23 نوفمبر، 2024 2:20 ص
Search
Close this search box.

صفقة السلام المقرقش بالسمن الصهيوني : إفلاس ديني وأخلاقي !

صفقة السلام المقرقش بالسمن الصهيوني : إفلاس ديني وأخلاقي !

لكي تستمر وسوسة الحلي في حياة سلالة الحكام الأعراب التي أختاروها في صحراء سواحل القرصان كما كانت تسميها بريطانيا قبل إتحادهم بعقود( الإمارات حاليآ ) , وبعدما مَردوا على جعل مدنهم لعقود مضت كنيفآ لفنادق الرذيلة والطرب والفاسقين وسراق المال من المسؤولين الحكوميين الذين يودعون أموال شعوبهم المظلومة في بنوكها العاهرة مع أموال المقاولين العملاء من شتى أقطار العالم المقيمين بأحضانها أو يغسلونها لهم تحت غطاء الإستثمار وقناع الدين وحمايتهم من قبل أجهزتهم الأمنية بلا خجل من تأريخ أسلافهم وأمتهم العريقة .
بعد كل هذا الإنحراف عن المباديء , لجأ أصحاب السمو الى مصافحة الصهاينة بنفوس صاغرة للطمع والمصالح الدنيئة لإدامة روح الفساد في عهد الشباب ولذاته في القصور بما أحتوت من مخادع مترفة , ظانين ان النعيم يدوم وأنهم في منأى عن الأمراض والأحزان والبلاء والموت وعن الزمن الخئون .
هذا السلوك والتعامل الأقتصادي الفاسد لايتبعه في حقيقة الأمر أي قائد مسلم في قيادة وإدارة مجتمعه , بل هو إعراض عن الأيمان إن فعل ذلك , والقادة الأعراب وأصحاب السمو في الإمارات يفقهون ذلك إلا أنهم باتوا يؤمنون به ويسرفون في رعايته خلافآ لقول الحق : ومنهم من يؤمن به ومنهم من لايؤمن به وربك أعلم بالمفسدين ( يونس 40) .
فهاهم يوغلون بقلة الحياء من الله فإختاروا أن يكونوا داعمين ومناصرين وأقرانآ للصهاينة ونموذجآ حديثآ لأمة المغضوب عليهم التي وردت بالقرآن من خلال التطبيع معهم بعقد صفقة السلام المخزي مقابل عدم ضم اجزاء من الضفة الغربية من قبل الكيان الصهيوني الى اراضيهم المحتلة بحسب زعمهم .
وهذه بالطبع ذريعة باطلة وكذب على المكشوف , إذ أن الكيان الصهيوني نفسه كذبها وعلى لسان نتنياهو الذي صرح أن صفقة السلام بينهم وبين دولة سواحل القرصان هي محض سلام مقابل سلام فقط , وبهذا أماط اللثام عن هذه الذريعة الكاذبة , وهذا إن دل على شيء إنما يدل على ضحالة السياسة التي يتبعها حكام السواحل التي لاترقى الى حجم ومستوى التطور الذي بلغته دولتهم في تجميل البلاد بالصروح العمرانية المتنوعة , ويستدل من ذلك أيضآ أن العقول التي صنعت هذه التنمية والتطور إنما هي عقول غربية ويابانية وصينية فحسب.
ومن خلال هذه الذريعة الكاذبة , نرى أن صفقة السلام هي طعنة في ظهرالقضية الفلسطينة وخيانة عظمى , وأن مايدعون اليه حكام السواحل من إصلاح لصالح الفلسطينيين إنما هو مسرحية بائسة تشبه الى حد بعيد ذريعة ومسرحية الغزو البعثي للكويت .
وقد نبه القرآن الكريم عن هؤلاء المدعين والغارقين بالفساد بالآية الكريمة : إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون , ألا إنهم هم المفسدون ولكن لايشعرون ( البقرة 14) .
الشارع العربي يتسائل : هل أحترق قلب الأعراب أخيرآ على فلسطين ففزعوا لحمايتها من الضم ؟! أم هناك نقاط في الصفقة تم التكتم عليها وكانت وراء الصفقة ؟ وماهي ؟
وأين كانوا من قبل على تغيير مسار نضال الشعب الفلسطيني نحو الأفضل وهم قادرون على ذلك بأموالهم وبتبني قضاياهم في مجلس الأمن وهيئة الأمم وتحسين ظروفهم المعاشية وحل مشاكلهم بدلآ من حرق هذه الأموال في حروب صبيانية ضد أبناء عمومتهم في اليمن وتغذية الشقاق بين الأهل في عدن وقتل الأطفال بإيقاد حروب جديدة في ليبيا وفي الصومال , أم يا ترى أفلسوا الآن أخلاقيآ ودينيآ وربما إقتصاديآ فجاءوا الى هذا الخيار؟!
نعم فقد أفلست قلوبهم من الدين والأخلاق أولآ وأرهقوا خزائنهم بالصرف على الحروب وسرقات المستثمرين , وعلى رأسهم الهندي ” بي آر شيتي ” مدير شركة ” أن أم سي هيلث ” وشركة الإمارات للصرافة والخافي من الفساد أعظم , وضاقت بهم الأرض في جائحة كورونا ثانيآ , والمفلس الفاسد في آخر مناوراته من اجل ان يحيا الحياة التي إختارها , يلجأ الى بيع الحلي الموسوسة الخاصة بأهله مندفعآ بأنانيته ليستمر بلياليه الحمراء وأحيانآ يضطر الى بيع دينه ومبادئه وهذا مافعلته دولة سواحل القرصان المتحدة بسبب الإنحطاط الذي أوصلها اليه حكامها فباعت القضية الفلسطينية بدراهم معدودات.
إذآ هم أفلسوا ومن أجل أن يستعيدوا وسوسة الحلي في أقدام جواريهم والحصول على التكنولوجيا الحديثة في مجال الأمن لحماية مصالحم الفاسدة , تراهم لجأوا يتوسلون الصهاينة على قبولهم بعد أن نبذهم العرب بسبب فسادهم وتدخلاتهم غير المشروعة في شؤون الدول, إلا من ثلة منهم الذين ابتلاهم الله بحكام عملاء وفاجرين مازالوا يقفون في الطابور على أبواب نتنياهو ينتظرون تبادل كؤوس الذلة معه وفي مقدمتهم السودان التي انفضح ماتضمره بهذا الإتجاه .
كل هذا من أجل بناء حضارة غربية مزيفة لاتلتقي بشي مع شرائع الدين الإسلامي التي تدعو الى الفضيلة وإحترام النفس الأبيّة , بينما الحضارة التي أسسوا لها إنما هي في حقيقة الأمر مركز ومجمع كبير للقواعد العسكرية والسفارات الغربية والمخازن والمولات ومحطات الوقود المجهزة بالمجمعات السكنية وخطوط المواصلات والوسائل الترفيهة التي تم انشائها بعقول وعمالة اجنبية جاعلين اللغة الإنكليزية لغة الفاسدين الرسمية في هذا المجمع دون العربية . كل هذا من أجل خدمة الغرب وتعزيز سلطانهم في عيش لايدوم ودنيا فانية على حساب الدين والأخلاق وهيبة وكرامة الشعب .
الا ” تبّت يدا أبي لهب وتبَّ ما أغنى عنه ماله وما كسب وإمرأته حمالة الحطب” . بهذه الآية يخاطب الحق أبا لهب الذي رفض أن يكون على حد سواء مع المسلمين الأوائل فخرج عن الدين . وهكذا خرج حكام السواحل عن الدين بخروجهم عن الصف العربي في مناصرة الشعب الفلسطيني المسلم الذي أعطى آلاف الشهداء في سبيل البقاء على عهد الله الذي قال : يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق ( الممتحنة 1 ).
ويأتيك من لايفقه بالسياسة ولا بالدين فيقول أن ذلك قرارسيادي !
أي قرار سيادي هذا الذي يلجم النقاد والمراقبين عن إدانته وهو هجين , لم يخرج من رحم الشعب ولا يتوافق مع الدين في السمع والطاعة ولامع القيم والأخلاق , بل هو رأي سياسي لفصم سوار الجمع العربي وإيغال الأذى بالشعب الفلسطيني المظلوم لأنه بلا إرادة للشعب , وبلا تصويت , أو إستفتاء على الورق , أو بالأنترنت ليفوز بأضعف الأيمان , وهو قرار فئوي وبصوت الإرادة الأميرية المنتخبة المطلق الذي طغى كما طغى سالفيه على صوت الحملان .
لذلك اتاح للنقد ان يكون لسانه لاذعآ فبئس هذا القرار وبئس قوسكم العربي وبئس سهمه الضال وبئس أكسية الخزي التي تركضون بها كالجمال وهي ترغي لطلب مودة اليهود اعداء الله .
ويأتيك آخر من يدعي الليبرالية والديمقراطية المزيفة ليقول لك بنغمة المخصيين : كن محايدآ في نقدك وأبتعد عن العبارات الحادة .
نعم الجميع مع هذا المنطق بالكتابة , ولكن للقرار الذي يعبر عن حرقة القلب على الأهل والعروبة والدين ومن أجل إصلاح الشأن وليس مع الحيّاد بالدين الذي يقرر ولايعطي لدينه ولمنظومة القيم التي جاء بها إي إعتبار فيأتي قراره مخالفآ للتعاليم لينال الرفض والإستنكار .
وختامآ , ننصح اصحاب السمو ان يذرون فوق صفقتهم البعر حتى لايصيبها الصدأ من الندى والمطر , وليعلموا أن صفقتهم المقرقشة المعمولة بالسمن الصهيوني هي أسوأ الأعمال التي أنجزوها بلا مخافة الله ,وهم بهذه الصفقة الفائضة عن الحاجة إنما هو إستكبار على القضية الفلسطينية وأختيار للإنشقاق عن مقاومة المحتل والأصطفاف مع أعداء الله بل ومحاربتة وبذلك أستحقوا الآيات التي تلعنهم وتلعن فسادهم الى يوم الدين وهذا إن دلّ على شيء إنما يدل على أنهم في إدارتهم للدولة والشعب لم يبقوا على شيء من الدين والأخلاق في قلوبهم وكانوا بها فاشلين وخائبين أمام شيخهم الخالد الحكيم الذي سلّم لهم القياد ولم يكن ظالمآ وعرآ مع الشعب الفلسطيني بل أبآ لينآ وحنونآ , وصدق الشاعر إذ قال :
ياطيب ذاك الأب لو لم يغب ويا حسن ذاك الشعب لو لم يمت

أحدث المقالات

أحدث المقالات