من دماء، ويبدوا أن الإرهابيين الدواعش كانوا ممهدين، لما القاه أحد أعضاء حزب العدالة والتنمية، وجعل المحافظتين المذكورتين أعداد تضاف للولايات التركية، حالها حال لواء الإسكندرون السوري، الذي تم الحاقه وضمه بالحيلة والمكر .