يمر العراق في عصره الحديث بفترة عصيبة للغاية في ظل انقسام مذهبي وطائفي بنذر حرب اهلية على الابواب ، يقودها ويشعل اوارها زمرة جاهلة سبق وان مارست الفوضى بتظاهر غيرمنتج أوقف الحياة وأصابتها بالشلل ، ومن يراهن عليها من قوى وادوات شياطين اتباع هوى الصهيونية والغرب ، وهذا المنوال الذي تبتغيه فخ لا تدرك نتائجه المدمرة على الناس والبلد ، معتمدة على قوة عمياء بهيمية وساذجة لا تعرف ولا تستوعب فهم ما تريده قوى خارجية تحرك قوى داخلية تعمل على ايجاد نهج حاقد يتحكم بالبلد ومصير اباءه بغرز مسامير الفرقة ، منها تعطيل عمل البرلمان ، عرقلة تشكيل حكومة جديدة وغيرها ، اضافة الى ازمة الطاقة ( الكهرباء ) والتضخم الذي شكل ثقل كبير على الطبقة الفقيرة والمتوسطة والذي لم نلمس اي جهد لكف جماحه ، والمعاناة من الفساد ونهب اموال الدولة ، وإتهامات بيع المناصب والرتب والرشوة .
لقد ولد ت هذه لامور السائبة انكسار لدى من قدم التضحيات الكبيرة في الاولاد والمال والوقت ، واظهرت عجز بعض الاحزاب والتيارات والكتل الحاكمة استمرارها في طريق حكم بتفكير سيء ، ينص على نهب المال العام ، التمسك بالامتيازات والوظائف العامة ، اهمال واضح للخدمات ، وتجاهل متعمد لتحسين الاوضاع رغم المطاليب المشروعة للناس ، مما ادى اى انقسام الشارع بين مستفيد من فساد الوضع ، وآخر متطرف ، وثالث يحاول الاحتماء بالدولة لتحسن وضعه الاجتماعي والاقتصادي بصر طال.
لك ان تدرك حجم التحولات التي لا تخدم استقرار البلد ، جعلته في مهب الريح تتقاذفه المتغيرات والمنغصات ، يصنعها من يريد الانفراد بالقرار برأي جامد مأزوم لا يرقى الى مستوى المسؤولية ، ولذا ستبقى صراع المصالح والمناصب تعيش مع من يحلم بتحقيق فرض إرادته.
لقد سلكت بنا العاصفة دروب شتى وما علينا غير الالتزام بمرجع واحد يقود السفينة وليس دكتاتورية فردية ، ولا سلطة سوى سلطة القانون ، ورفض الاستمرار من ما يعاني العراق من اهواء سياسية تبقي الناس تحت العازة والحرمان ، وإنهاء صراع الكتل والهويات المتعددة وانما التمسك بهوية المواطنة والعمل بصيغ الجماعة لدرء المخاطر المحيطة بنا وتقليل الخسائر ونجد الراحة والسكينة المبتغاة.