23 ديسمبر، 2024 12:43 ص

صراع اللغات في الاتحاد الاوربي

صراع اللغات في الاتحاد الاوربي

ما مصير اللغة الانجليزية بعد احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد ؟لم تكن بريطانيا ابدا عضو من اعضاء الاتحاد الاوروبي النموذجيين وكانت الدولة الوحيد التي صوت الاعضاء ( فرنسا بالذات ) بالفيتو على عضويتها وليس مرة واحدة ولكن مرتين. لم تدخل بريطانيا الاتحاد الاوروبي الا في سنة 1973 بعد قيام الاعضاء الاصليين الستة بأنشاء المجموعة الاوروبية الاقتصادية. وكان الهدف من المجموعة انشاء اساسا للتجارة الحرة واقامة السوق الحرة بنفس وولاءات أطلنطية. وكانت الدولة الوحيدة التي اجرت استفتاء على الانسحاب في سنة 1975 ناهيك عن نيتها أجراء استفتاء اخر في يونيوحزيران المقبل.
وكل هذه الامور جعلت هيمنة لغة هذا الدولة المترددة (بريطانيا) على مؤسسات الاتحاد الاوروبي امرا غريب. حيث من الناحية القانونية تتساوى اللغات الاربع والعشرون للدول الاعضاء الثماني والعشرين في المكانة. غير انه عموما ازاحت اللغة الانجليزية اللغة الفرنسية كأكثر اللغات شيوعا في مكاتب الاتحاد والبرلمان الاوروبي حيث لا نوجد لغة مشتركة في هذه الجهات. وحتى وان كان الامر كذلك نرى لايزال العديد من المتحدثين بالفرنسية في أي تجمع يتوقعون تحول الحديث الى الفرنسية ويتوقعون ان يخطو الاخرون خطاهم . وفي الحقيقة بإمكان اغلبية المتحدثين القيام بذلك ويعود ذلك جزئيا الى كون بروكسل العاصمة الفعلية للاتحاد .و في الاغلب الناس هناك يتحدثون بالفرنسية. اما اللغة الالمانية فتعتبر لغة عمل ثالثة في الاتحاد الاوروبي.
لذا اللغة الانجليزية تحتل المرتبة الاولى بين لغات الاتحاد المتساوية بالمكانة رغم حقيقة كون الناخبين الانجليز يفضلون الانسحاب من الاتحاد ( الناخبون في ويلز واسكتلندا وايرلندا الشمالية )يحتمل اكثر ما يحتمل انهم . يفضلون البقاء) وهذا يتركنا مع حقيقة غريبة وهي ان الاتحاد الذي يبلغ عدد سكانه 450 مليون تسيطر عليه لغة حديث واحدة يتحدث بها رسميا سكان جمهورية ايرلندا ( عدد سكانها 4.6 مليون نسمة ) ومالطا وهي اللغة الرسمية الثانية في هذه الجريرة التي يبلغ عدد سكانها 450000 ما لم تطلب اسكتلندا بعد ان تفوز باستفتاء ثان حول الاستقلال من بريطانيا وتعيد ارتباطها بالاتحاد الاوروبي
ولكن حتى مع دخول الاسكتلنديين الذين يقارب عددهم 10 مليون ستكون نسبة المتحدثين بالإنجليزية اقلية صغيرة في اتحاد يضم 450 مليون نسمة . ويتزايد اعداد أولئك الذين يتحدثون بالإنجليزية فقد وجد تقرير صدر 2012 ان 38% من سكان الاتحاد الاوروبي يتحدثون باللغة الإنجليزية كاللغة اجنبية وتقريبا كل الذين يعملون في الاتحاد الاوروبي يتحدثون الانجليزية والسؤال ماذا سيقع للإنجليز بدون اللغة الانجليزية.
وفي التداول الان لغة انجليزية- اوروبية متأثرة بلغات اجنبية. فترى العديد من الاوربيين يستعملون كلمة ( Control ) بمعنى المراقبة لان كلمة ( Monitor ) الفرنسية تعطي ذلك المعنى . والشيء نفسه ينطبق على كلمة ( assist ) يساعد بمعنى يحضر كما في الفرنسية والاسبانية . وفي حالات اخرى تبدو اللغة الانجليزية – الاوروبية مجرد لغة ساذجة ولكن امتداد لقواعد نحو اللغة الانجليزية. فهناك الكثير من الاسماء في اللغة الانجليزية لا تجمع بإضافة ( S) الجمع في نهاية الكلمة لكنها تستعمل بسهولة في اللغة الانجليزية –الاوروبية مثل كلمة ( Informations ) معلومات و (competencies ) كفايات. وتستعمل اللغة الانجليزية الاوربية كلمات مثل ( actor ) و
( axis) او ( agent ) بمعان تقع خارج نطاقها الضيق في اللغة الانجليزية الاصلية
وقد كتب جيرمي غاردنر الموظف في هيئة المدققين دليل بالكلمات والتعابير التي يساء استعمالها في نشرات الاتحاد الاوروبي الهدف منه محاولة تصحيحها. . ومهما كانت محاولات التصحيح من قبل متحدثي لغة الام تبقى اللغة الانجليزية
الاوربية لغة مخففة يتحدثها بطلاقة غالبية المسولون الاوروبيون الذن يفهمون بعضهم البعض معرفة جيدة . كما هو الحال مع اللغة الانجليزية في الهند او جنوب افريقيا حيث قلة قليل جدا من الناطقين باللغة الام يعيشون وسط اغلبية ساحقة ممن يتحدثون الانجليزية كلغة ثانية . وحصيلة هذا الوضع يمكن ان تكون ان هذا النوع من اللغة غير اساسي مثل المستقبل التام المستمر مثلا جملة (بحلول 2020 سنكون مستمرين بالعمل) وهذا امر غير اساسي في الاستعمال
والان ماذا عن اللغات الاوربية الاخرى؟ سيطير الفرنسيون فرحا اذا ما استعادت لغتهم احتلال المرتبة الاولى. ولكن هذا لن يحدث لان تلميح احد الاكاديمي الفرنسي الذي قال ان اللغة الفرنسية هي اللغة القانونية الاولى في الاتحاد في سنة 2007 ( بفضل سيادة دقتها التي لا تضاهى كما يعتقد)كان مثار للسخرية والرأفة في نفس الوقت. ولكن دور اللغة الفرنسية في الاتحاد الاوروبي كاللغة ثانية دور مضمون بالتأكيد والبعض ارادها لغة ان تكزن لغة غير رسمية . . وبالرغم من القوة الاقتصادية والثقة السياسية للمانيا الحديثة لا يحرص الالمان ان يفرضوا لغتهم على الاخرين. كل هذا ادى الى نتيجة غريبة وهي ولو ان بريطانيا قد تكون عضو غير عادي في الاتحاد ولكن اللغة الانجليزية اصبحت لغة محايدة ومهيمنة . انها مفيدة لان الاخرين يفهمونها . ارتباطها ببريطانيا اساسا ضعيف ويمكن ان يضعف ادا خرجت يريطانيا من الاتحاد . وكان يأمل الحالمون بلغة مساعدة مشتركة للجميع والبعض الاخر سعى الى اختراع لغات اخرى من يدري ؟ ربما الانجليزية يوما ا تنجز هذه الغاية المنشودة الاسبرانتو
ترجمة بتصرف عن الإيكونيميست