(هل من الممكن أن تفقد هويتك، وإنسانيتك، وإنتماءك، وسط محاولات هدم الإنسان، والإتجاه به نحو هاوية المجهول؟) دياجير مظلمة تخرق العادة كل يوم، فيغتالون بغداد ليؤمن الشعب، بأن مقبرة وادي السلام في النجف الأشرف، وُجِدت لتحتضن هؤلاء الشهداء بأمان، بعيداً عن الأهل، والحقيقة أن رئيس لجنة الأمن والدفاع يقطن مدينة الصدر، ويشهد بين فترة وأخرى ولادة نكبات جديدة، وهو يكثر وضع الجدران الكونكريتية، حول الشوارع المؤدية الى بيته، وقد أدى دوره جيداً فمهمته أن يتفرج!الصعلوك لغة: هو الفقير الذي لا يملك من المال، ما يعينه على اعباء الحياة، ويسلب الأموال عن طريق قطع الطرق، والإغارة على القبائل لغرض كسب لقمة العيش، أمثال الشعراء (تأبط شراً والشنفرى)، وبسبب كثرة جرائرهم ومصائبهم، خلعتهم أسرهم وتبرأت منهم، ولكن يحدث لمدينة الصدر، بأن يعيش فيها صعلوك، يترائ للناس أنه شريف لكن وجهه اسود، وهو رئيس للجنة برلمانية تخص أمن المواطن، ولأنها منطقة تعج بالحياة على يد البسطاء، فقد وجد فيها مرتعاً لأكاذيبه وخرافاته! كل الأبرياء ذهبوا لأسواق، (مريدي، وعريبة، والكيارة، وعلوة جميلة) بسبب صيحات الفقر، وكسب لقمة الحلال، يناضل كل فرد فيها للبقاء، فمنهم في خط الحشد المقدس، أو موظف بسيط ،أو إمرأة تتسوق، أو تلميذ جاء فرحاً بنجاحه، في وقت إحترف حاكم الزاملي، مهنة الصعلكة على حسابهم وبإمتياز، فكيف سيتعامل الناس بعد هذه المجازر، على أنه حُمل على الأكتاف أيام هرير البرلمان، الذي أحدث لنا فوضى كبيرة، وهذه إحدى عواقبها، ليخرج متبجحاً ويلقي بالخلل على وزارة الداخلية!كثيرة هي وجوه الصعاليك هذه الأيام، فلكل زمان صعاليكه، ويحملون في حقائبهم مفردات يهتز لها التأريخ، من كثرة ما أُلف حولها،(النزاهة، والإصلاح، وتقديم الخدمات، وتوفير الأمن والأمان)، وهم في حقيقتهم يبثون مشاهد الخوف والفزع، بعد مسلسلات الدم والدمع، فأي أمن هذا؟ وأي دفاع سيقوم به أمثال هؤلاء؟ والذين لا يستمعون لصوت العقل والحكمة، بضرورة مراجعة الخطط الأمنية، والتنسيق في الجهد الإستخباري، وأي مثالية عاطفية سيخرج بها رئيس لجنة الأمن والدفاع في برلماننا المعطل قسراً وعدواناً؟!