ربما كان رئيس البرلمان سليم الجبوري محقا هذه المرة حين رضخ لمطالب أعضاء في دولة القانون بتمرير طلب إقالة أثيل النجيفي من منصبه محافظا لنينوى ، مقابل ضمان بقاء رئيس البرلمان على قيد الحياة !
فالرجل خشي على نفسه من غضبة أحد المتنفذين في مجلس النواب الذي هدده بأن يمرر هذا الطلب او أن يجد رئيس مجلس النواب له وظيفة أخرى خارج اطار الرئاسات الثلاث!!
أما النواب عبد الرحمن اللويزي وعبد الرحيم الشمري وأحمد الجبوري فلم يقبضا من تمرير إقالة أثيل النجيفي سوى مليون دولار لكل واحد منهم، بعد ان كان العرض المطلوب من 3- 5 ملايين دولار لكل واحد منهم، الا ان المالكي ذكرهم بمآثره تجاههم ودفاعه عنهم، حتى انهم تحملوا تهمة انهم ( سنة المالكي ) فخفضوا ( الصفقة ) الى مليون دولار لكل واحد، بعد ان وعدوهم بمكافات ( وزارية ) مقبلة أو مناصب يسيل لها اللعاب!!
ويقول أحد النواب من اتحاد القوى العراقية كان قد أشار الى ان مبلغ المليون دولار الذي استلمه اللويزي لايوازي قيمة ماتحمله اللويزي من ضرب واهانة تعرض لها خلال جلسة التصويت على إقالة النجيفي، وقال انه كان فعل يستحق الأكثر لأنه تحمل كل هذا الضرب وكل هذه الاهانات، وكان من المفترض ان يدفع له مليوني دولار تعويضا عما أصابه من فقدان كرامته بين نظرائه من اعضاء مجلس النواب، الذين سحبوه بصعوبة بالغة من بين الكراسي بعدما تعرض للضرب من احد النواب، وكان يمكن ان ينسوه هناك لولا ( عياط ) اللويزي وطلبه النجدة لاخراجه من تحت الكراسي!!
ويقول بعض اعضاء مجلس النواب ان محافظ نينوى أثيل النجيفي قد يكون هذه المرة من المحظوظين، لان كل المتهمين بسقوط الموصل لم يتم تقديم اية تهمة لهم او يطالب احد بتقديمهم الى المحاكم، مما يبريء ساحة النجيفي ويخرج الوجه الأبيض ويكون له الحق بإسترجاع منصبه، ويكون قد كسب ود الكثيرين ممن رأوا كيف ان الاحوال انقلبت عليه لمجرد انه رفض دخول قوات الحشد الشعبي الى نينوى، والتي يتناغم معها العرب والكرد في نينوى وهم يرفضون دخولهم بأي شكل من الأشكال، والان قد تزداد مساحة التأييد داخل نينوى وخارجها ومن الكرد لرفض دخول قوات من خارج المحافظة لتحريرها، وهو نفس الشرط الذي يصر عليه الامريكان وقوات التحالف الدولي التي ترى في دخول قوات الحشد الشعبي الى الموصل مدعاة لتأخير تحريرها ان لم يكن لعرقلة تحريرها أصلا وابقائها تحت سيطرة داعش!!
وفي كل الاحوال فأن مراقبين يتابعون تطورات المشهد بعد اقالة البرلمان لأثيل النجيفي يشيرون الى ان محافظ نينوى سيكون له دور أكبر في مستقبل هذه المحافظة وانه الان يتمتع بحرية الحركة على كل الجهات التي يود التعاون معها ، من اجل تقوية معسكر متطوعي نينوى والحصول على الاسلحة المطلوبة من مختلف المصادر وهو ما يهيء مستلزمات القوة للنجيفي لعودته الى واجهة الاضواء كشخصية ربحت المعركة، في حين انقلب السحر على الساحر على من تآمر عليه ، ويكون هو في الصفوف المتقدمة من المكانة ، اما من باعوا محافظتهم بدراهم معدودة وبثمن بخس فليس لعم الا اللعنة من ابناء نينوى وكل شعب العراق الطيب الاصيل، وللخونة والمارقين من امثال عبد الرحمن اللويزي وعبد الرحين الشمري وأحمد الجبوري ( ثلاثية الخيانة ) الخزي في الدنيا والاخرة والعاقبة للمتقين!!