كثر اللغط والحديث عن صفقة السفراء الاخيرة التي اعدتها لجنة شكلها وزير الخارجية تضم في عضويتها وكلاء متحزبون طائفيون يفتقدون لابسط معايير المهنية والاختصاص والكفاءة في العمل الدبلوماسي، وهذا الوصف انطبق عليهم من خلال النتائج التي اظهرتها مقابلاتهم التي كانت على ما يبدو معدة ومنسقة مسبقاً والا الذين قابلوهم اتضح ان جلهم مخدوعون، اذ كانت غاية اللجنة ان لا يعطوا الحق لاحد بان ينعتهم باية مثلبة او منقصة تخص عملهم ولكنهم فشلوا وايما فشل ذريع مريب مريع.
انا كدبلوماسي سابق متخصص في هذا المجال اردت من خلال هذا المقال ان اضع امام القارئ الكريم عدد كبير من المآخذ على عمل لجنة اختيار السفراء التي بدت وكانها لجنة اختيار ليس لها اي خيار سوى الواسطات والمحسوبيات وعدم النزاهة والامانة في الاختيار. ان مسالة اختيار السفراء في دول العالم وحتى في افريقيا هي مسالة غاية في الاهمية والدقة بمكان، حيث يجب ان يكون السفير من السلك الدبلوماسي ومن المتمرسين في هذا المجال (لا عنده فصل سياسي ولا خدمة صحفية ولا خدمة محاماة ولا ولا ولا) اي (كرير) مسلكي في لهجتنا العامية، وان يخضع لعدة اختبارات منها امنية ومنها ما يخص اهليته وكفاءته العلمية ومنها ما يخص شخصيته وصفاته القيادية يعني مو (طنطميس ميعرف الجمعة من الخميس). ولان منصب السفير هو الواجهة ويمثل البلد في الخارج وفي الداخل ويجب ان يتحلى بصفات وبصمات خارقة تؤهله ان يكون علاقات ناجحة سواء في بلده او في الخارج وان ينحدر من عائلة ومدينة لها اصول كريمة وليس محكوم عليه بجنحة مخلة بالشرف والاخلاق وخالي من شبهات الفساد المالي والاخلاقي. فهل يا حبذا ان قائمة السفراء التي رشحتموها ايتها اللجنة والاحزاب السياسية فيها ولو اثنان يتحلون بما ذكر من الفضائل؟؟؟
تتكلمون عن هيبة الدولة وانتم من تلطخوها وتطعنون بها يوماً بعد يوم وعندما يثور الشعب وثواره تنعتوهم وتقذفوهم بالشتم والالفاظ النابية خسئتم يا شر من اتى الى حكم العراق ويا اخس من حمتلهم البطون فهذا بلدكم تخونوه بكل ما اؤتيتم من قوة بدون خجل ولا وجل وبلا حياء ولم يتبق شيء في وطني الا ما دنستموه باساليبكم القذرة الوسخة التي تنم عن تربيتكم ونشأتكم الاولى.
اود هنا ان اتساءل لماذا يتم اختيار بعض الاشخاص من البرلمانيين الفاشلين والذين تسلقوا الى وزارة الخارجية او من الذين يريدون ان يدخلوها عبر كتلهم البائسة ويحسبون على الوزارة ليتم حرمان ابن الوزارة الذي هو احق بها منه تخصصاً وكفاءة ولياقة دبلوماسية، الا يكفيهم ما جنوه من مبالغ خيالية وفساد حينما كانوا في البرلمان؟؟؟؟ ما هذا الطمع والجشع على المناصب وحرمان ولد الخايبة الذين لا حول لهم ولا قوة سوى انهم لا ينتمون الى كتل واحزاب سياسية فاسدة؟
اخترتم من موظفي الوزارة ممن عملوا في مكاتبكم وهنا اقصد السادة (وكلاء الوزارة) ما هكذا يا سعد تورد الابل، هل كل من عمل معكم يجب ان يكون سفير، للاسف لهم تايخ مخزي هم وعوائلهم والاماكن التي ينحدرون منها!!! اين نزاهتكم ولماذا قابلتم الموظفين الاخرين ما دام انتم اخترتوا من عمل معكم حتى وان كان سيئاً، والغريب انهم من اعوان النظام السابق واباءهم لهم صولات وجولات مع البعث العراقي الذي خرب النسل والزرع، دققوا في تاريخهم وصفاتهم اسالوا عنهم جيداً قد تكون هناك اموراً لا تعرفوها وتجهلوها انتم يا لجنة اختيار السفراء فاقدة الاهلية النائمة الواهمة. الا تستحون!! ترشحون من بقي على تقاعدهم 6 اشهر او اقل، ما الذي سيفعله ويقدمه هذا السفير الا يعد ذلك استهزاءاً بدرجة السفير وهدراً واضحاً بالمال العام وحرمان الموظفين الشباب من هذا الاستحقاق؟؟؟؟؟
هنا اريد التساؤل، هل يكفي ان تختار سفير لجمهورية (العراق) من خلال مقابلة فيديوية عن طريق برنامج (Zoom) ولمدة نصف ساعة فقط!! كيف يمكن لك ان تختار يا سيادة الوكيل وانت لا ترى الشخص المرشح بالعين المجردة كيف تحكم على قوة شخصيته ووقوفه امامك ام انت تخشى من هم اعلم واحق منك بالمنصب، وهل يكفي سؤال ساذج من هذا الوكيل او ذاك لتقرر اختيار السفير، اقسم بالله لم تفعلها دولة من قبل حتى وان كانت ظروف جائحة كورونا وحتى وان كانت هناك عوائق فهذا لا يعذركم من ان تكون المقابلة وجهاً لوجه حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود ولا تشتبه عليكم الامور انك تختار (سفير) اتعلم يا هذا.
اما بعد فاعتقد انه لا بد من الغاء هذه الصفقة الملعونة المشبوهة واعادة آلية الاختيار على وفق القانون والاصول المرعية او ترشيح من داخل وزارة الخارجية تحديداً سفراء بالتسمية ضغطاً للنفقات ورفقاً بالبلاد واعتماد الاصول المرعية في الدول الاخرى وكما يلي:
يرشح لدرجة سفير من هو مستقل (فعلاً) من داخل الوزارة وبالنسبة المنصوص عليها في القانون، لان من هم في الوزارة ينتمون ايضاً الى كتل واحزاب سياسية وهذا واقع مثبت.
لا يرشح من اضيفت له خدمات ما انزل الله بها من سلطان، ويشمل فقط الموظف المتدرج وفق السياقات وسنوات الخدمة الاصولية في وزارة الخارجية حصراً.
تشكل ثلاثة لجان لاختيار المرشح الاولى من السفراء الموجودين (ممن عرفوا بنزاهتهم وحياديتهم) والمتقاعدين في الوزارة، والثانية من اساتذة الجامعات وبالاخص من العلوم السياسية والقانون وعضوين من لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، والثالثة تختص بالشؤون الامنية.
الغاء المقابلات الفيديوية بالذات التي جرت مع الموظفين مؤخراً واعطاءهم الحق في المقابلة وجهاً لوجه من خلال المثول امام اللجان الثلاثة المذكورة اعلاه.
يشمل في الترشيح من مواليد 1968 فما فوق لغرض الاستفادة من خدماته الوظيفية، وتقليل الهدر في المال العام ويتسنى للمرشح ان يقدم خدماته لقاء الرواتب التي سيتقاضاها.
ان يقدم المرشح خطة عمله المقترحة فيما اذا تم تسميته سفيراً لبلاده، باللغات العربية والانكليزية او اي لغة من اللغات الخمس الحية في الامم المتحدة.