اقف حائرا على قارعة الطريق؛ اتيه في الفضاءت المضببة بالدخان والغبار
تأتيني أصواتٌ غاضبة، تحملها نحوي؛ أجنحة الغضب
عابرةٌ لحقبةِ الخنوع
تشق دروع الفجيعة،
من بين الشقوق، تجلجل الوجود؛ صرخة الوطن
لاتصالح، لاتساوم…..قاوم.. *
الدروب مغلقة بالهمرات ودبابات برامز
وانا أبحث لي عن مخرج ما
بين الدروب علَيَ أحظى بمخرج واحد ينجيني من ألم الوقوف على ناصية الطريق، منزوع السلاح،
لاشيء يحدث في هذا الليل المدلهم بالخطوب
الهمرات ، تغلق المخارج
وراء النهر؛ تُبَثُ في الانحاء موسيقى الموت
شوارع المدينة تتفجر بالصراخ
وأنا بدأت اتجول، ضائعا، على ارصفة الدورب
أفتر بعينيَ، امسح بهما جميع الزوايا والفراغات
علَيَ أعثر فيها؛ عن ملاذ
فجأة، خارج التوقعات، في هذا الليل، المجلل بالظلام
اسمع صوتا كصوت المنادي في هزيع الليل؛
لأيقاظ النائمين، ليقوموا الليل الملبد بغيمة الخديعة
خلخلت سمفونية الوجع كل كياني
حينها؛ جائتني أضواء هذا الصوت
القادمة من اللامكان، ومن كل مكان
تحت السماء التي بدت قريبة، قريبة جدا
خطوت بلا وجل؛ نحو الصوت الذي لم يزل ينادي
تدفق من اعماق روحي؛ شعورا، غريبا، مغايرا لما كنت عليه، قبل لحظات، أذ؛ ساحة التحرير ممتلئة بالناس، والفضاءات بالضجيج والهتاف..
سريعا اتألف مع المكان، ومع الاصوات، ومع الوجوه
ألفة شديدة التماسك
وقتها؛ وجدت طريق الخروج..
الكلمات من قصيدة للشاعر امل دنقل