23 ديسمبر، 2024 12:22 م

صرخة ضد الظلم والفساد

صرخة ضد الظلم والفساد

عانى العراق بعد عام2003 ولتسع سنوات خلت من الظلم والفساد بما يزكم الأنوف وعلى كل المستويات وميادين الحياة حيث أصبح ممثلي الشعب سواء كانوا في البرلمان أو الحكومة أكثر فساداً ومناصبهم ومواقعهم مرتعاً للفساد والمفسدين وجني الأموال وعقد الصفقات المشبوهة وشرعنة سرقة المال العام.. وليس هذا فقط وأنما تعدى ذلك على القضاء الذي يعد سلطة ثالثة بعد السلطة التنفيذية والتشريعية.. فبات القضاء مُسيس وغير عادل ولم يستطع المحافظة على استقلاليته إذ أصبح أسير السلطة التنفيذية في كثير من الأحكام القضائية.. والدليل على ذلك الدعاوى الكيدية التي يأخذ بها القضاء لسجن الأبرياء لاشهر وسنوات  وبعدها يطلق سراحه بعد أثبات برائته.. لذلك نحن نعتقد حد اليقين أن كرسي السلطة بات يحمي الظالمين والطغاة  بل ويكون أكثر تمادياً بالدفاع عنهم، فإذاً أنه طاغي وفاسد مثلهم!
وترى السياسيون والمسؤولين والوزراء والمدراء في مفاصل الحكومة الديمقراطية والنزيهة يكذبون ويسرقون ولن نستثني أحداً منهم لأنهم جميعاً(مصاصي المال العام)!.. فالتعليم والصحة اكثر فسادا من غيرها والحريات العامة والشخصية تنتهك من على مسمع ومرأى الجميع ناهيك عن التعذيب الوحشي في سجون ومعتقلات المنطقة الخضراء وخارجها وانتشار الامراض والفقر بشكل مقلق ومخيف.. اذ أن هذا الفساد والظلم الذي استشرى في مفاصل الدولة والذي اصبح من الصعوبة بمكان استأصاله والمضحك المبكي في ادعاءات هولاء السياسيين أن سبب هذه المعاناة كلها هو النظام السابق الذي اصبح (شماعة) يعلق عليها فشل السياسيين و المسؤولين وهذه الادعاءات لا يمكن أن تنطلي على احد كوننا جميعاً عشنا تلك المرحلة والتأريخ لا يمكن تزويره.. لذا نحن نقول(نعم) كان هناك ظلم وتعسف لكنه لم يصل الى مرحلة الكوارث والمآسي التي وصل اليها المجتمع العراقي بعد احتلال العراق فعلى المتصدين للمشهد السياسي أن يأخذوا عبرة ودروس من التأريخ فالظلم والتعسف والطغيان لا يدوم.. نعم.. نحن نقر بأن هناك كان هناك ظالم ودكتاتور واحد فالآن بالعشرات لا يعدوا!! فاليوم لا نرى حسيب ورقيب رادع لكل سياسي أو مسؤول أو وزير أو حتى مديراً عاماً فاسد وطاغي بل على العكس من ذلك فالحكومة تقف معهم وتدافع عنهم وكل واحد منهم يغطي على الأخر فساده!!. فإذا ما أستمر الحال على ما هو عليه لينتظر هؤلاء صرخة الشعب المدوّية التي ستطيح بهم جميعاً.
أودعناكم أغاتي
[email protected]