18 ديسمبر، 2024 10:03 م

الشرق الأوسط منطقة لا يمكن تعريفها ببساطة و اعتبارها منطقة اعتيادية فهي تتميز بالعلاقات التجارية و التفاعل الدبلوماسي ومنطقة غنية الموارد ومرتكز قوة للانطلاق الى بقية دول العالم. هكذا كان الحال في تاريخ المنطقة الحديث، وسيبقى كذلك في المستقبل المنظور. الا ان المنطقة لم تشهد منذ انهيار الإمبراطورية العثمانية قبل قرن من الزمان ما يشهده الآن من تشنّج واضطراب إقليمي وصراع داخلي بين الدول. وفي غمرة هذا التداعي الحرب المتواصلة في سوريا واليمن، وكذلك في ليبيا. الصراع في المنطقة هو على النفوذ الا ان الضخ الذي حصل من توريد السلاح إلى المنطقة تعاظم بصورة حادة، وهي صفقات التي تتنافس فيها الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون بصورة نشطة جعل المنطقة على اعقاب الهاوية بانتظار عود ثقاب ليقضي على المنطقة بشكل تام ونهائي. وهنا يصل دور السؤال المهم ماذا تفعل الولايات المتحدة الامريكية في اراضي تبعد عنها الاف الكيلومترات وماذا تريد من المنطقة؟. ان تذليل هذه العوامل مهمة عسيرة لراسمي السياسات الإقليميين والدوليين. فالمرجّح وأكثر السيناريوهات تفاؤلاً و انسجاما مع طبيعة المنطقة، هو التقدم في مجال التهدئة وإعادة الاستقرار تدريجياً وبطيئاً. هناك تلاقح متبادل بين الكثير من الدول لإعادة الاستقرار الى المنطقة الا ان السياسات الخارجية لبعض الدول و اللوبي الصهيوني فيها يعمل جاهداً الى ابقاء المنطقة بحالة فوضى و تصارع دائمي. نصل الى الموقف العراقي والذي قريب من النأي عن النفس فنرى مؤخّراً سعي الحكومة الى رسم مسارات مستقلة لنفسها في الفضاء الإقليمي الحافل بالاضطراب لكن الضغوط تتعاظم عليها للانحياز إلى هذا الطرف أو ذاك مع تدويل المنازعات وتصلّب الكتل الإقليمية. أن الحياد يؤدي دوراً مهمّاً في المنطقة كحاجز جيو-استراتيجي لمقاومة الضغوط أو العمل كوسيط محتمل للتدخّل لإصلاح ذات البين في المستقبل الا ان هذا الحياد لن يستمر طويلاً. وسيكون من باب الحكمة أن يدعم اللاعبون الإقليميون والدوليون استقلال هذه الدول. ختاماً من المُرجّح عدم الاستقرار في الشرق الأوسط سيستمر حتى الامد القريب طالما الصراعات الداخلية مستمرة، ولا نتمنى غير الهدوء للمنطقة.