(يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ)
تتسابق الأفواه بالكلام بحيث لا تجد مكان تستريح فيه,فأصواتها مدوية دوياً لامثيل له ,تملأ المكان بأجمل العبارات المنمقة الخداعة فلا يستطيع حتى عمالقة الأدب ورجالات الشعر من صياغة تلك التعابير التي تخدع العقول وتنافي الحقائق ورائها , لكثرة الوعود التي تحاول ان تصنع من الرمل ذهباً حتى باستطاعتها رسم لوحة مليئة بجميع الألوان باستخدام اللون الاسود فقط يوهم الناظر.. كيف؟؟؟ هذا هو الفن الذي برعوا واجتهدوا فيه .
تهذي وتتلعثم في بعض الاحيان وتتشاجر فيما بينها بحيث تُسقط احداها الاخرى وتتقاذف فيما بينها بالألفاظ والافعال التي لم تعتاد جميع الافواه بالعالم عليها ..
كل هذا لأمن اجل خدمة ارضها وشعبها . لا فهي لاتروم لذلك….بل من اجل الوصول الى مبتغاها وهو الحصول على (الكعكة) الكعكة التي يملأ جوفها العسل الاسود الذي يدر عليها بالورق الاخضر .
ولكن تعلم انها لاتستطيع الحصول عليها لوحدها بل من المؤكد انها ستتقاسمها مع الافواه الاخرى , لكن لم يكن كل هذا عبثاً فطموحها ان تحصل على الحصة الكبرى فتراها تبرز عضلاتها وتدعي بوطنيتها وتذهب الى هذا وتتوسل بذاك وتستعطي العون من هؤلاء وتنظم الى اولائك ولكن في النهاية تجلس على الطاولة المستديرة التي تمزق الكعكة وتوزنها بميزانها الخاص بعد كل اربعة سنوات
هنا تخفت الحناجر وتغلق الافواه وتغمض الاعين وتباع المبادئ ويشيع الدين الى مثواه الاخير .
هنا تمتلئ البطون بأموال الحرام بأموال اليتامى والمساكين واموال الشهداء والارامل والجياع الضائعين بأموال الثكالى والكهول المغلوب على امرهم .