ان مدرسه الرسول صلى الله عليه واله لا يدخله الا الخلص والنخبه فالداخل اليه شهيد لا محاله وسيظل التاريخ يخلده ما دامت السماوات والارض فاول الداخلين كان امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام فخرج منها شهيدا خلده وسيخلده التاريخ ومن ثم ولده ولا سيما الامام الحسين عليه السلام وخرج منها ايضا شهيدا وقد قال كلمته الشهيره والتي ما زالت تدوي في السماوات وهي الاكسير الذي منه يشتق ويتنفس المظلمومين والمستضعفين انها كلمه ((هيهات من الذله)) التي ما زالت هي الجرعه النشطه التي يتزود بها كل من يريد ان يقف بوجه الظالم والمستبدين والطغاة فكما كان مع الامام علي عليه السلام سلمان الفارسي وابا ذر ومقداد وعمار بن ياسر فان اصحاب الحسين عليهم السلام والخلص امثال حبيب بن مظاهر ومسلم بن عوسجه وزهير ابن القين وغيرهم كانوا قد لبوا نداء السماء وخرجوا مع الامام سلام الله عليه ضد طاغيه العصر وجلاوزته وعلى الرغم من قلتهم لكن ايمانهم وتضحيتهم تعادل الجبال قدموا اعز ما لديهم وقدموا انفسهم قرابين على طريق مذبح الحريه والوقوف بوجه الطغاه ونالوا بذلك ذلك الذكر الخالد الذي ما زال يذكر منذ اكثر من الف عام وسيذكرون ما دامت السماوات والارض فالامام الحسين سلام الله عليه واهل بيته واصحابه منتجبين سطروا تلك الملحمه بقلتهم العدديه وكثرتهم الايمانيه وتعلقهم وتمسكهم بابن بنت نبيهم صلى الله عليه واله وسطروا تلك الملامح التي قل لها النظير في تاريخ البشريه نعم قد تكون هنالك نماذج من التضحيه على مر التاريخ لكن ان تجتمع هذه الصفات ان يقدم الامام الحسين نفسه واهل بيته والخلص من اصحابه كلهم في سبيل اعلاء كلمه لا اله الا الله محمد رسول الله علي ولي الله وكما يريده الله لا كما يريده الطغاه والمتاجرين فهي نادرة نعم تلك الصرخه المدويه التي ما زال صداها يدوي في السماوات وسيظل يدوي انها ((هيهات من الذله)) والتي بها هز عروش الطغاة فكل من يريد ان يقف بوجه طاغيه وبقله عدده لابد ان يتسلح بهذا الذكر الخالد والتي خرجت من اقدس فم تلك الفم التي قبلها رسول الله صلى الله عليه واله ذلك الامام الذي تربى في احضان رسول الله صلى الله عليه واله ذلك الامام الذي سار على نهج جده وابيه واخيه النهج الذي يريده الله لا ما يريده عباد الله الامام الحسين في ملحمه عاشوراء قدم عده رسائل للبشريه فمنها رساله انسانيه واجتماعيه والسياسيه وعقائديه وعسكريه فكل من يختص بهذه العلوم لابد ان ينهل من هذه العلوم التي اشتقت من مدرسه الطف وكيف لا وصاحب هذه المدرسه هو من تخرج من مدرسه رسول الله صلى الله عليه واله فكم من فيلسوف ومنظر وقائد وعالم على مر التاريخ كان قد استشهد بجزء ما قاله او فعله الامام الحسين عليه السلام في ملحمه وواقعه الطف فهو غاندي الذي وقف بوجه اعتى امبراطوريه في العصر الحديث الامبراطوريه التي لا تغيب عنها الشمس حيث قال كي انتصر يجب ان اكون مظلوما فالامام الحسين خرج لطلب الاصلاح في امه جده ولم يخرج اشرا ولا بطرا ولا لمنصب او جاه او مكسب دنيوي وكيف يطلب الدنيا وقد اخذ معه اهل بيته من النساء والاطفال فهذا هو جواب لكل من يحاول ان يصطاد في الماء العكر الامام الحسين عليه السلام صاحب تلك المدرسه الخالده التي اصبح قبره قبله للزائرين والثائرين والمضطهدين فكل عام في اربعينيه يتوافد عشرات الملايين من كل حدب وصوب ومن جميع ارجاء المعموره ومن كل الاديان والاطياف ومن كل الاجناس واللغات والالوان لا لشيء سوى لكي ينهلوا من هذا النبع الصافي التي لا شائبه فيه فنقول على سبيل المثال لرواد الفضائي يا احبتي لا تتفاجئوا ما تشاهدوه من الفضاء هذا هو ليس السور الصين العظيم كلا … انهم السائرون الى قبله الاحرار الى قبله ابا عبد الله الحسين عليه السلام انهم زوار الامام الحسين نعم انها اطول من سور الصين ان كان لسور الصين مسار واحد لكن سور الامام الحسين مسارات ومسارات فمسار في الشرق ومسار في الغرب ومسار في الجنوب ومسار في الشمال كلها تذهب الى قبله الامام الحسين تلك القبله المباركه التي ما فارقت الصلاه حتى لحظه استشهاده فكان اخر ما قام به ان صلى باهل بيته واصحابه سلام الله عليهم اجمعين ذلك الامام الذي اعطى للبشريه درسا واصبح شعله لن تنطفئ ولن يستطيع احد اطفائه فكل عام عدد زائريه في تزايد وللمقارنه من باب التوضيح السعوديه صاحبه اكبر واقتصاد في العالم دوله باقتصاد ومساحه السعوديه في موسم الحج لا يستطيع ان يوفر الاحتياجات والامكانات لمليونين او ثلاثه ملايين شخص لكن محافظه واحده صغيره بحجم كربلاء كبيره في عزتها تقدم الخدمات لعشرات الملايين ولا ينفذ ولا يملون ولا يتعبون فمن يتسابق ليقدم لك انواع الاطعمه والمشروبات ومن يقدم لك الرعايه الطبيه ومن يقوم بصبغ احذيتك ومن يقوم بعمل مساج لك ومن ومن ومن ومن ومن وكلها ببركات هذا الامام الهمام كلها بعزيمه محبي هذا الامام فالناس يتسابقون لتقديم افضل ما عندهم وانا على يقين بان الكثير منهم قد لا يملك قوت يومه لكنه عندما يصل الى الامام الحسين عليه السلام يسترخص اي شيء فيقدمه هديه لزوار الامام الحسين الابواب كلها جميعا مفتحه ابواب البيوت المساجد الحسينيات المواكب الشوارع على امتداد عشرات والمئات الكيلومترات ملئ بالسرادق والخيم كلها تقدم الخدمات لا لشيء سوى ان يقولوا للعالم لبيك يا حسين لبيك يا حسين لبيك يا حسين