23 ديسمبر، 2024 12:58 ص

تلك هي صفحة مبتلة التي نحاول اعادة دستور آدميتنا والتي فقدنا فيها مصداقية أبجدية الحروف بعد ان تهالكت صفحة العدالة فالطموح الإنساني الذي يحرم آدميتنا بات متعزكا لا يقوى على نقل قدمه..فاستعان بعكازة مليئة بالشروخ منخورة الباطن.. ان المرحلة التي يمر بها العراق تكاد تكون أشبه بطبقتي الرحى تطحن مقدراته من اقتصاد وموارد وإنسان كي تطعم أفواه فاغرة مظلمة منتنة عفى عنها الذباب، غير ان بها ألسنة تلوط بلهاة وأسنان أكل محللة ما تطحنه رغم حرامه فما عاد يهم من تقلد الفساد عذاب دنيا أو آخرة
لا يخفى على الذي يقف على خط التماس اللعبة فحكم المباراة وتلك الكروت التي يحملها بإمكانه طرد من يقف في طريقه دون ان يفكر باختلال قوانين اللعبة فإنكسار العدالة في العدد لا يضره بقدر ما اتفق عليه مع سماسرة المراهنات على فوز فريق دون آخر…كما ان منظور المشاهدة يختلف عن الواقع الملموس والمحسوس تلك التي تترتب على اساسها مصالح واجندات.. وسؤال: لم لا يستقر العراق لكي يعود الى مصاف من كانوا متخلفين عنه؟ لم لم يخرج من المربع الأول الذي ادخلوه واهما بأنه مربع وهو دائرة فارغة يدور بها حول نفسة ظنا انه يمكن ان يخرج دون شعوره بأنه كالثور ..لايفقه من دورانه شئ والآخرون يشربون من فلكه حتى ترتوي جيوبهم المثقوبة ولاء لغير مالك الارض… من واكب الضربات على قفى العراق كوطن والمواطن كمنتنمي شرعي يجد انه فاقد الأهلية في العطاء رغم الدماء لانها لا تهرق في سبيل ارض وسماء وإنما من اجل مصلحة وانتماء… التقهقر الذي تحياه النفس العراقية وجزعها من حب الوطن اودت لإنكماشه وأنطوائه حتى تقوقع بالامبالاة وعدم الاكتراث … التفرد والأنا التي اتخذها طريق أودت به لفقدان ماء الوجه والمستقبل حيث تصور ان انعزاله بعيدا عن الاحداث يقيه مغبة طوفانها ناسيا انه لا عاصم اليه يؤي او جبل يصعد
ان عدالة السماء انكمشت بعد ان ابتدعوا ربا ارضيا يوقروه ويبذروا نذرهم عنده آملين بمسحة على الكتف او السماح بتقبيل يد اوغلت في قتلهم نكاية بماضي لم يكن لهم يد فيه… الغل الذي يجسد على الساحة العراقية وافراغها من العقول والوجوه الرصينة بعد استبدالها بوجوه مقنعة خير ظليل لها يناسب البيئة المظلمة التي أندس فيها ليمعن قتلا وطعنا بغية افلاس وافراغ العراق من موارده واقتصادة وثروته الام الانسان.. لذا عكف بمخطط اسود يخفي عقارب زمنية يوقتها ساعة أزمة ليخرجها حين يضح المواطن فتعيث وتمعن القتل في الميت اصلا… نعم ان العراق ومواطنيه اموات تحركهم الغريزة لا الذات الانسانية.. تتحكم به المصالح وكأن العراق ليس وطنه فتراه يلعق أثر أقدام من وطئوا هامته حتى قادهم الى الحضيض
الكثير منا يتشدق بان العراق بلد الحرف الاول ارض السواد وبلاد ما بين النهرين… فتاه بتلك المسميات حتى فقدها شعورا واحساسا بات يبحث في دول لجأ إليها يعبر عن حضارته بتلون تلك البلد ربما تذوق الإنسانية التي قتلت في وطنه لكنه لا زال يحن الى رائحة الخراب فتراه وإن استوطن غيره يلكأ نفسه شعرا وكتابة وجع غربة..
العراق يحتضر وكل من يقف حول جثمانه ينتظر تحقيق وصية .. وصية لم يكتبها الجثمان المحتضر بل من سقاه السم وما عليه سوى خلسة ياخذ بابهامه ليوثق بصمته على صدرة بعد ان منعوه من كتابة وصيته كالرسول الاعظم صلوات الله عليه وعلى إله وسلم..
ان السقيفة ما زالت حاضرة وبنو النظير وقينقاع والنجران وعجم اللغة وان تلونت لا زالوا يعملون فتنة قتل الرسالة و وئدها …ولا زال ابناء سلول ومعاوية والشمر وابن ملجم يتربصون لواقعة طف اخرى . تبقى جراحت العراق هي جراحاتنا وستبقة نلطنم على الصدور والخدود ونشق الجيوب على نآسينا. . سنبقى ننتظر المخلص ليكتب دستورا انسانيا جديدا لكن هذه المرة على ورقة يابسة جافة غير مبتلة.