تزامنا مع الجولة التي يقوم بها ممثلون عن قوى عشائرية انبارية وأعضاء في الحكومة المحلية لمحافظة الانبار إلى واشنطن للتباحث مع الإدارة الأمريكية لتسليح وتدريب أبناء العشائر للقتال داعش، صرح مسؤول في مجلس للعشائر في الانبار ايضا ، قائلا أن وزارة الخارجية الفرنسية وجهت عبر سفارتها في بغداد دعوة رسمية إلى ما أسماها بعشائر المحافظة لزيارة باريس قريبا ، واوضح الشيخ عياش الدليمي وهو عضوا في مجلس عشائر محافظة الانبار بأن الزيارة المرتقبة الى باريس ستكون من أجل التباحث مع الجانب الفرنسي بخصوص توفير الدعم اللازم للعشائر في الحرب ضد داعش! ،مؤكداً ان السفارة الفرنسية أبلغتهم ان حكومة بلادها ستقدم كافة الدعم المطلوب. وألمح الدليمي إلى ان من بين لائحة المطالب التي سيحملها الوفد العشائري إلى باريس مطلبا لتغيير إستراتيجية الحرب على داعش ، كونها لم تؤتي أكلها بل توسع التنظيم الإرهابي وتمدد أكثر من السابق!.
هل يستحق الأمر حقا أن يوصف بأنه تطور جديد في مسار الحرب على داعش؟! أم أنه مجرد موقف فرنسي للتأكيد على صلابة الدولة بالوقوف ضد التطرف والارهاب الذي ضربها مؤخرا؟ أم اننا أمام حدث جديد يستحق القراءة بتمعن؟! وأن كان كذلك ، فهل ياترى هي رسالة ضمنية بأن التحالف الدولي ضد داعش بقيادة واشنطن غير ذي جدوى ، أم أنه إقرارا بذلك فعلا ؟! ، لو إفترضنا أن باريس تعني ذلك بالفعل ،هل ننسى أنها جزء من هذا التحالف؟ّ!!، هل ستذهب فرنسا منفردة لمقاتلة داعش ؟! أم تكتفي برفع حجم تمثيلها العسكري من خلال التحالف الدولي؟! ، هل ستلجأ فرنسا لخيارات أشد قسوة من خيارات واشنطن في هذه الحرب؟! ، هل ستفتح باريس بهذه الخطوة باب جديد في سوق الحرب على الارهاب والتطرف؟! هل ستبرر للآخرين الدخول بشكل مباشر الى ساحات القتال ضد داعش؟!هل ستفتح شهية العشائر أكثر للحصول على دعم من أكثر من جهة غير الولايات المتحدة؟! …تساؤلات كثيرة تطرح تجاه الموقف الفرنسي الجديد!، لكن الاجابات عليها تبقى رهن الأحداث القادمة .
أخشى ما أخشاه ان تتحول كلا من ساحات العراق وسوريا إلى سوق عالمية مفتوحة للحرب على الارهاب ، تشرعن دخول دول العالم مجتمعين أو فرادى الى هذه السوق المأزومة، ولا ندري قادم الأيام ماذا يحمل لنا في جعبته من أحداث عظام في اليمن وليبيا اللتان مرشحتان لتكونا ضمن لائحة الدول المنكوبة في سوق الارهاب المفتوح!!.