18 ديسمبر، 2024 6:54 م

صرخة فلوريد .. تعري و تخزِي أميركا أمام العالم

صرخة فلوريد .. تعري و تخزِي أميركا أمام العالم

لا يَخفى على أَحدْ عُمق الفجوة الإجتماعية والعِرقيّة في تعامل أميركا وأجهزتها الأمنية مع أصحاب البشرة السوداء فهذا ليس وَليد اليوم بلْ عُمره أطول من عُمرْ البِلاد مُنذ إكتشافِها قبل أقل من خمسمائة (٥٠٠) عام .
مينيسوتا ولاية وسط غرب الولايات المتحدة الأمريكية حيث تشهد منذ يومين أُحدْ أحلك التظاهُرات مُنذ أواخر ستينات القرن الماضي أعمال شغب وحرائِق وسرقة محلّات ومواجهات مع الشرطة ذلك على خَلفِيّة المُواطن الأمريكي جورج فلوريد إبن السادسة وأربعين عاماً الذي أعتقلته الشرطة للإشتباه به لِصرفه عُملة فئة عشرين (٢٠$) دولار مُزَوّرة ،، بَعد ما بَقِيَّ الشُرطي ضاغطاً بِرُكبَتيّه على رَقَبة فلوريد لِتسعْ دقائق متواصلة وهو مرميّاً على الأرض مُناشِداً الشرطي مُتوسِلاً إليه أن يرفع رُكبتيه عن عُنقه ،، لِنفرِضْ جدلاً إنه كذلك هل يجوز قتله بهذه الهمجيّة والوحشية ؟؟ لِماذا وضعت القوانين والمحاكم ؟؟ أليس لمُحاسبة المُخطئين والخارجين عن القانون ؟؟ لو لا المُصادفة والمُقَدّرة من الله بمرور أحد المارّة لِيُوَثِّق عِبر كاميرا هاتفه المحمول لحظات فلوريد الأخيرة ( لا أستطيع التنفس ) والتي شاهدها العالم أجمع والتي صَعَقتْ أميركا لأنها تَعَرّتْ أمام العالم عن ما تزعُم و تَدّعي من مفاهيم كالحُرية والديمقراطية ،، لولا هذا التسجيل الفاضح والمُشين بِحق الإنسان لقامت بِلملمة الموضوع وأدّعتْ زوراً وبُهتاناً أن فلوريد كان حاملاً للسلاح !!!
نَزيف على مرأى العالم في بلد الحُريات وهو غارقاً بالعُنصرية وهذه ليست المرّة الأولى للشُرطة الأمريكية وتعاملها العُنصري تِجاه السودْ لأن سِجلّها حافل بلائحة طويلة لضحايا التمييز العِرقي .
إزدادت كثيراً في السنوات الأخيرة مَشاهد الكراهيّة والعُنصريّة الواضحة لِتُعيدنا بالذاكرة لمنظمة ومجموعة ( الكوكلوكس كلان ) وإختصارها KKK وهي تجمُّع لعدد من التنظيمات اليمينية المُتطرّفة التي دعتْ لمُحاربة أصحاب البشرة السوداء وإستهداف حقوقهم المدنيّة وحرق منازلهم ومزارعهم وتفخيخ كنائِسهم وتُنادي أيضاً بالقضاء على وجود الأقلِيّات بأميركا ،، إرتكب أعضاء المنظمة جرائم هَزّتْ المجتمع الأمريكي من الداخل حيث مارست أبشع الجرائم ضِدْ السود كتعليقهم بالشوارع وشنقهم وحرقهم ،، يتفننون بإظهار العدائيّة والكراهيّة للمواطنين أصحاب الأُصول الأفريقية .
أعتقد لو لم يتُم القضاء على الحرب الأهليّة في أميركا خلال فترة حُكم ( إبراهام لينكولن ) ١٨٦٥ والتي لمْ تدُم طويلاً حيث أُغتيل بعد إنهائه زمن العُبودية والإفراج عن العبيد وإعتبارهم أحرار في نفس الفترة ، لما زالوا حتى اللحظة يتقاتلوا فيما بينهم لأن رواسب العنصرية والكراهية مُتجذّرة عند البعض في المجتمع الأمريكي !!
إنتخاب باراك أوباما في العام ٢٠٠٨ كأول رئيس أسود لأميركا لم يُنهي الجدليّة حول التمييز لأن رغم التقدم الفكري والتقني ما زالت مُستمرة مُعانات أصحاب البشرة السمراء ، وهُناك إجماع على أن العُنصرية ضدّهم ما زالت مُتغلغلة في المجتمع .
في ظِل هذه الأحداث غَرّدَ دونالد ترامب عِبر تويتر ،، أتعهدْ بإستعادة السيطرة على المدينة وهَدّدَ قائِلاً حينما يبدأ النهب والسلب يبدأ إطلاق الرصاص !! كذلك أعتقلت الشرطة مُراسل شبكة سي أن أن CNN الإخبارية عندما كان يُقدِم تقريره من موقع الحدث وعلى الهواء مُباشرةً !!!
هذه هي أميركا المُتغطرسة وهذه هي رِسالتها السامِية في التمييز العنصري والعِرقي وسياستها الواضحة بالتعامل مع قضايا الإنسانية وهي التي أسقطت قُنبلتها الذرية على اليابان (هيروشيما) ،، ولا ننسى كيف تعاملت بهمجية عند إحتلالها العراق وسَلمته لحفنة عُملاء ولصوص !!! وكيف ننسى مُمارساتها اللا أخلاقية مع سُجناء أبو غريب والتي يندى لها جبين الحرية وحادثة عبير الجنابي والقائِمة تطول و تطول هُناك !!؟؟ هل سنشهد إندلاع ثورة ضِد العنصرية ؟؟
دوماً أُرددها كرامة الإنسان هي الخط الأحمر الوحيد الذي لا يُمْكِن المساس به …
منطقة المرفقات