ان لحزب الدعوة نظرية معروفة اتجاه المرجعية الدينية في النجف الاشرف ولايمكن اخفاء الصراع الدائمي والازلي بين الحزب والمرجعية وتبلور الصراع الان باتجاه خطير جدا وهو صنع مرجعيات مغمورة لضرب الوجود المرجعي النجفي ومن خلال تمكين مرجيعة السيد الصرخي في كربلاء وتوفير كل وسائل الراحة والدعم وفتح مكتب للصرخي بحماية ومباركة الحكومة العراقية برئاسة السيد نوري المالكي. انا لااعترض على الصرخي وليس لي معه تقاطع ولكن هناك فرق كبير بين مرجعية مغمورة تفرض على الشعب بطريقة استفزازية وبين مرجعية اخذت استقرارها في الحوزة بطرق طبيعية وان كنا نختلف مع بعض الاليات من هناك وهناك.
الشعب العراقي بشكل عام وليس الخاص دائما يقف مع القوي ومن يمتلك الاموال والنفوذ وليعذرني الشعب العراقي بهذا الكلام ولو نسأل سؤالا عابرا من انتخب هؤلاء اللذين في السلطة؟ هل انتخبهم الشعب الايراني او التركي او الهندي او السعودي ام المغربي!!
العراقيون هم المنتخبون لهؤلاء وهم المادحون لهؤلاء وهم الذامون لهم حاليا , ايران دولة فقيه ويهمها ان تسيطر على العراق ومرجعية النجف المتمثله بالسيد السيستاني مرجعية قوية فمن خلال الدعم اللامحدود للمالكي يتوقع الايرانيون ان يكون لهم موطيء قدم بحكم العراق من خلال تمكين المالكي وتهميش مرجعية النجف الاشرف .
الشعب العراقي واعي ولكنه يفتقر للالية التي من خلالها يمكن له ان يتصدى لمثل هذا المخطط الجهنمي , وللاسف هناك ثقافة سائدة في المجتمع الشيعي ان هناك ممهدون للامام المهدي عليه السلام وهذه نظرية لاتصمد امام النقد مطلقا فالامام عليه السلام هو الذي يصنع جيشة وقياداته بنفسه ولايمكن من هو دون المعصوم ان يصنع دولة للمعصوم وكم من دولة شيعية قامت بالتاريخ لم نرى لاهل البيت عليهم السلام مسعى للدخول بها وخير شاهد ابو مسلم الخراساني الذي اسقط الدولة الاموية وقتل 600 الف ولم يوافق الامام الصادق عليه السلام على العروض التي قدمها ابو مسلم باستلام الحكومة او الخلافة.. ولكن قوة المنبر والاعلام والفضائيات والاموال تستطيع ان تصنع كل شيء مما روجت لايران ومشروعها الشيعي حتى اعتبرها البعض انها الدولة الحلم وانهى الممهدة للامام المهدي.
انا ليس ضد ايران فايران عمق عقادي مهم لشيعة العراق وهم حين المعترك اقرب لنا من السعودية المسعورة والمتلهفة لقتل الشيعة , ولكن العراق بلد كباقي البلدان وفيه المزيج والخليط من الديانات والقوميات فلابد ان يعيش مستقرا امنا, ان مشروع المالكي ضد مرجعية النجف خطير وقوي وسوف يازم الامور في العراق خصوصا اذا ماتمكن مرة اخرى من الوصول لحكم العراق والسيطرة على مقاعد سواء في المحافظات او البرلمان.والمرجعية قادرة للتصدي لهذا المشروع لكنها تحسب الف حساب وحساب الى اي فوضى تقوم بالبلد.
صرحت المرجعية ولمحت وحذرت من عدم انتخاب المالكي وحزبه ولكن الناس لم تعد لتهتم بمثل هكذا نصائح خصوصا لمن يامل ان يتسوع ماديا تحت ضلال حكومة نوري المالكي , والا متى كان حزب الدعوة جماهيري او عقائدي حتى يقيم الان الندوات واللقاءات الشعبية وهو نفس الشعب الذي اصطف لعبد الكريم قاسم ومن اعقبه الى الان.